دبي - (العربية نت): طالب محافظ النجف، لؤي الياسري، الحكومة الاتحادية في بغداد، بكل مفاصلها الأمنية العليا للتدخل الفوري لإيقاف نزيف الدم في النجف، والتحقيق بالأحداث الجارية ومحاسبة المقصرين وفق القانون، وإحالتهم للقضاء العراقي بشكل فوري.

وأكد الياسري أن النجف طيلة الـ35 يوماً الماضية كانت آمنة ومستقرة لولا الأحداث الأخيرة التي راح ضحيتها العشرات فضلاً عن الأعداد الكبيرة من الجرحى، مشدداً على وجوب التحقيق بها بشكل سريع، مؤكداً أن القوات الأمنية في المحافظة تحاول السيطرة والتهدئة.

من جانبه، أكد مراسل "العربية" أن المتظاهرين أحرقوا البوابة الرئيسية لمجمع شهيد المحراب، وحرقوا إطارات حول مرقد الحكيم في النجف من جميع الاتجاهات، مشيرا لورود أنباء عن سقوط شهداء وجرحى.

وكانت مديرية شرطة محافظة النجف في العراق، ناشدت في وقت سابق السبت، المتظاهرين بضبط النفس والرجوع إلى ساحة التظاهرات. وفق ما أوردت وكالة الأنباء العراقية.

وأوضحت المديرية في بيان أن "مديرية شرطة المحافظة تعزي أهالي النجف بسقوط كوكبة من شهداء العراق"، داعية جميع المتظاهرين إلى ضبط وحقن الدماء والعودة إلى ساحة الصدرين للمطالبة بالحقوق".

وناشدت المديرية "بتطبيق كلام المرجعية في خطبتها التي دعت إلى الهدوء وطرد كل من يخرج المظاهرات من سلميتها"، متعهدة بمحاسبة كل من تورط بقتل المتظاهرين وجرحهم وتقديمه للعدالة، وفق القانون وإحالته إلى القضاء.

كانت الاشتباكات تجددت، في وقت سابق السبت، بين عدد من المتظاهرين في النجف، وميليشيا سرايا عاشوراء "التابعة لرئيس تيار الحكمة عمار الحكيم"، قرب مرقد الحكيم في النجف.

وفي حين دعا محافظ النجف شيوخ العشائر والوجهاء إلى التدخل وحقن دماء أبناء المدينة، طالبت عشائر "الزبيد"، في النجف الحكومة بمحاسبة الفاسدين ومن سمّوهم بقتلة أبنائهم المتظاهرين وتقديمهم إلى العدالة.

وعقدت عشائر الزبيد "من أكبر عشائر الفرات الأوسط والنجف"، مؤتمراً صحافياً في النجف، السبت، هددت فيه بالنزول إلى الشارع لحماية المتظاهرين السلميين من عمليات القتل التي يتعرضون لها.

وكانت المنطقة شهدت قبل يومين اشتباكات مماثلة أدت إلى سقوط عدد من الشهداء، حين حاول عدد من المحتجين اقتحام مؤسسة الحكيم التي تضم مرقد محمد باقر الحكيم في ساحة ثورة العشرين في مدينة النجف.

فعمدت القوة الأمنية المكلفة بحماية المؤسسة والمرقد إلى إطلاق الرصاص الحي، ما أدى إلى استشهاد 4 أشخاص، بعد حرق بوابة للمؤسسة.

كما شهدت المدينة خلال اليومين الماضيين اشتباكات بين قوات الأمن وعدد من المحتجين، بعد إحراق القنصلية الإيرانية ليل الأربعاء.

من جانبه، أعلن محافظ النجف، السبت، تعطيل الدوام الرسمي، الأحد، والحداد على أرواح ضحايا الاحتجاجات من الجانبين. أما مفوضية حقوق الإنسان فحذرت من خطورة تفاقم الأوضاع في محافظة النجف الأشرف وطالبت القوات الأمنية والسلطات المحلية بحماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة.

كما نبهت إلى رصد فرقها وجود مؤشرات لتصعيد محتمل للوضع القائم، مبدية تخوفها من تجدد التصادم بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية.

إلى ذلك، دعت ممثلي التظاهرات ووجهاء وشيوخ عشائر ورجال الدين في المدينة إلى التدخل العاجل لنزع فتيل الأزمة، وتدارك الأمور وحقن الدماء والحفاظ على حياة المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة.

وفي الوقت نفسه دعت القوات الأمنية إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية، وناشدت المتظاهرين السلميين الابتعاد عن الاحتكاك والتصادم مع القوات الأمنية المكلفة بحماية التظاهرات السلمية والحفاظ على أمن المحافظة والالتزام بالأماكن المخصصة للتظاهرات وعدم تعريض حياة المتظاهرين والقوات الأمنية للخطر.

يذكر أن الإدارة المحلية في النجف كانت أعلنت، الجمعة، الحداد العام 3 أيام بعد موجة عنف دامية في المحافظة جنوب البلاد.

يذكر أن 70 متظاهراً استشهدوا، وأصيب مئات آخرون في مدينتي النجف "مركز محافظة تحمل الاسم نفسه"، والناصرية مركز محافظة ذي قار، منذ الخميس، برصاص قوات الأمن ومسلحين، في أكثر موجة دموية في الاحتجاجات الشعبية التي بدأت مطلع أكتوبر الماضي.