(بوابة العين الإخبارية): بالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية التي دخلت يومها العاشر في لبنان، أعلن النائبان نعمة أفرام، وشامل روكز، خروجهما من تكتل "لبنان القوي" الذي شكله حزب "التيار الوطني الحر".

الأمر الذي وصفه خبراء في الشأن اللبناني بـ"التصدع الذي ظهر للعلن" داخل الحزب الموالي للرئيس اللبناني ميشال عون، فاقمت الأزمة داخل الكيان الذي شهد خلال الفترة الأخيرة موجة "استقالات".

وقال النائب نعمة إفرام في تصريحات عبر قناة "إم تي في" المعارضة اللبنانية: "أؤيد مطالب اللبنانيين وأشكرهم لأنهم أظهروا لنا أجمل صورة.. منذ فترة اتخذت مواقف مختلفة عن مواقف التكتل الذي انتمي إليه، ولا أوافق على طريقة معالجة الأزمة من خلال الورقة الإصلاحية، لذلك أطالب باستقالة الحكومة".

وأضاف النائب المستقيل، يجب الاستجابة لمطالب الشارع بسرعة، وتشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت لإعادة الثقة.

وقال النائب شامل روكز صهر رئيس الجمهورية: "لا أجتمع مع هذا التكتل منذ مناقشات الموازنة وأغرد خارج السرب من حينها"، مشيراً في حديثه لقناة "أم تي في": "الخط التاريخي لرئيس الجمهورية هو الناس الموجودة في الساحات".

وتابع، "زوجتي كلودين عون مع المنطق الذي أتحدث به، ولم تسمح لي الظرف لأكون في ساحات النضال إذ كنت في الخدمة العسكرية، كانت هي دوماً في الساحات، والمشهد اليوم يخلق لديها الحنين لدعم المتظاهرين".

وفي أعقاب كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون، كتب روكز تغريدة جاء فيها: إن "محاولات الترقيع وإنعاشها لن تنفع".

وأردف عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، "اسمعوا صوت الشعب، أنصتوا لمطالبه، احترموا غضبه المقدس، ولا تتجاهلوا أصل المشكلة، لا ثقة بمن في السلطة اليوم! فلترحل هذه الحكومة فوراً.. نحتاج حكومة موثوقين أخصائيين أخلاقيين".

وفي تعقيبه، قال توفيق شومان الباحث السياسي اللبناني لـ"العين الإخبارية" إن "التصدع" داخل التيار الوطني الحر الذي يرأسه الوزير جبران باسيل، كان معروفاً لكن لم يتحدث أحد عنه قبل الاحتجاجات".

ودلل على أن صهر رئيس الجمهورية النائب شامل روكز يقاطع اجتماعات تكتل "لبنان القوي" التابع للتيار الوطني الحر منذ مايو الماضي.

وأردف شومان، "الأمر لم يقف عند حد استقالة نعمة أفرام وشامل روكز، بل هناك معلومات تتحدث عن "استقالات" من عضوية حزب التيار الوطني الحر خلال الفترة الأخيرة".

وأشار إلى وجود خلافات سياسية داخل عائلة الرئيس عون بينهم وبين الوزير جبران باسيل، لافتا إلى أن الحراك السلمي الحالي هو "بداية لطوفان نوح إذا لم تعمل السلطة على اتخاذ إجراءات عاجلة منها إصلاحات حقيقية وسريعة وملموسة، وتشكيل حكومة خبراء غير حزبية.

من جهته، قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني العميد المتقاعد هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات إن استقالة نائبين من التيار الوطني الحر "أمر طبيعي ومتوقع".

وأضاف جابر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الاستقالات تأتي "تجاوباً مع مطالب اللبنانيين العادلة".

وفيما تعوّل أحزاب السلطة ولا سيما حزب الله و"التيار الوطني الحر" على إنهاء المظاهرات، ومحاولة أنصار الحزب ترهيب المتظاهرين في مختلف المناطق، أطلق المحتجون دعوات للتظاهر فيما أسموه بـ"سبت الساحات".

ورغم تسجيل عدة اعتداءات من جانب عناصر حزب الله على المحتجين كانت ردة فعل الشارع معاكسة، حيث توافدت أعداد كبيرة على الساحات، مؤكدين أن محاولات الترهيب لن تجعلهم يتراجعون.

وفي تصريح سابق لـ"العين الإخبارية"، أوضح العميد متقاعد هشام جابر، أن "قوة حزب الله ليست في سلاحه فقط، بل في البيئة التي تدعم المقاومة، ومنذ أسبوع وحتى الآن خسر حزب الله 50% من هذه البيئة".

وأوضح "أنا بن مدينة النبطية، وترشحت سابقاً في الانتخابات النيابية في وجه حزب الله، واليوم النبطية ثارت بجميع أبنائها على السلطة بما فيها حزب الله، وحركة أمل، وعلى الجميع أن يدرك أن الأوضاع تغيرت، وما يحدث في لبنان ثورة حقيقية".

ولليوم العاشر على التوالي، لم يختلف مشهد الشارع المنتفض ضد السلطة رغم 4 خطابات، بدأت بطلب رئيس الحكومة سعد الحريري مهلة، ثم كلمة لحسن نصرالله أمين، مرورا بالمبادرة الإصلاحية للحريري، وصولاً لخطاب الرئيس ميشال عون، اعتبرها مراقبون جاءت متأخرة وزادت من سكب زيت الغضب على نيران الاحتجاجات.