بغداد - (بوابة العين الإخبارية): كشف مسؤول في المخابرات العراقية، الثلاثاء، أن قرار الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد اتخذ من قبل الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني.

وأوضح أن مليشيات الحشد الشعبي نقلت من الليلة الماضية المئات من مسلحيها إلى داخل المنطقة الخضراء لتنفيذ العملية.

وقال المسؤول، لـ"العين الإخبارية"، مفضلا عدم نشر اسمه، "استجابة لأوامر سليماني نقلت مليشيات الحشد وفي مقدمتها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وبدر والنجباء وسرايا الخراساني وكتائب الإمام علي وكتائب سيد الشهداء ومليشيات أخرى العشرات من مسلحيها المتواجدين خارج المنطقة الخضراء ليل الثلاثاء بحافلات تابعة للحشد إلى داخل المنطقة الخضراء".

وأضاف أن "المليشيات أعدت عناصرها استعدادا للتجمع أمام السفارة في الصباح، فيما أعدت مجموعة أخرى من عناصرها خارج المنطقة الخضراء وأوعزت لهم بدخولها صباح الثلاثاء والالتقاء مع أقرانهم لبدء عملية محاصرة السفارة ومن ثم اقتحامها".

وتابع، "دخول عناصر الحشد إلى المنطقة الخضراء جرى بتنسيق وإشراف مباشر من القيادي في مليشيا بدر الضابط في فيلق القدس أبومنتظر الحسيني الذي تسلم مؤخرا قيادة الملف الأمني للمنطقة الخضراء بأوامر من سليماني".

ورفعت عناصر مليشيات الحشد أعلامهم على الجدار الخارجي للسفارة، فضلا عن رفعهم شعارات تمتدح إيران وسليماني والحشد وأحرقوا العلم الأمريكي بحضور عدد كبير من قادة في مقدمتهم أبومهدي المهندس زعيم مليشيات كتائب حزب الله مستشار قاسم سليماني، وقيس الخزعلي زعيم مليشيات العصائب، وهادي العامري زعيم مليشيا بدر وحامد الجزائري زعيم مليشيا سرايا الخراساني، وفالح الفياض رئيس هيئة مليشيات الحشد الشعبي، ونواب عن الجناح السياسي لمليشيات الحشد في مجلس النواب العراقي.

في غضون ذلك، شدد السياسي العراقي المستقل مثال الآلوسي لـ"العين الإخبارية" على أن "الإرهابي قاسم سليماني نجح بإعلان نهاية الدولة العراقية، ووضع ترامب أمام خيارين؛ إما انسحاب أمريكي مهرول ومذل من العراق، وإما أن تتصدى واشنطن عمليا لإيران في العراق والمنطقة".

وأضرم عناصر مليشيات الحشد النار في إحدى بوابات السور الرئيسي الأول لمبنى السفارة وأحرقوا عددا من نقاط التفتيش في السور وحطموا كاميرات المراقبة، وكتبوا شعارات تمتدح سليماني وخامنئي ونظام ولي الفقيه على سور السفارة، فيما نصبت مجموعة أخرى من المليشيات الخيم أمام السفارة معلنة عن محاصرتها للسفارة.

ورغم إعلان مليشيات الحشد الشعبي عن إخلاء القوات الأمريكية للسفير الأمريكي من مبنى السفارة، فإن مسؤولا أمريكيا نفى في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية وجود السفير في العراق، مبينا أن السفير في إجازة خارج العراق وأن موظفي السفارة ما زالوا داخل المبنى.

وغرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردا على هجوم مليشيات الحشد الشعبي على السفارة الأمريكية في العراق عبر "تويتر"، قائلا إن "إيران قتلت مقاولا أمريكيا وأصابت العديد، نحن رددنا بقوة، وسنقوم بذلك دائما. الآن إيران تدبر الهجوم على السفارة الأمريكية في العراق، وسيتحملون المسؤولية الكاملة"، متوقعا أن يستخدم العراق قواته لحماية السفارة، لافتا "قد أبلغناهم بذلك".

وتزامنا مع هجوم مليشيات الحشد على مقر السفارة الأمريكية في العراق، استنكرت العشائر العربية الهجوم الذي نفذته مليشيات إيران على السفارة الأمريكية في العراق.

وأوضح الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان وبغداد لـ"العين الإخبارية"، "مليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران تحاول من خلال هذه الهجمات الإرهابية جر العراق إلى حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية نيابة عن إيران التي دمرت العراق وهجرت الملايين من العراقيين وارتكبت أبشع الجرائم بحقهم".

وحذر الحويت من محاولات الحشد الشعبي عبر نوابه ونواب الكتل السياسية الأخرى التابعة لإيران من التصويت لصالح قانون إخراج القوات الأمريكية من العراق في البرلمان العراقي، معربا عن رفض العشائر العربية هذا القانون جملة وتفصيلا، مضيفا: "نحن بحاجة إلى بقاء القوات الأمريكية في العراق وبالتحديد في المحافظات الغربية والمناطق المتنازع عليها لحمايتها من مليشيات الخزعلي وسليماني والمليشيات الإيرانية الأخرى التي تواصل تنفيذ المجازر ضد المدنيين العراقيين من مختلف المكونات".

واحتشد عناصر مليشيات الحشد الشعبي الإرهابية التابعة لإيران منذ الساعات الأولى من صباح الثلاثاء أمام مبنى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد، ورفعوا شعارات معاديه لأمريكا وطالبوا الولايات المتحدة الأمريكية بالرحيل من العراق وسحب جميع موظفيها ومستشاريها العسكريين.

واقتحم عناصر من مليشيا "حزب الله" العراقية مقر السفارة الأمريكية في بغداد وسط تراخٍ أمني.

وهدد عناصر الحشد، الذين كان يرتدي غالبيتهم ملابس مدنية، الأمريكيين في العراق وتوعدوا بالانتقام من واشنطن على خلفية الغارات الجوية التي استهدفت 5 مقرات لمليشيا كتائب "حزب الله" العراق الإرهابية ليل الأحد الماضي، قتلت أكثر من 30 مسلحا من بينهم قادة في الميليشيا وخبراء صواريخ إيرانيون.