واشنطن - (العربية نت): هي ثورة عراقية استخدمت فيها الأحذية ضد زعماء إيران لرفض الهيمنة والإهانة، فبعد استخدام الأحذية ضد نظام صدام حسين بعد سقوطه ها هي الأحذية تعود مجدداً ضد إيران، وهي دلالة على الإهانة في العالم العربي وفقاً لوكالة "الأسوشيتد برس"، حيث كشفت في تقريرها عن مواصلة قاسم سليماني تدخلاته في العراق من خلال زيارة سرية إلى النجف، كما أن طهران والأحزاب السياسية تراهن على الوقت لإخماد الاحتجاجات.

وفي التفاصيل يقول التقرير، الأحذية تنطلق مرة أخرى في العراق، ففي السنوات الماضية، ضرب العراقيون بأحذيتهم صور صدام حسين، في إشارة إلى الغضب بعد إسقاط النظام.

وفي عام 2008، ألقى صحافي عراقي حذاءه على الرئيس جورج بوش خلال مؤتمر صحافي للتعبير عن غضبه من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

والآن يستخدم المتظاهرون في ميدان التحرير ببغداد أحذيتهم مرة أخرى ويصفعون لافتات لعلي خامنئي، وقاسم سليماني، حيث اندلعت مظاهرات عنيفة في جنوب العراق وأحرق المتظاهرون مقرات الأحزاب والميليشيات المرتبطة بإيران، وألقوا قنابل حارقة على القنصلية الإيرانية.

وتغذي هذه الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي هزت العراق في الشهر الماضي المظالم الاقتصادية وهي موجهة أساسًا إلى القادة السياسيين في العراق والهيمنة الإيرانية، وكشفوا عن استيائهم المستمر منذ فترة طويلة من النفوذ الإيراني في البلاد.

واستهدف المحتجون الأحزاب السياسية والميليشيات التي تربطها علاقات وثيقة بطهران. وتشكل الانتفاضة في العراق، والاحتجاجات المماثلة المناهضة للحكومة الجارية في لبنان، تهديداً للحلفاء الإيرانيين الرئيسيين في وقت تتعرض فيه طهران لضغوط متزايدة من العقوبات الأمريكية.

ويقول حسين علي "35 عاماً"، من مدينة كربلاء جاء إلى بغداد للاحتجاج: "هناك قلة احترام، فالإيرانيون يتصرفون مثلهم كأبناء هذا البلد. أشعر بأن السفارة الإيرانية تسيطر على الحكومة وهم الذين يقومون بقمع المتظاهرين، أريد أن تغادر إيران".

وبحسب "أسوشيتد برس" فإن أغلبية المتظاهرين هم أساساً من المناطق الشيعية حيث تقوض هذه التظاهرات رؤية إيران بأن تكون قائدة للشيعة، والذين يمثلون أغلبية في العراق وإيران.

ويقول واثق الهاشمي المحلل في بغداد: "لقد أحرج هذا الزعماء الشيعة المقربين من إيران، وبعد هذه المظاهرات قد تفقد إيران العراق بفقدانها الشارع الشيعي".

وفي ميدان التحرير، صور المتظاهرون صوراً لخامنئي وسليماني مهندس فض التظاهرات بالعنف حيث يتم دهسها بالأقدام، وقام المتظاهرون أيضاً بضرب الملصقات بأحذيتهم في تكرار للمشاهد التي حدثت بعد الإطاحة بصدام قبل 16 عامًا.

دهس العلم الإيراني في بغداد

ويضيف التقرير، كما هو الحال في العديد من الثقافات، تعتبر الأحذية مهينة بطبيعتها في الدول العربية. وفي الأسبوع الماضي في بغداد، تم رسم نسخة من العلم الإيراني على الرصيف حتى يتمكن المحتجون من المشي عليه.

وفي كربلاء، تسلق المتظاهرون جدران القنصلية الإيرانية على ضوء الإطارات المحترقة بينما هتف الحشد "الشعب يريد إسقاط النظام".

وفرقت قوات الأمن المظاهرة، فقتلت ثلاثة أشخاص على الأقل وجرحت ما يقرب من 20 شخصًا.

وجاءت المظاهرة بعد أقل من أسبوع من قيام رجال ملثمين يشتبه في صلتهم بقوات الأمن بفتح النار على مظاهرة في كربلاء، ما أدى إلى مقتل 18 شخصًا على الأقل.

وشهد لبنان أيضاً مظاهرات ضخمة في الأسابيع الأخيرة ضد النخبة الحاكمة هناك، والتي يهيمن عليها حلفاء جماعة حزب الله المدعومة من إيران.

وللمرة الأولى، خرجت احتجاجات في المجتمعات ذات الغالبية الشيعية التي تعتبر معاقل لحزب الله، ولكن كان هناك استجابة مختلفة وتصرفت قوات الأمن اللبنانية بضبط النفس.

وعبر حزب الله وحلفاؤه عن تعاطفهم مع مطالب المحتجين، ودعا إلى تشكيل سريع لحكومة جديدة بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري الأسبوع الماضي لكنهم أيضاً شككوا في تطلعات المحتجين، زاعمين أن الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى تتلاعب بهم لمحاولة جر البلاد إلى الحرب الأهلية.

وفي العراق، قال الرئيس العراقي برهم صالح، وهو عضو في حزب كردي قريب من إيران، إنه سيوافق على إجراء انتخابات مبكرة بمجرد سن قانون انتخابي جديد. كما أعرب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وهو سياسي مخضرم آخر، عن تأييده للمتظاهرين، لكنه حثهم على إعادة فتح الطرق حتى تعود الحياة إلى طبيعتها.

ولم يقدم القادة السياسيون في العراق ولبنان مقترحات ملموسة لتلبية مطالب المحتجين، حيث ستستغرق عملية تشكيل حكومة جديدة في أي من البلدين شهوراً، وبدون تغيير أساسي، ستبقى نفس الفصائل السياسية في السلطة.

في غضون ذلك، سعت إيران إلى الحفاظ على تحالفاتها سليمة، حيث سافر سليماني إلى النجف في نهاية الأسبوع للقاء كبار رجال الدين الشيعة، وفقاً لما ذكره ثلاثة مسؤولين سياسيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المحادثات.

ويبدو أن حلفاء إيران يراهنون على أنه مع مرور الأسابيع والأشهر، فإن عامة الناس سوف يشعرون بالإحباط من إغلاق الطرق وغيره من الاضطرابات في الحياة اليومية، وأن الاحتجاجات سوف تتلاشى تدريجياً.