صنعاء - سرمد عبدالسلام

دعت الأمم المتحدة، ميليشيات الحوثي الانقلابية الذراع الإيرانية في اليمن، إلى "وقف الانتهاكات ضد الطائفة البھائية واضطهادها على أساس العقيدة والانتماء الديني".

وتحتجز الميليشيات الحوثية عدداً من أتباع الطائفة البهائية في سجونها السرية بالعاصمة اليمنية صنعاء، فيما أصدرت في وقت سابق أحكاما قضائية بإعدام عدداً منهم ومصادرة أملاكهم وفي مقدمتهم الناشط البهائي المعروف كمال حيدرة وذلك بتهمة الردة والترويج للأفكار والمعتقدات البهائية.

وطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ميليشيات الحوثي بسرعة إطلاق سراح كافة المعتقلين البھائيين لديها بشكل فوري، وإيقاف الاحتجاز التعسفي والاعتقال المضايقات ووقف كافة أشكال الاضطھاد القضائي الذي يتعرض له البھائيون في اليمن.

وأعرب المجلس عن قلقه العميق من الانتھاكات الخطيرة وخرق القانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاضطھاد على أساس المعتقد أو الدين.

وأشار مجلس حقوق الإنسان إلى أن "الميليشيات مستمرة في التحريض على الكراھية ضد البھائيين، خاصة بواسطة الزعيم الحوثي عبدالملك الحوثي".

وأكد المجلس أن "هناك خمسة وعشرين فرداً من الطائفة البهائية تتم مقاضاتھم من قبل الحوثيين في صنعاء على أساس معتقداتھم، بالإضافة إلى تعرض سلامة الآلاف من البھائيين للخطر".

يأتي هذا عقب أسبوعين من قيام النيابة العامة في محكمة الاستئناف التابعة للحوثيين في صنعاء بالدفاع عن حكم الإعدام الذي صدر سابقا ضد أحد البھائيين على أساس معتقده والمطالبة بتنفيذ الحكم، وكذلك المطالبة بطرد ونفي جميع البھائيين من اليمن ومصادرة ممتلكاتھم.

وكانت الميليشيات الحوثية أصدرت في 17 سبتمبر الماضي، حكماً بإعدام حامد بن حيدرة، وطالبت بـالترحيل الفوري لجميع أتباع الطائفة البهائية إلى خارج اليمن، في إجراء يؤكد مراقبون بأنه جاء استجابة لرغبة إيرانية محضة.

وبحسب بيان أصدرته الجامعة البهائية العالمية مؤخراً، فإن ميليشيا الحوثي استخدمت خلال السنوات الأربع الماضية، أساليب مماثلة لتلك المستخدمة من قبل الحكومة الإيرانية ضد البھائيين والتي تشمل المتابعة، ومراقبة الأنشطة، والاحتجاز التعسفي للأفراد واستجوابھم، ومداھمة المنازل، ومصادرة الممتلكات والأموال، واستھداف قادة المجتمع، بذرائع كاذبة منها العمل كجواسيس لحكومات أجنبية.

ومنذ انقلابهم على السلطة واجتياحهم المسلح للمدن في 2014، قام الحوثيون بالتنكيل الشديد بالبهائيين، حيث سجنوا عددا منهم وقاموا بقتل آخرين، فيما اضطر عدد كبير منهم للهرب خوفاً من جرائم وبطش المليشيات الحوثية.

وتستغل إيران سيطرة ميليشياتها الحوثية على العاصمة صنعاء وبعض المدن اليمنية الأخرى في ضرب منافسيها، ومنهم البهائيون الذين يعيشون في اليمن الذين تعود الجذور الأصلية لكثيرون منهم الى ايران.

وتعد الديانة البهائية ذات أصول إيرانية من حيث النشأة والتكوين وذلك على يد مؤسسها رجل الدين الإيراني بهاء الدين وهي ثاني ديانة في إيران، لكن هذه الطائفة تعرضت للتنكيل والقمع من قبل الإيرانيين قبل أن يهربوا إلى تركيا، ومن ثم إلى اليمن بحسب المراجع التاريخية.

وفي السياق، طالب حقوقيون يمنيون المنظمات الدولية القيام بواجبها من أجل تجنب إتاحة الفرصة لإيران عبر ذراعها الحوثي، العبث بمكونات الشعب اليمني الذي تعايش مع بعضه البعض منذ قرون طويلة.

وقال عدد من الحقوقيين اليمنيين الذين يحضرون في جنيف لعرض قضيتهم الإنسانية على المنظمات الإنسانية والدولية، إن اليمن كان وما زال وطناً لكل اليمنيين بانتماءاتهم وأديانهم كافة، مشددين على أن "دفاعهم هو دفاع عن كل اليمنيين، غير أن إيران عملت على تهجير اليمنيين من وطنهم، بمن فيهم بعض الفئات الأخرى من اليهود والمسيحيين وغيرهم من الطوائف الأخرى والأديان".