أبوظبي - (وكالات): مع دخول الاحتجاجات المناهضة للحكومة في لبنان يومها السابع، والتي أحدثت حالة من الشلل في البلاد، تدفق الآلاف إلى الشوارع بسبب الغضب من النخبة السياسية التي يتهمونها بدفع الاقتصاد إلى شفا الانهيار.

وأغلقت البنوك أبوابها لليوم الخامس، كما استمر إغلاق المدارس، وتعذر المرور على العديد من الطرق السريعة.

والاثنين الماضي، أعلنت حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري مجموعة إصلاحات عاجلة، في محاولة لتهدئة غضب المحتجين المطالبين باستقالة الحكومة، وكذلك لتفادي دخول البلد المثقل بالدين في أزمة مالية وشيكة.

وذكر المكتب الإعلامي للحريري، الأربعاء، أن "رئيس الحكومة اجتمع في بيت الوسط مع وفد من جمعية المصارف تمّ خلاله التداول في الأوضاع المالية والمصرفية".

وفي هذا السياق، دعا بطريرك الموارنة في لبنان بشارة بطرس الراعي، الأربعاء، إلى تغيير في الحكومة لتشمل خبراء "تكنوقراط" من أصحاب الكفاءات، وحث الرئيس ميشال عون على بدء محادثات مع بقية الساسة لتلبية مطالب المحتجين.

واعتبر أن الإجراءات الإصلاحية الرامية لتهدئة الاحتجاجات التي تعم البلاد "خطوة أولى إيجابية"، لكنها تحتاج لاستبدال وزراء بالحكومة الراهنة بخبراء لتنفيذها.

ونقلت وسائل إعلام محلية لبنانية عن رئيس البرلمان نبيه بري قوله إن لبنان لا يتحمل "أن يبقى معلقاً".

وأضاف بري لكتلته البرلمانية خلال اجتماعها الدوري، الأربعاء "البلد لا يحتمل أن يبقى معلقاً، ونخشى من الفراغ".

ميدانياً، اشتبكت قوات الجيش اللبنانية مع محتجين، الأربعاء، أثناء محاولتها فتح طرق رئيسة، بعدما فشلت إصلاحات اقتصادية اقترحتها الحكومة في تهدئة موجة تاريخية من الاحتجاجات تستهدف النخبة السياسية.

وقال شاهد عيان لرويترز إن عشرات الشبان والنساء في صيدا، على بعد 45 كيلومتراً جنوب بيروت، أغلقوا الطريق السريع عند مدخل المدينة بافتراش الأرض منذ الساعات المبكرة من اليوم.

وأضاف أن الجنود ضربوا بعض المحتجين بعدما عجزوا عن إقناعهم بفتح الطريق المؤدي من وإلى العاصمة، مضيفا أن جمعية الصليب الأحمر نقلت المصابين إلى المستشفى، وأعيد فتح هذا القطاع من الطريق السريع.

وقال مصدر أمني إن قرار الجيش لا يزال الامتناع عن استخدام أي قوة، وأضاف أن الجيش سيحاول إقناع المحتجين سلميا بفتح بعض الطرق التي ظل معظمها مغلقاً في أنحاء البلاد، الأربعاء.

وظلت الاحتجاجات سلمية إلى حد كبير، منذ مساء الجمعة، عندما اشتبكت قوات الأمن مع بعض المحتجين في وسط بيروت.

وفي شمال بيروت بثت محطات التلفزة المحلية لقطات على الهواء من مناطق أخرى على الطريق السريع، الطريق الرئيس المؤدي إلى العاصمة، ظهر فيها المحتجون وهم يحاولون مقاومة جهود الجيش لفتح طريق للمرور.

وبثت قناة الجديد على الهواء من منطقة نهر الكلب، على بعد نحو 35 كيلومتراً من بيروت، وقالت إن قوات الجيش حاولت فتح الطريق بالقوة، وهتف المحتجون "عيب عليكم" بعدما حاول أفراد الجيش إبعاد بعض المحتجين الذين افترشوا الأرض.

وفي العاصمة بيروت نظف متطوعون الشوارع، منذ الصباح الباكر، بعد احتجاجات كبيرة في الليلة الماضية.