الخرطوم - عبدالناصر الحاج

لم يكن عصر "الاثنين" عادياً في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث شهد إستاد الخرطوم لكرة القدم، تدافعاً كبيراً من قبل جمهور النساء، بينما كان الرجال نصيبهم الدهشة التي جعلت أفواههم فاغرة تتساءل في حيرة عن ما الذي يجري في خرطوم الثورة والضجيج والمتغيرات الكبيرة؟

كان العارفون يحدثون جمهور المندهشين، عن افتتاح فعاليات دوري السيدات لكرة القدم السودانية في عهد وزيرة الشباب والرياضة، ولاء البوشي، الوزيرة الشابة التي دفعت بها قوى إعلان الحرية والتغيير لتولي منصب وزارة الشباب والرياضة.

بالفعل انطلقت أولى المباريات لدوري السيدات في إستاد الخرطوم وسط حضور كبير من السيدات وقادة الرياضة ورئيس لجنة كرة القدم النسوية باتحاد كرة القدم السوداني.

وشهدت أولى المباريات التي جمعت بين فريقي الدفاع والتحدي، أهداف رائعة ولمسات فنية أشعلت مدرجات الإستاد بالتصفيق، ومما أكسب اللقاء النسوي تميزاً نوعياً استحق الإشادة من جمهور كرة القدم بصورة عامة.

خبر انطلاق فعاليات دوري السيدات لكرة القدم بالسودان، وعلى الرغم من الإشادة والتشجيع الذي وجده من وزيرة الشباب والرياضة وقيادات العمل الرياضي ومحبي اللعبة، إلا أن هذا الحدث الاستثنائي لم ينج من انتقادات وجهها بعض الأئمة والدعاة.

حيث قطع الداعية الإسلامي، مهران ماهر مهران، بحرمة ممارسة السيدات للعبة كرة القدم في حضور الرجال.

وأرجع مهران في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، التحريم لما قال إنه "انكشاف ما أمر الله تعالى بستره منهن".

ونبه مهران إلى أن "الدين الإسلامي لا يحرم الرياضة النسوية، شريطة ألا تتعارض مع التعاليم الدينية".

والداعية مهران هو معروف لدى السودانيين بأنه خطيب الثورة، حيث ظهر الشيخ مهران وهو يؤم المصلين في ميدان اعتصام القيادة العامة للجيش السوداني، وظل مهران مناوئاً لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير.