* شبيحة "حزب الله" يعتدون على المتظاهرين والإعلاميين

* الاحتجاجات مستمرة.. واشتباك بين الأمن وموالين لـ "حزب الله"

* 972 مليون دولار خسائر أسبوع الاحتجاجات

بيروت - بديع قرحاني، (وكالات)

أكد الأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصرالله، أن "الوطن يمر اليوم بأوضاع حساسة ودقيقة، وهذا يتطلب منا أن نتكلم بمسؤولية وهدوء"، محذراً من اندلاع "حرب أهلية"، متجاهلًا في الوقت ذاته "سلاح "حزب الله"، وتدخل الحزب بشكل مباشر في شؤون الدول العربية والخليجية تحديداً، حيث يعد ذلك أحد أبرز أسباب الأزمة الاقتصادية بالتساوي مع الفساد، وأن حزبه هو من يجلب العقوبات الاقتصادية على البنوك، وأن سلاحه هو السبب الرئيس في غياب الاستثمارات الخليجية ودعم هذه الدول التي لطالما كان لبنان يحظى بها.

وأبدى نصرالله انفتاحه على "النقاش في أي موضوع لمنع الفراغ القاتل"، مجدداً رفضه "إسقاط العهد"، وقال، "لا نؤيد استقالة الحكومة ولا نقبل في هذه الظروف بانتخابات نيابية مبكرة".

وتطرق نصر الله لكلمة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، معتبراً أنه "فتح باب التفاوض والحوار حول عناوين عديدة خاصة وأنه رأس البلاد والمؤتمن على الدستور".

وأكد أن "قطع الطرقات احتجاج مدني"، معترفاً بأن ""حزب الله" سبق له وقطع طرقات"، متسائلاً، "كيف للناس في ظل الوضع المالي والمعيشي الراهن أن تتابع عملها لتحصيل لقمة عيشها؟".

وشدد على "خطورة وجود حواجز غير مسلحة تقطع الطرقات وتطلب الهويات".

وتحدث عن إيجابيات الحراك، فقال، "ما حصل في الأيام الأخيرة حقق إيجابيات لم يتم تسليط الضوء عليها ويجب أن تحفظ لا أن تضيع"، وطالب الجميع بـ "الحفاظ على الإيجابيات التي تحققت حتى الآن، ومنها أنها فرضت على الحكومة ميزانية خالية من الضرائب والعجز، وهذا يحصل للمرة الأولى".

ولفت إلى أن "الحراك قد أعاد للناس الثقة بأنفسهم بعدما أصيبوا بحال من اليأس"، منتقداً ما تردد من سباب، معتبراً أن "بعضه كان عفوياً وبعضه بناء على تعليمات"، مشيراً إلى أن "الحراك أفسح المجال أمام الناس كي يعبروا عن آرائهم".

ورأى أن "الورقة الإصلاحية خطوة في سياق خطوات لاحقة، وأن المجلس النيابي سيفعل عمله لإقرار القوانين المطلوبة"، داعياً الناس إلى "محاسبة كل من سيغطي أي فاسد، سياسياً كان أو رجل دين أو في القضاء".

وحمل الدولة "مسؤولية فتح الطرقات ومنع الاعتداء على الأملاك العامة".

وتساءل عن "الجهات التي تمول هذا الحراك"، وقال، "على من يقود الحراك أن يشرح لنا ذلك بكل شفافية، وأن يقول من هم المتبرعون من أثرياء ومتمولين، وهل هؤلاء يريدون مصلحة الشعب اللبناني أم لديهم أهداف أخرى، وما هي مصادر هذا التمويل".

وكشف أن لديه "أسماء من يديرون الحراك"، مطالباً المتظاهرين بـ"الكشف عن هؤلاء"، وسألهم عن "الضمانات بألا يأخذوا الحراك إلى أهداف أخرى، وإذا كانوا استبدال فاسد بفاسد وفاشل بفاشل أم التفتيش عن أشخاص نظيفين؟".

وأبدى خشيته من "بعض التصرفات"، وقال، "خوفي ليس على المقاومة بل على البلد، فهناك محاولات لجره إلى حرب أهلية".

فيما تجاهل نصر الله أن سلاحه، وتدخله في شؤون الدول العربية والخليجية تحديداً، أحد أبرز أسباب الأزمة الاقتصادية بالتساوي مع الفساد، وأن حزبه هو من يجلب العقوبات الاقتصادية على البنوك، وأن سلاحه هو السبب الرئيس في غياب الاستثمارات الخليجية ودعم هذه الدول التي لطالما كان لبنان يحظى بها.

وانسحب مناصرو "حزب الله" اللبناني من ساحات الاعتصام في بيروت الجمعة بعد كلمة لأمين عام الحزب حسن نصرالله، إلا أنهم سيروا مواكب في مناطق سيطرة الميليشيا، كما أثاروا أعمال شغب في المدخل المؤدي لساحة الاعتصام الرئيسة في وسط بيروت.

وفي وقت سابق كان قد وقع اشتباك في ساحة الاعتصام الرئيسة في بيروت بين متظاهرين وموالين لحزب الله، تبعته اشتباكات بين الأمن اللبناني وعناصر حزب الله.

وأفادت مراسلة قناتي "العربية" و"الحدث" باختراق عدد من أنصار حزب الله للمحتجين مرددين شعارات موالية لنصرالله، وبوقوع اشتباك بينهم وبين محتجين في ساحة رياض الصلح ببيروت. وتدخلت قوة من مكافحة الشغب لتفريق الطرفين. كما قامت قوات مكافحة الشغب بإقفال مداخل ساحة الشهداء في وسط بيروت.

واشتبك الأمن اللبناني مع مؤيدين لحزب الله في وسط بيروت واعتقل عدداً من مثيري التوتر، وسط استفزاز بعض العناصر للقوى الأمنية والمتظاهرين. وتشير الأنباء إلى وقوع إصابات في هذه الاشتباكات.

في سياق متصل، اعتدى موالون لحزب الله على وسائل الإعلام في ساحة الاعتصام في وسط بيروت.

وكان عدد من اللبنانيين توافدوا الجمعة إلى مختلف ساحات الاحتجاج عبر البلاد لليوم التاسع على التوالي.

وقبل إلقاء نصر الله كلمته انتشرت مجموعات موالية للحزب في ساحة رياض الصلح وساحة الشهداء وتم الاعتداء على عدد من الإعلاميين والمتظاهرين، كما حدث تضارب بينهم وبين قوات مكافحة الشغب من قوى الأمن الداخلي، إضافة إلى دخول مكبرات للصوت وهتافات تطال بصورة خاصة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، مما سبب حالة من الهرج والمرج في الساحتين، وما إن انتهت كلمة نصر الله حتى جابت مجموعات سيارة رافعة أعلام "حزب الله" في الجنوب وبيروت.

وعلمت "الوطن" أن القرار قد اتخذ بمنع قطع الطرقات، وأن القوى الأمنية سوف تعمل جاهدة لفتح كافة الطرقات قبل عطلة نهاية الأسبوع.

فيما اعتبر وزير الاقتصاد اللبناني السابق رائد خوري، أن "كلفة التظاهر أو تعطيل البلاد اليومية تقارب 138 مليون دولار، وكلفة الأسبوع الكامل من التظاهرات تجاوزت 972 مليون دولار، على اعتبار أن حجم الاقتصاد اللبناني يساوي 50 مليار دولار".

وشدد خوري على أن هذه الكلفة "كبيرة"، وتأتي نتيجة التأثير المباشر لتوقف عمل الدورة الاقتصادية، يضاف إليها كلفة الثقة التي تؤدي لانخفاض سندات الخزينة، إذ تراجعت خلال الأسبوع الماضي بنحو 4%.

ويتخوف خوري من هروب بعض الودائع من المصارف وتحويل الحسابات المصرفية من الليرة إلى الدولار عقب فتح المصارف أبوابها، وهو "أخطر ما يمكن أن يحصل للبنان".

وقال، "ليس لدينا رفاهية في أن نخسر ودائع في ظل عدم وجود سيولة كبيرة بالدولار، لا في المصرف المركزي ولا في المصارف... أعتقد أنه أحد أسباب استمرار المصارف بإقفال أبوابها".

وعن استقالة الحكومة والدخول في الفراغ، قال، "الاستقالة من دون بديل حكومي سريع في مهلة أقصاها 48 ساعة، تعني الدخول بالمجهول اقتصادياً ومالياً".