قال مسؤولون عراقيون، الجمعة، إن اثنين من المحتجين قتلا خلال تفريق قوات الأمن العراقية للمتظاهرين وسط بغداد، في حين أصيب عشرات آخرون بالرصاص والاختناق من الغاز المسيل للدموع.

ونقلت "سكاي نيوز عربية" عن مسؤولين عراقيين قولهم، إن عشرات المتظاهرين العراقيين أصيبوا في ساحة الخلاني وسط العاصمة بغداد، إثر اجتيازهم الحاجز الأمني الذي أنشأته القوات الأمنية في محيط المكان.

وأسقط متظاهرون الكتل الخرسانية المحيطة بساحة الخلاني، وشرعوا في الدخول إليها، وسط إطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع.

وتجمع الآلاف في ساحة الحبوبي في محافظة ذي قار، جنوبي البلاد، للمشاركة في تظاهرات "جمعة الصمود" ضد الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد وموالاة إيران.

وفي محافظة الديوانية، انتشرت القوات الأمنية، بشكل كثيف، حول المؤسسات والمقار الحزبية لحمايتها، عقب امتلاء شوارع المحافظة بالمتظاهرين.

فيما فرضت القوات الأمنية طوقاً في محافظة البصرة حول ساحة البحرية التي يتوافد إليها المتظاهرون بأعداد كبيرة، للتنديد بالوضع الاقتصادي والاجتماعي الكارثي في البلاد.

وأكد المرجع الديني الشيعي في العراق علي السيستاني دعم التظاهرات، معرباً عن إدانته الاعتداء على المتظاهرين بالقتل أو الخطف أو الترويع، لكنه ندد أيضاً بما اعتبره اعتداء على القوات الأمنية والممتلكات العامة والخاصة.

وأورد السيستاني، في خطبة الجمعة، أن الحكومة تستمد شرعيتها من الشعب وتتمثل إرادة الشعب "ولذلك من المهم الإسراع في إقرار قانون انتخابات لا يميل إلى الأحزاب".

وانتقد السيستاني عدم وجود إجراءات جدية لملاحقة الفاسدين أو للابتعاد عن المحسوبية. وقال إن "هذا التقاعس يثير شكوكاً حول قدرة القوى السياسية على تنفيذ مطالب المتظاهرين".

ومنذ أول أكتوبر الماضي، أدت الاحتجاجات الدامية المطالبة بـ"إسقاط النظام" إلى استشهاد 319 شخصاً، حسب أرقام رسمية.

ويحتج الغاضبون في العراق ضد تدهور الخدمات وارتفاع البطالة والفقر، رغم الموارد النفطية الهائلة للبلاد، التي يقولون إن نخبة تستولي عليها منذ غزو العراق في 2003.

إيران سبب رئيس للغضب

ويعتبر المتظاهرون إيران سبباً من أسباب الأزمة العراقية، نظراً إلى تحكمها في النخبة الحاكمة ببغداد، وعدم إفساحها المجال لإحداث أي تغيير حقيقي.

وفي هذا السياق، لم يتوان المرشد الإيراني علي خامنئي، في وقت سابق، عن مهاجمة متظاهري العراق ولبنان، ممن خرجوا ضد قوى سياسية موالية لطهران.

وحاول خامنئي أن يشيطن الحركات الاحتجاجية في البلدان، متهماً الولايات المتحدة وإسرائيل بتأجيج الوضع، ودعا إلى عدم التدخل في شؤون العراق. في حين ينتقد المتظاهرون تدخلات إيران في البلدين.

وتسعى الأمم المتحدة لأن تكون عرابة الحل للأزمة العراقية، من خلال وضع خريطة طريق واجتماع عقدته مع السيستاني الإثنين الماضي، بعد توصل الأحزاب السياسية في البلاد، من خلال تدخل الجارة إيران، إلى اتفاق على بقاء النظام.

وتحوم شكوك في الشارع العراقي حول إمكانية التوصل إلى حل فعلي للأزمة، ما لم يجر اقتلاع "الأدوات الإيرانية" من إدارة البلاد.

وتواجه إيران اتهامات بالمشاركة في نهب ثروات الشعب العراقي، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية الكبرى التي تعرضت لها عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو 2018.