* البيت الأبيض: الهجوم التركي فكرة سيئة ولا نؤيده

* مصر تدين العدوان التركي على الأراضي السورية

* "سوريا الديمقراطية": ذعر بين السكان إثر القصف التركي

* مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لبحث الهجوم التركي

القاهرة - عصام بدوي، (وكالات)

أعلن دبلوماسيون، الأربعاء، أن "مجلس الأمن قرر عقد جلسة طارئة الخميس لبحث الهجوم التركي في سوريا"، في حين أدانت دول عربية، بينها مصر، وكذلك دول غربية، العملية التركية على الأراضي السورية، في حين اعتبرتها مصر "عدواناً تركيا".

من جانبه، أعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن "الولايات المتحدة لا تؤيد الهجوم العسكري التركي على سوريا"، وأوضحت أنه "فكرة سيئة"، قائلاً إن "تركيا العضو في حلف الناتو قامت بغزو سوريا".

ونفى البيت الأبيض في بيان له، "وجود أي جندي أمريكي في منطقة العمليات شمال شرق سوريا".

من جهتها، ذكرت قوات "سوريا الديمقراطية"، التي يقودها الأكراد، أن"المقاتلات التركية قصفت مناطقها في شمال شرق سوريا، وتسببت في ذعر هائل بين الناس".

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، على "تويتر"، إن "المقاتلات التركية بدأت تنفيذ ضربات جوية على مناطق مدنية".

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، عن بدء العملية العسكرية "نبع السلام"، شمال شرق سوريا، مستهدفاً ما قال إنها "تنظيمات إرهابية"، على حد تعبيره.

وقال الدبلوماسيون إن "مجلس الأمن سيبحث الخميس الملف السوري بناء على طلب أعضاء أوروبيين بعد بدء أنقرة عملية عسكرية في شمال شرق سوريا".

وتقدمت بالطلب بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة. وستعقد الجلسة منتصف النهار في أعقاب مشاورات مغلقة في مجلس الأمن بشأن كولومبيا، وفقا للمصادر.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت أميلي دو مونشالان وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية بعد دقائق من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا أن فرنسا تدين "بشدة" الهجوم التركي وطلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي.

وقالت أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية، "تضع فرنسا وألمانيا وبريطانيا اللمسات الأخيرة على إعلان مشترك سيكون في غاية الوضوح نؤكد فيه إدانتنا الشديدة والحازمة لما يحصل" مضيفة "سنطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي".

فيما دعا الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي سفير جنوب إفريقيا جيري ماتيوز ماتجيلا، الأربعاء، تركيا إلى "حماية المدنيين" والتحلي "بأكبر قدر من ضبط النفس" في عملياتها العسكرية في سوريا.

وعبر رئيس المجلس لشهر أكتوبر عن "أمله في أن يعقد اجتماع لهذه الهيئة بأسرع وقت ممكن"، مشيرا إلى أنه "يدعو الذين يصوغون قرارات حول سوريا إلى اجتماع من هذا النوع".

وأدانت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا الهجوم التركي، وقالت لندن وباريس إنهما ستدعوان لعقد جلسة في مجلس الأمن لبحث العملية العسكرية التركية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معلنا بدء العملية العسكرية، إن الهدف منها هو القضاء على "ممر الإرهاب" على حدود تركيا الجنوبية.

من جانبها، أدانت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأربعاء، بأشد العبارات، العدوان التركي على الأراضي السورية.

وأضاف البيان، أن "تلك الخطوة تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالاً للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي".

وأكد بيان الخارجية المصرية على مسؤولية المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، في التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يُهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أية مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء "هندسة ديمغرافية" لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا.

وحذر البيان من "تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية أو مسار العملية السياسية في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم ".

وفي هذا الصدد، دعت مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تلك التطورات وسبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.

وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي، الذي أطلق على العملية اسم "نبع السلام"، إن "الجيش أطلق العملية العسكرية ضد تنظيمي "بي كا كا" و"داعش" الإرهابيين"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

وأوضح مسؤول أمني تركي أن العملية العسكرية في سوريا بدأت بضربات جوية وتدعمها نيران المدفعية ومدافع الهاوتزر.

من جانبها، ذكرت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، أن المقاتلات التركية قصفت مناطقها في شمال شرق سوريا وتسببت في "ذعر هائل بين الناس".

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، على تويتر إن المقاتلات التركية بدأت تنفيذ ضربات جوية على مناطق مدنية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية ومسؤول كردي على نحو منفصل أن انفجاراً وقع في بلدة رأس العين شمال شرق البلاد على الحدود مع تركيا.

وترغب تركيا إنشاء ما تسميه "منطقة آمنة" على طول حدودها الجنوبية مع سوريا، والتي يسيطر عليها حالياً المقاتلون الأكراد السوريون، المعروفون باسم وحدات حماية الشعب.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يقاتل منذ 35 عاماً ضد الدولة التركية، كما تنظر أيضاً إلى المنطقة، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب بأنها "تهديد وجودي".

وطالب أردوغان بإقامة "منطقة آمنة" يبلغ عمقها 30 كيلومتراً وتمتد لأكثر من 480 كيلومترا باتجاه الحدود العراقية، وكان يأمل في البداية بالقيام بذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة، لكنه شعر بالإحباط إزاء ما اعتبره تكتيكات متأخرة من قبل الولايات المتحدة.

وبمجرد تأمين المنطقة، تسعى تركيا إلى إعادة توطين مليوني سوري فروا من بلادهم إلى تركيا بسبب النزاع في وطنهم، ومن غير الواضح كيف ستتم عملية إعادة توطين ضخمة كهذه، فيما حذرت جماعات حقوق الإنسان من أن أي تصعيد للقتال في المنطقة يمكن أن يؤدي إلى تشريد مئات الآلاف من الأشخاص.

وتحدث أردوغان عن خطط لبناء مدن وقرى ومستشفيات ومدارس، لكنه يقول أيضا إن تركيا، التي أنفقت بالفعل حوالي 40 مليار دولار على اللاجئين، لا تستطيع فعل ذلك بمفردها، وفقاً لـ"أسوشيتيد برس".

وقال إنه سيعقد مؤتمراً للمانحين للمساعدة في تحمل الكلفة ودعا الدول الأوروبية إلى تحمل العبء، محذراً من أن تركيا قد تضطر إلى فتح "البوابات" لتدفق المهاجرين إلى الدول الغربية.