* محتجون عراقيون يضرمون النار في مقار فصائل شيعية موالية لإيران

أبوظبي - (سكاي نيوز عربية): أفادت مصادر بأن وفد "تحالف البناء" ومعه مرشحه لمنصب رئيس الحكومة أسعد العيداني، غادر قصر السلام بعد الاجتماع بالرئيس برهم صالح، دون تكليف محافظ البصرة، الأربعاء.

وكانت مصادر خاصة قالت، الأربعاء، إن "تحالف البناء" قرر ترشيح العيداني لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة.

وجاء القرار إثر اجتماع عقد فجر الأربعاء في منزل هادي العامري الذي يتزعم ميليشيات بدر كما يتزعم مناصفة مع رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي "تحالف البناء".

وسبق لتقارير إعلامية أن توقعت أن يواجه العيداني، وهو محافظ البصرة، مصير العديد من الأسماء التي استبعدت خلال الأيام الماضية، خاصة أنه يرتبط بذهن الكثيرين بمحاولة الاعتداء على متظاهرين في المحافظة الجنوبية خلال احتجاجات شهدتها قبل عام.

ولا يزال المتظاهرون في العراق يواصلون الاحتجاجات ويقطعون الطرق رفضاً لترشيح شخصيات سياسية معينة لمنصب رئيس الحكومة الجديدة، خلفاً لعادل عبد المهدي.

في شأن متصل، خرج مئات من المحتجين المناهضين للحكومة في العراق في مسيرات في الجنوب حداداً على وفاة ناشط بارز.

وأفادت مصادر موثوق بها في محافظة الديوانية جنوبي العراق لـ "بي بي سي"، بأن محتجين غاضبين أضرموا النار ليلة الثلاثاء في مكاتب حركة "عصائب أهل الحق" و"منظمة بدر" و"حزب الفضيلة" و"حزب الدعوة"، الموالية لإيران.

وتم ذلك خلال تشييع جنازة الناشط المدني ثائر الطيب، الذي توفي الثلاثاء في المستشفى متأثراً بجراح أصيب بها، بعد محاولة اغتيال قبل نحو 10 أيام.

ويعارض المتظاهرون الطبقة السياسية التي تدير شؤون البلاد منذ غزو العراق، الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بالرئيس صدام حسين. ويتهم المتظاهرون قادة البلاد بالفساد وإهمال الخدمات العامة.

وكان الناشط، ثائر الطيب، الذي ينحدر من مدينة الديوانية، قد توجه إلى مركز الاحتجاجات في ساحة التحرير في العاصمة بغداد للمشاركة في المظاهرات. وضرب تفجير مشبوه سيارة الطيب في 15 ديسمبر، فأصيب بجروح بالغة هو وزميله علي المدني.

وعقب إعلان وفاة الطيب في المستشفى الثلاثاء، اندفعت حشود المتظاهرين إلى مقار الفصائل الموالية لإيران وأشعلوا فيها النيران.

وكان أول مقر توجهوا إليه هو مكتب منظمة بدر، التي يرأسها هادي العامري، عضو البرلمان العراقي.

ثم أشعلوا النار في مقر حركة "عصائب أهل الحق"، التي يرأسها قيس الخزعلي، الذي فرضت عليه واشنطن عقوبات، بعد اتهامها له بـ"الخطف والقتل والتعذيب". وسد المحتجون الطرق بإطارات السيارات المشتعلة في مدينة البصرة الجنوبية.

واستشهد 460 متظاهراً في الاحتجاجات، التي بدأت في أوائل أكتوبر، كما أصيب فيها نحو 25000 شخص آخر.

ولا تزال المسيرات مستمرة، بالرغم من قتل المتظاهرين وخطف النشطاء، وهو ما تحمل الأمم المتحدة مسؤوليته لبعض الفصائل العراقية.

وقد تراجعت الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة بعد سلسلة من عمليات القتل، لكنها استعادت نشاطها في وقت تتصارع فيه الفصائل السياسية حول اختيار بديل لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي.

وقد استقال عبد المهدي في نوفمبر الماضي بعد الاحتجاج عليه، ولا تزال المفاوضات لإيجاد بديل له متعثرة، بعد انقضاء أحدث مهلة لذلك الأحد بعد منتصف الليل.

وكان عبد المهدي استقال في مطلع ديسمبر الجاري تحت ضغط الاحتجاجات التي تجتاح العراق منذ أكتوبر الماضي.

ويقول المحتجون إنهم يريدون مرشحا مستقلا وبعيدا عن الأحزاب السياسية لتولي الحكومة العراقية، التي ستدير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية قبل الانتخابات المقبلة.