(بوابة العين الإخبارية): أعلنت كتل نيابية وسياسية بارزة رفضها دعوة "حزب الله" إلى تشكيل "جبهة من المعارضة والموالاة" تشارك في عملية إنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية والمالية التي تتخبط فيها.

ووصفت الكتل النيابية إن دعوة الأمين العام لـ "حزب الله"، بمثابة "تهرب من المسؤولية"، داعين الحزب في الوقت ذاته إلى وقف توريط لبنان في الصراعات الإقليمية، والتدخل بشؤون المنطقة؛ من أجل استعادة الثقة مع المجتمعين العربي والدولي.

ودعا أمين "حزب الله" حسن نصرالله في خطاب له منذ يومين إلى تشكيل لجنة من الموالاة والمعارضة تتولى إنقاذ لبنان والأولوية لإنعاش الوضع الذي يهدد الجميع، زاعما أن "الكلام عن أنها"حكومة حزب الله كلاماً فارغاً".

وقال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال لقاء مع الإعلاميين، الثلاثاء، إن "دعوة الأمين العام لحزب الله الموالاة والمعارضة للتعاون من أجل إنقاذ البلاد، هي بداية لنوع ما من التهرب من المسؤولية، باعتبار أن الحكومة هي المسؤولة حالياً، ولديها كل مقومات النجاح إذا أرادت ذلك".

وأكد جعجع، أن "حزب الله وأمينه العام أكثر من يمكنهم وقف التدهور وبداية عودة اقتصاد سليم للبلاد والأمر يتطلب القيام بثلاث خطوات سريعة، لأن المعادلة اليوم هي إما إنقاذ البلاد أو عدم إنقاذها"، وفقاً لما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان.

وتحدث عن الخطوات المطلوبة من حزب الله، قائلاً: "الخطوة الأولى، هي رفع الغطاء عن حلفائه "حزب الله"، لأنهم أفسد الفاسدين، أما الثانية فهي الانسحاب من كل مشاكل المنطقة؛ باعتبار أن تدخل الحزب بشكل من الأشكال في اليمن والعراق وسوريا أثر سلبا على لبنان من الناحية الاقتصادية والمالية، لأن هذا التدخل أتى بعكس سياسات إقليمية ودولية معينة، حيث لم يعد لدى الدول المعنية أي مصلحة في مساعدة لبنان".

أما الخطوة الثالثة والأساسية – يستطرد جعجع – فهي أن دولتنا بحاجة لاستعادة حد مقبول من مصداقيتها، كي تتمكن من النهوض مجددا وفي هذا الإطار ما من دولة يكون قرارها الاستراتيجي والعسكري خارجها والعالم ينظر لها بمصداقية.

وأكد أنه في ظل التدهور المستمر في البلاد يوما بعد يوم علينا أن نطرح الأمور بكل موضوعية، وعلى ما هي عليه، ليس من باب النكاية السياسية، وإنما من أجل وضع النقاط على الحروف كي نرى كيف يمكننا تصحيح الأوضاع.

ودعا جعجع الأمين العام لحزب الله إلى التفكير في الخطوات المطلوبة منه "إذا ما أراد المساعدة فهذه هي الطريقة للقيام بذلك وليس عبر جمع المستقبل والقوات والاشتراكي مع "حزب الله" و"أمل" والباقين، ومن ثم نقول لهم هيا ساعدوا الحكومة".

وتحفظ تيار المستقبل الذي يترأسه سعد الحريري على دعوة "حزب الله" لتشكيل جبهة من المعارضة والموالاة للمشاركة في عملية إنقاذ البلاد.

ودعا النائب محمد الحجار، القيادي البارز في تيار المستقبل اللبناني حزب الله أولا وبشكل فوري إلى أن يبادر بوقف توريط لبنان في الصراعات الإقليمية، والتدخل بشؤون المنطقة.

وأكد الحجار في حديث لـ"العين الإخبارية" ضرورة العمل أولاً على إعادة ترتيب العلاقة بين لبنان والدول العربية والمجتمع الدولي؛ عبر وقف تدخلات حزب الله في شؤون المنطقة والإقليم.

وأوضح، "حزب الله لم يلتزم بسياسة النأي بالنفس، وورط لبنان في صراعات في ومع دول عربية مثل سوريا واليمن والعراق عبر الدفع بمقاتلين أو مستشارين عسكريين تلبية لتوجيهات إيران، وهو ما انعكس سلباً على لبنان".

وألمح إلى أن البعض يقرأ في دعوة حزب الله محاولة لعدم تحمل المسؤولية الكاملة، وهو أمر يجب التفكير فيه جلياً.

بدوره، قال رامي الريس، مستشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، في حديث لـ"العين الإخبارية" إن مسؤولية الفريق الحاكم هو القيام بالخطوات اللازمة لتلافي الانهيار، بإطلاق عملية إصلاح سياسي ومالي، والانطلاق نحو خطوات تنفيذية في مختلف المجالات.

وأشار إلى أن مسؤولية المعارضة تندرج في المقام الأول في إطار تقويم إعوجاج السلطة، والدفع باتجاه تقديم مقترحات وأفكار بناءة في إطار معارضتها للحكومة، ، لكن الكرة في ملعب السلطة والحكومة.

وأضاف، "لا أتصور قيام قوى سياسية بممارسة المعارضة بشكل متهور يزيد من حجم التفاقم القائم على جميع المستويات".

وكان النائب نديم الجميل، عضو تكتل حزب الكتائب قد هاجم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عقب خطابه أمس الأول قائلاً في تغريدة على حسابه على موقع "تويتر": "السيد حسن قالها إن تسمية الحكومة بحكومة حزب الله تضر بالبلاد، كنا ننتظر منه توضيح لماذا هكذا تسمية تضر بلبنان. وسننتظر".

وتابع، "حتما حزب الله أول من أضر بالبلاد؛ الحروب التي سببها أتت بالدمار والخراب على لبنان والحروب المتنقلة ضد شعوب المنطقة، ورعاية الإرهاب في العالم، واستعمال السلاح في العاصمة بيروت- 7 أيار-، واغتيال كبار السياسيين اللبنانيين، والهيمنة على الدولة".