أبوظبي - (سكاي نيوز عربية): بعد أشهر من الاحتجاجات، جاء مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، ليبث بارقة أمل في الشارع العراقي الذي يتهم سليماني والميليشيات الموالية له بقتل المتظاهرين والسعي لعرقلة الحراك العراقي.
ومنذ الأيام الأولى للاحتجاجات العراقية، في أكتوبر الماضي، بدا واضحاً للجميع أن التدخل الإيراني في العراق، بطرقه المختلفة، كان على رأس مطالب المتظاهرين.
ومثل مقتل سليماني فجر الجمعة، في عملية أطلق عليها الجيش الأمريكي "البرق الأزرق"، العلامة الأولى لمواجهة التدخل الإيراني، خاصة وأن هذا الجنرال العسكري عرف كونه رجل طهران الأول في العراق، و"الأب الروحي" لميليشيات الحشد الشعبي.
وظهرت علامات الفرح على العراقيين فوراً بعد نبأ مقتل سليماني إلى جانب أبومهدي المهندس نائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي، حيث تجمع عشرات العراقيين صباح الجمعة في ساحة التحرير وسط بغداد، وهم يهتفون ويرقصون بعد شيوع خبر مقتل سليماني.
وارتفعت هتافات "يا قاسم سليماني، هذا نصر رباني"، بينما تداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر متظاهرين يغنون ويرفعون علماً عراقياً كبيراً فرحاً في منطقة ساحة التحرير فجر الجمعة، فور تأكيد مقتل سليماني.
وقال مصور الفيديو إن هؤلاء خرجوا للتعبير عن ارتياحهم لمن تورط في دماء رفاقهم المحتجين، حيث قتل خلال حركة الاحتجاج نحو 500 شخص وأصيب 25 ألف آخرون بجروح، وفق أرقام المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق.
ولم تخل "ساحة" وسائل التواصل الاجتماعي من المغردين العراقيين السعيدين بهذا الحدث المحوري، الذي قد يكون منعطفا مهما نحو تحقيق مطالب الشعب.
وكتبت إحدى العراقيات على تويتر: "أليس قتل سليماني لأبنائنا على أرضنا لأنهم يطالبون بإخراجه، انتهاك للسيادة؟ ألا ترى في مقتل كل هؤلاء الأبرياء اعتداء آثما؟ ماذا عن صفاء السراي الذي اغتالته عصابات المهندس وسليماني بقنبلة في رأسه؟.. ماذا عن 500 شهيد عراقي أعزل قتلوا لأنهم أرادوا وطناً أفضل".
وكتبت أخرى، "افرحوا يا بعد قلبي افرحوا.. دم هذا البطل ما راح هدر"، مرفقة صورة لصفاء السراي الذي قتل خلال الاحتجاجات على يد مجهولين.
فرح الشارع العراقي لم يكن فقط بسبب نهاية الورقة الرئيسة لإيران في العراق، ونهاية شخص تسبب بإراقة الدماء العراقية، ولكنه أتى أيضاً لأنه يمنح "الأمل" بتغيير قادم.
فمع نهاية سليماني، فقدت إيران والميليشيات الموالية لها في العراق، الرأس المخطط لها، ممايؤثر على النفوذ العسكري "غير الوطني" في العراق، وهو ما أشارت إليه الحكومة الأمريكية أيضاً.
وجاء قرار وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة، بإدراج "عصائب أهل الحق" على قائمة المنظمات الإرهابية، مع قائدين للفصيل العراقي المسلح الذي وصفته بأنه وكيل لإيران، ليعزز فرحة العراقيين "بالتخلص" من الميليشيات التي عاثت في العراق فساداً.
وفي تغريدة له بعد تنفيذ العملية، خاطب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العراقيين قائلاً: "الشعب العراقي لا يريد أن تتحكم به إيران".
وأضاف، "في الأعوام الـ15 الماضية، تمكنت إيران من السيطرة بشكل متزايد على العراق، والشعب العراقي ليس سعيد بهذه السيطرة. الأمر لن ينتهي بشكل جيد".
أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فقال: "العراقيون يرقصون في الشوارع احتفالاً بمقتل الجنرال سليماني"، وكان قد أظهر مساندته للاحتجاجات المطالبة بالتغيير في العراق، في وقت سابق.
التصريحات الأمريكية قد تكون رسائل "مبطنة"، تعلن وقوف حكومة ترامب مع الشعب العراقي، في محاولته لإعادة العراق للعراقيين، وهو ما يدعم موقف الاحتجاجات التي لم تهدأ لأشهر.
وبالرغم من حالة السعادة التي شهدتها ساحة التحرير وسط بغداد، والساحات الأخرى في أنحاء العراق، إلا أن بعض المخاوف من المرحلة القادمة، كانت حاضرة بين المتظاهرين.
ويقول محمد، أحد المتظاهرين العراقيين الذين لم يبارحوا ساحة التحرير منذ أكتوبر: "ردود الأفعال إيجابية بين المتظاهرين، لكن هناك تخوف من المستقبل".
وأضاف: "المتظاهرون يحاولون قدر الإمكان الابتعاد عن أي صراع أمريكي-إيراني".
وشارك الإعلامي العراقي الناشط أحمد البشير، مخاوف محمد، حيث كتب في تغريدة له بعد الحادثة: "العراق ليس ساحة صراع للدول الأجنبية.. كفانا معارك، شبابنا لن يكونوا وقوداً لنيران الصراعات الخارجية".
{{ article.visit_count }}
ومنذ الأيام الأولى للاحتجاجات العراقية، في أكتوبر الماضي، بدا واضحاً للجميع أن التدخل الإيراني في العراق، بطرقه المختلفة، كان على رأس مطالب المتظاهرين.
ومثل مقتل سليماني فجر الجمعة، في عملية أطلق عليها الجيش الأمريكي "البرق الأزرق"، العلامة الأولى لمواجهة التدخل الإيراني، خاصة وأن هذا الجنرال العسكري عرف كونه رجل طهران الأول في العراق، و"الأب الروحي" لميليشيات الحشد الشعبي.
وظهرت علامات الفرح على العراقيين فوراً بعد نبأ مقتل سليماني إلى جانب أبومهدي المهندس نائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي، حيث تجمع عشرات العراقيين صباح الجمعة في ساحة التحرير وسط بغداد، وهم يهتفون ويرقصون بعد شيوع خبر مقتل سليماني.
وارتفعت هتافات "يا قاسم سليماني، هذا نصر رباني"، بينما تداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر متظاهرين يغنون ويرفعون علماً عراقياً كبيراً فرحاً في منطقة ساحة التحرير فجر الجمعة، فور تأكيد مقتل سليماني.
وقال مصور الفيديو إن هؤلاء خرجوا للتعبير عن ارتياحهم لمن تورط في دماء رفاقهم المحتجين، حيث قتل خلال حركة الاحتجاج نحو 500 شخص وأصيب 25 ألف آخرون بجروح، وفق أرقام المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق.
ولم تخل "ساحة" وسائل التواصل الاجتماعي من المغردين العراقيين السعيدين بهذا الحدث المحوري، الذي قد يكون منعطفا مهما نحو تحقيق مطالب الشعب.
وكتبت إحدى العراقيات على تويتر: "أليس قتل سليماني لأبنائنا على أرضنا لأنهم يطالبون بإخراجه، انتهاك للسيادة؟ ألا ترى في مقتل كل هؤلاء الأبرياء اعتداء آثما؟ ماذا عن صفاء السراي الذي اغتالته عصابات المهندس وسليماني بقنبلة في رأسه؟.. ماذا عن 500 شهيد عراقي أعزل قتلوا لأنهم أرادوا وطناً أفضل".
وكتبت أخرى، "افرحوا يا بعد قلبي افرحوا.. دم هذا البطل ما راح هدر"، مرفقة صورة لصفاء السراي الذي قتل خلال الاحتجاجات على يد مجهولين.
فرح الشارع العراقي لم يكن فقط بسبب نهاية الورقة الرئيسة لإيران في العراق، ونهاية شخص تسبب بإراقة الدماء العراقية، ولكنه أتى أيضاً لأنه يمنح "الأمل" بتغيير قادم.
فمع نهاية سليماني، فقدت إيران والميليشيات الموالية لها في العراق، الرأس المخطط لها، ممايؤثر على النفوذ العسكري "غير الوطني" في العراق، وهو ما أشارت إليه الحكومة الأمريكية أيضاً.
وجاء قرار وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة، بإدراج "عصائب أهل الحق" على قائمة المنظمات الإرهابية، مع قائدين للفصيل العراقي المسلح الذي وصفته بأنه وكيل لإيران، ليعزز فرحة العراقيين "بالتخلص" من الميليشيات التي عاثت في العراق فساداً.
وفي تغريدة له بعد تنفيذ العملية، خاطب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العراقيين قائلاً: "الشعب العراقي لا يريد أن تتحكم به إيران".
وأضاف، "في الأعوام الـ15 الماضية، تمكنت إيران من السيطرة بشكل متزايد على العراق، والشعب العراقي ليس سعيد بهذه السيطرة. الأمر لن ينتهي بشكل جيد".
أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فقال: "العراقيون يرقصون في الشوارع احتفالاً بمقتل الجنرال سليماني"، وكان قد أظهر مساندته للاحتجاجات المطالبة بالتغيير في العراق، في وقت سابق.
التصريحات الأمريكية قد تكون رسائل "مبطنة"، تعلن وقوف حكومة ترامب مع الشعب العراقي، في محاولته لإعادة العراق للعراقيين، وهو ما يدعم موقف الاحتجاجات التي لم تهدأ لأشهر.
وبالرغم من حالة السعادة التي شهدتها ساحة التحرير وسط بغداد، والساحات الأخرى في أنحاء العراق، إلا أن بعض المخاوف من المرحلة القادمة، كانت حاضرة بين المتظاهرين.
ويقول محمد، أحد المتظاهرين العراقيين الذين لم يبارحوا ساحة التحرير منذ أكتوبر: "ردود الأفعال إيجابية بين المتظاهرين، لكن هناك تخوف من المستقبل".
وأضاف: "المتظاهرون يحاولون قدر الإمكان الابتعاد عن أي صراع أمريكي-إيراني".
وشارك الإعلامي العراقي الناشط أحمد البشير، مخاوف محمد، حيث كتب في تغريدة له بعد الحادثة: "العراق ليس ساحة صراع للدول الأجنبية.. كفانا معارك، شبابنا لن يكونوا وقوداً لنيران الصراعات الخارجية".