* "العفو الدولية": تقارير محبطة حول قمع المحتجين في بغداد

* قطع جسور وطرق في بغداد وبابل والنجف

بغداد - (وكالات): شهدت عدة مدن عراقية، الاثنين، العديد من التطورات الميدانية اللافتة، التي تنوعت بين مظاهرات وقطع الطرق، والسيطرة على جسر ببغداد، وقطع جسور في بابل والنجف، في حين عمدت قوات مكافحة الشغب إلى مطاردة المتظاهرين في كربلاء، فيما وقعت اشتباكات مع الأمن خلفت ضحايا وشهداء وجرحى من الجانبين.

وكشفت مصادر طبية عن سقط 6 شهداء في العراق، مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية وتفاقم العنف في البلاد، في وقت لا تزال الحلول السياسية تراوح مكانها منذ بدء الحراك في أكتوبر الماضي.

في غضون ذلك، تحدثت منظمة العفو الدولية، الاثنين، عن "تقارير محبطة تفيد بأن قوات الأمن العراقية تتعامل بعنف مع المحتجين في بغداد".

وكتبت على موقع التواصل "تويتر"، "من حق كل عراقي ممارسة حقه في الاحتجاج السلمي.. ومن واجب قوات الأمن حماية هذا الحق".

ويأتي تصاعد الاحتجاجات بعد انقضاء المهلة التي منحها المتظاهرون للسلطات العراقية لتنفيذ مطالب الحراك الشعبي المتمثلة في القضاء على الفساد، والتخلص من نفوذ إيران، وسط دعوات للخروج في مظاهرات مليونية في العديد من محافظات العراق.

وفي العاصمة بغداد، سيطر المتظاهرون على جسر محمد القاسم، الذي شهد اشتباكات بين المحتجين وقوى الأمن، الأمر الذي أدى لسقوط قتيلين من المحتجين بالرصاص الحي، بحسب مصادر طبية عراقية.

وأضافت المصادر أن الاشتباكات أدت لوقوع العديد من الإصابات التي وصلت لنحو 66 حالة بينهم 14 ضابطاً.

وقالت خلية الإعلام الأمني العراقية إن "14 من عناصرها أصيبوا جراء تصديهم لمجموعة ممن وصفتهم بـ"مثيري الشغب"، في ساحة التحرير وسط بغداد".

وأكدت في تغريدات على تويتر، إصابة آمر اللواء الثالث في الفرقة الأولى بالشرطة الاتحادية بكسر في الساق، لافتة إلى أن "القوات مستمرة بضبط النفس ومتابعة واجباتها الأمنية المكلفة بها".

وقالت وسائل إعلام محلية إنه تم تسجيل 66 حالة اختناق، وإصابة خلال المظاهرات التي تشهدها وسط بغداد، حيث تستخدم قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع.

ومنذ صباح الاثنين، شهدت العاصمة العراقية أيضاً قطع طرقات، وسط استنفار أمني كبير، ووقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، الذين قطعوا الطريق الدولي الرابط بين بغداد والناصرية، بالإضافة للطريق الرابط بين ميسان والعاصمة.

أما محافظتا ذي قار والديوانية فشهدتا تحركات عدة، منذ الأحد، حيث لبس المتظاهرون الأكفان، مؤكدين أن هذا هو الزي الرسمي للمظاهرات التي اندلعت، الاثنين.

وأعلنت تنسيقية المظاهرات عن خطوات التصعيد السلمي لمحافظة الديوانية، التي تمثلت في قطع الطريق الدولي الرابط بين الديوانية والمحافظات بشكل تام، باستثناء مركبات المنتسبين والحالات الطارئة، على أن يكون إغلاق الطرق بطريقة سلمية إما بأعلام عراقية أو بلافتات تحمل المطالب المشروعة.

بجانب قطع المداخل الخمسة للمركز بشكل سلمي، وهي: "مداخل عفك، والشامية، والحمزة، والسنية، والدغارة"، وإضراب عام في جميع الدوائر والمعاهد والجامعات والمدارس.

كذلك أعلن المتظاهرون في بابل "وسط" وواسط "جنوب" تعطيل المدارس والدوام الرسمي، الاثنين.

وفي كربلاء "جنوب"، وقعت مصادمات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، في حي البلدية وسط محافظة كربلاء، مما أدى لسقوط ضحايا من الجانبين، واعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين، بحسب وسائل إعلام محلية.

ويأتي تصاعد الاحتجاجات بعد انقضاء المهلة التي منحها المتظاهرون للسلطات لتنفيذ مطالب الحراك، وسط دعوات للخروج في مظاهرات مليونية في محافظات جنوب العراق وعدد من المناطق الأخرى.

ودعا الحراك الشعبي في العراق إلى التصعيد في 20 من يناير الجاري، الذي يتزامن مع انقضاء المهل الممنوحة للسلطات بتحقيق مطالب المواطنين، لا سيما في المحافظات الجنوبية.

ويندد العراقيون منذ أكثر من ثلاثة أشهر بالطبقة السياسية الحاكمة التي تعرف بالفساد والمحسوبية.

وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها المظاهرات في أنحاء البلاد عن استشهاد نحو 460 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح، منذ الأول من أكتوبر 2019، بحسب وكالة مصادر طبية لوكالة الأنباء الفرنسية.

وفي وقت سابق الإثنين، شددت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جنين هينيس بلاسخارت، على ضرورة أن تبقى المظاهرات سلمية، وأشارت إلى أن القمع العنيف للمتظاهرين السلميين لا يمكن قبوله.

وقالت بلاسخارت، في بيان، إنه في الأشهر الأخيرة خرج مئات الآلاف من العراقيين من جميع مناحي الحياة إلى الشوارع، للتعبير عن آمالهم في حياة أفضل خالية من الفساد والمصالح الحزبية والتدخل الأجنبي، مبينة أن مقتل وإصابة متظاهرين سلميين إلى جانب سنوات طويلة من الوعود غير المنجزة، قد أسفر عن أزمة ثقة كبيرة.