تونس – منال المبروكلم يخف التونسيون انشغالهم بمعرفة سيدة قصر قرطاج الجديدة بعد الإعلان رسميا عن فوز أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد برئاسة البلاد في ثاني انتخابات حرة ومباشرة تعرفها تونس بعد الثورة.ولأن للتونسيين تاريخا طويلا وقصصا متنوعة مع زوجات الرؤساء التونسيين السابقين، أبدى التونسيون اهتماما كبيرا بهوية زوجة سعيد، التي كان أول ظهور لها إلى جانب زوجها عند أدائه واجب الانتخاب في الدور الأول من الرئاسة يوم 15 سبتمبر الماضي.وحملت عدسات المصورين يومها إلى العموم صورة لسيدة أنيقة بدت إلى جانب زوجها تمشي واثقة الخطى وكأنها تشق الطريق بخطى ثابتة نحو قصر الرئاسة .وبمجرد انتشار صورها تعرف التونسيون على زوجة سعيد وهي القاضية إشراف شبيل التي تصدرت الأحد صورتها مواقع التواصل الاجتماعي.وسيدة تونس الأولى تنتمي إلى الطبقة الاجتماعية المتوسطة، من مواليد محافظة صفاقس، ولكنها أصيلة مدينة طبلبة الساحلية، والدها قاض بمحكمة الاستئناف، وتخرجت في المعهد الأعلى للقضاء، حيث حصلت على شهادة الدراسات العليا في العلوم الجنائية. وتعرفت خلال دراستها على قيس سعيد الذي كان يشغل خطة أستاذ مساعد في مادة القانون الدستوري، ليتزوجها في ما بعد وينجبا ثلاثة أبناء.وتشغل القاضية إشراف شبيل الآن منصب مستشارة بمحكمة الاستئناف ووكيلة رئيس المحكمة الابتدائية بتونس.وإبان الإعلان عن فوزها وقفت إشراف شبيل خلف زوجها، وقال التونسيون الذي انتخبوا السعيد بنسبة تفوق الـ 76 % بأن وراء كل رجل عظيم امرأةوبدت إشراف شبيل تراقب زوجها لحظة الفوز بنظرات مليئة بالشغف والحزم في آن واحد قبل أن تتقدم وتنحني لتقبيل علم البلاد تحت وابل من "فلاشات" عدسات المصورين.ورغم أن زوجة الرئيس عادة ما تكون ملقبة بسيدة تونس الأولى، إلا أن زوجها قيس سعيد كشف في تصريحات سابقة عن نيته إلغاء بروتوكول "السيدة الأولى"، معتبرا كل سيدات تونس أُوَل وواصفا هذا البروتوكول بالتقليد الغربي علما بأن إشراف شبيل أول زوجة لرئيس تونسي تشغل خطة قاضية.كما وعد رئيس تونس الجديد بأن تكون عائلته بعيدة عن الشأن السياسي وألا تتدخل زوجته في الشأن العام، غير أن للتونسيين تاريخا طويلا مع سيدة تونس الأولى، وقصص كثيرة، لا تنتهي، منذ عهد الملكية وفترة حكم بايات تونس وبعد الاستقلال، فكان لزوجات الرؤساء، كما لعائلاتهم، تدخل في الشأن العام وفي الشأن السياسي.ولا تزال صورة الراحلة شادلية فرحات زوجة الراحل السبسي في أذهان التونسيين كرمز للوفاء، وبعيدا عن مدى تدخلها في الشأن العام من عدمه، حيث حزن التونسيون على رحيلها بعد شهر ونيف من وفاة زوجها.