أظهر حزب حركة النهضة، مخاوف كبيرة من هزيمة أخرى في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى، الأحد المقبل، قد تنهي وجوده في الحكم وتحدّ من دوره السياسي في المرحلة المقبلة، بعد نكسة الرئاسيات، ما دفع بزعيمه راشد الغنوشي إلى تهديد وتخويف الناخبين التونسيين من مصير مظلم ينتظر البلاد، في حال عدم فوز حركته بالأغلبية البرلمانية، والتلويح بإمكانية دخول البلاد في فوضى في حال منح أصواتهم لمرشحين منافسين لها.

ونزل الغنوشي المترشح إلى الانتخابات البرلمانية عن دائرة تونس 1، خلال الأيام الماضية بكل ثقله إلى الشارع التونسي، وتواصل مع الناخبين في عدة مناطق، إلا أن خطابه لم يخل من التهديد والترهيب، وغلب عليه استعمال المصطلحات العنيفة ضد منافسيه، في تطور لافت عكس حالة الارتباك التي يعيشها الحزب والتوجس من هزيمة أخرى قد تحلّ به بعد أسبوع، تفقده مكانته في الحكم وتقوده إلى انهيار سريع.

وخلال الحملة الانتخابية، حذّر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الناخبين، من سيناريو تصادم بين رأسي السلطة التشريعية والتنفيذية في حال فاز المرشح قيس سعيد بالرئاسة، وتمكن حزب "قلب تونس" لمنافسه نبيل القروي من الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان، وتحدّث عن وجود خطر من ألا تتحقق أهداف الثورة إذا لم تفز حركته في التشريعية.

وفي معرض دفع الناخبين للتصويت إلى حركة النهضة، حذّر الغنوشي من صعود محتمل للقائمات المستقلّة في الانتخابات البرلمانية، معتبراً أن التصويت للمستقلين الذين وصفهم بالفوضويين والمناهضين للثورة وأهدافها، يعني التصويت للفوضى وتسليم البلاد للمجهول.

وتعليقاً على خطاب النهضة، رأى المحلل السياسي عبد الرحمن زغلامي، أن خطاب التخويف والترهيب الذي اعتمده الغنوشي في الحملة الانتخابية البرلمانية لحزب حركة النهضة، "ليس بجديد وغريب ويكشف الوجه الحقيقي للحزب، كما أنه واحد من أهم الوسائل التي يعتمدها تيار الإسلام السياسي للوصول إلى غاياته وتحقيق أهدافه"، مبينا أن "النهضة بدأت تستشعر الهزيمة في الانتخابات البرلمانية المرتقبة تبعا لنتائجها في الرئاسيات والتي أظهرت تآكلا في خزانها الانتخابي، وهي الآن بصدد توجيه نداءات استغاثة إلى أنصارها من أجل التصويت لها، والتهديد بالفوضى في صورة سقوطها".

كما قال زغلامي في حديث للعربية.نت، إن "أسوأ سيناريو ينتظر النهضة في الانتخابات البرلمانية هو تحالف القوى الوسطية في البرلمان، عندها ستكون النهضة المعتادة على الحكم ضمن المعارضة، وهذا سيحد من سيطرتها على المشهد السياسي وتصبح حزبا ثانويا غير مؤثر".