دبي - (العربية نت): يواصل الجزائريون الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية لاختيار أول رئيس للبلاد بعد عبدالعزيز بوتفليقة الذي استقال تحت ضغط حركةٍ احتجاجية تستمر منذ عشرة أشهر، وأفاد مراسلُ العربية والحدث بنسبة مشاركة مقبولة في مراكز العاصمة مع الساعة الأولى لعملية الاقتراع.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الجزائريين، الخميس، لاختيار رئيس للجمهورية، حيث يتوجه الملايين لاختيار سابع رئيس للبلاد، من بين 5 مرشحين بارزين، في انتخابات رئاسية حاسمة ومثيرة للجدل، مفتوحة على كل الاحتمالات والفرضيات.

وأدلى المترشحون للرئاسيات في الساعات الأولى من عملية الاقتراع بأصواتهم.

وفي تصريح لوسائل الإعلام على هامش تأديته لواجبه الانتخابي، قال المترشح عز الدين ميهوبي، "إن هذا اليوم ليس لانتخاب رئيس فقط، لكنه يوم لتمكين ركائز الجمهورية الجديدة"، معرباً عن تمنياته في أن يهب الجزائريون بالملايين لإنجاح هذا الموعد الانتخابي كونه يوماً لاسترداد السيادة الحقيقية. وأضاف ميهوبي أن نجاح الموعد الاستحقاق الرئاسي أعظم رد على المشككين، محترماً بذلك رأي المخالفين الرافضين لهذا الموعد.

ونقل التلفزيون الجزائري، صباح الخميس، عن رئيس الدولة عبدالقادر بن صالح قوله، "أهيب بالجزائريين والجزائريات أن يتحملوا مسؤوليتهم من خلال التوجه اليوم إلى صناديق الاقتراع، ليختاروا بكل حرية ووعي المرشح والبرنامج الذي يتناسب مع قناعاتهم للخروج ببلادنا من هذه الأوضاع التي لا مصلحة للجزائر في استمرارها".

ودُعي لهذا الاقتراع الرئاسي نحو 24 مليوناً و741 ألفاً و161 ناخباً، حسب أرقام السلطة المستقلة للانتخابات، بينهم 914 ألفاً و308 ناخبين في المهجر، و500 ألف إلى 600 ألف من البدو الرحل، من أصل 44 مليون جزائري.

ومن المتوقع أن يتمّ تسجيل مشاركة ضعيفة في هذه الانتخابات بسبب غياب التوافق حولها في الشارع الجزائري، بين مؤيدين ينظرون إليها على أنها الحل الوحيد للخروج من الأزمة السياسية التي تلت استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ومعارضين يرون فيها إعادة استنساخ للنظام السابق.

وسيتوزع الناخبون على أكثر من 60 ألف مكتب اقتراع موجودة في كافة مدن وقرى البلاد، يشرف عليها أكثر من نصف مليون عضو تابعين للسلطة المستقلة للانتخابات.

وقبل ساعات من بدء التصويت، أكد الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح، أن الانتخابات الرئاسية "تُعد فرصة تاريخية من أجل تكريس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتشييد دولة الحق والمؤسسات في الجزائر".

وقال بن صالح في كلمة له خلال اجتماع مجلس الوزراء، مساء الأربعاء، إنه "تم تهيئة الضمانات ووضع الترتيبات لهذه الانتخابات وهي من صميم المطالب الشعبية"، داعياً المواطنين للعمل على إنجاحها.

وأشاد بن صالح بأبناء الجاليات الجزائرية في المهجر الذين شاركوا في الانتخابات "رغم محاولات الإرباك والتشويش التي تصدر ممن يتخذ من الديمقراطية شعاراً دون الاحتكام لأبسط مقتضياتها"، حسب تعبيره.

وتجري هذه الانتخابات وسط تعزيزات أمنية مشددة، تحسباً لأي عملية تشويش قد تتسبّب في تعطيل هذا الموعد الانتخابي، خاصةً بعد تسجيل بعض الحوادث في انتخابات الجالية بالخارج، تمثلت في إقدام الرافضين للانتخابات على محاولة منع بعض الناخبين من التوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.

في الأثناء، تستمر المظاهرات المعارضة والرافضة للانتخابات وكذلك المؤيدة لها، والتي من المتوقع أن تبلغ ذروتها يوم الاقتراع، استجابةً لدعوات ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تنادي بضرورة الخروج للاحتجاج على هذا المسار الانتخابي، وعلى الأسماء المرشحة للتنافس على منصب رئيس البلاد، لصلتها بالنظام السابق.

ويتقدم 5 مرشحين للتنافس على كرسي قصر المرادية الجمهوري، وهم رئيسا الوزراء السابقان، علي بن فليس "رئيس حزب "طلائع الحريات"" وعبدالمجيد تبون "مستقل"، وكذلك عبدالعزيز بلعيد "رئيس "جبهة المستقبل""، وعبدالقادر بن قرينة "رئيس حركة "البناء الوطني""، إضافة إلى عزالدين ميهوبي وزير الثقافة الأسبق "من "التجمّع الوطني الديمقراطي""، وكلهم ارتبطوا سابقاً بصلات وثيقة مع نظام بوتفليقة، سواء عبر المشاركة في دعمه أو عبر تقلّد مناصب رسمية.

ويحيط الغموض بهوية الرئيس القادم للجزائر، بسبب تقارب حظوظ المتنافسين الخمسة، رغم أن التكهنات تعطي الأفضلية إلى المرشحين عزالدين ميهوبي وعبدالمجيد تبّون، في انتظار إعلان النتائج الرسمية نهاية هذا الأسبوع.