لندن - (بي بي سي العربية): أسفرت غارات جوية شرق سوريا عن مقتل 26 عراقياً من عناصر قوات شبه عسكرية مدعومة من إيران. ويأتي ذلك بعد هجوم استهدف قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وأسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وثالث بريطاني.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قواعد تابعة للحشد الشعبي على مقربة من مدينة البو كمال السورية تعرضت للقصف.
ولم تعلن جهةٌ بعد عن مسؤوليتها عن الغارة الجوية، ولم يعلق التحالف حتى الآن.
لكن ذلك جاء في أعقاب هجوم صاروخي استهدف معسكر التاجي في العراق والذي أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وثالث بريطاني وإصابة اثني عشر آخرين من عناصر قوات التحالف.
وأُطلقت الصواريخ باتجاه معسكر التاجي من على متن شاحنة اكتشف مكانها على مسافة بضعة كيلومترات من المعسكر.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني ذلك الهجوم بالـ"مؤسف"، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي إن بلاده "لن تتهاون في محاسبة المسؤولين".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على المعسكر، لكن الولايات المتحدة تتهم ميليشيات مدعومة من إيران بشن 13 هجمة مشابهة على قواعد التحالف في العراق على مدى العام الماضي.
وأدى مقتل مدني أمريكي في إحدى تلك الهجمات في ديسمبر الماضي إلى إشعال موجة من العنف قادت الرئيس الأمريكي في نهاية المطاف إلى إعطاء أمر باغتيال قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن طائرات مجهولة الهوية "شنت عدواناً" ليل الأربعاء على ضواحي البو كمال القريبة من الحدود السورية-العراقية. مضيفة أن الغارات لم تسفر إلا عن أضرار مادية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاث طائرات استهدفت معسكرات للحشد الشعبي في منطقة الحسيان وقاعدة الإمام علي العسكرية، والتي يعتقد أن إيران هي التي شيدتها.
وقال المرصد السوري، الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، إن جميع القتلى جراء الغارات كانوا عراقيين، وأن الأسلحة ومخازن الذخيرة تعرضت للتدمير أيضاً.
وتتمركز ميليشيات شيعية عراقية وقوات إيرانية في سوريا لدعم قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد.
وعلى مسافة نحو 15 كم شمال العاصمة بغداد، تضم القاعدة العسكرية العراقية جنوداً أجانب من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة "داعش". وتتلخص مهمة هؤلاء الجنود في تدريب وتوجيه قوات الأمن العراقية.
وقال بيان للتحالف إنه وفي تمام الساعة 16:35 بتوقيت غرينيتش الأربعاء سقط 18 صاروخ كاتيوشا عيار 107 ملم على معسكر التاجي.
وقال الصحافي العراقي علي الدليمي، الذي التقط صوراً للهجوم من منطقة قريبة، إنه سمع صرخات مذعورة للقوات الأمريكية داخل المعسكر، وأنه شاهد أشخاصاً يهرعون لإطفاء النيران.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الجندي البريطاني القتيل خدم في الفيلق الطبي بالجيش الملكي، وإن عائلته أُخبرت بنبأ وفاته وطالبت بإمهالها بعض الوقت قبل الإعلان عن تفاصيل الجنازة.
وبحسب ما صرّح مسؤول أمريكي لصحيفة نيويورك تايمز، فقد كان الجنديان الأمريكيان المتوفيان تابعين لقوات الخدمة الفعلية في الجيش الأمريكي.
لم يكن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق فوري. أما رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون فقد وصف الهجوم بالـ "مؤسف".
وأضاف جونسون، "جنودنا رجالاً ونساء يعملون يومياً بلا كلل لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة - وجودهم يجعلنا جميعاً أكثر أمناً". وأدان الرئيس العراقي برهم صالح ما وصفه بـ "هجوم إرهابي" استهدف "العراق وأمنه".
وطالب صالح بتحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين، وهو ما لاقى ترحيباً من وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قائلاً: "نرحب بدعوة الرئيس العراقي إلى تحقيق عاجل لمحاسبة مرتكبي الهجوم - لكن يجب أن نرى فعلاً".
واشتدت التوترات بين الأمريكيين والإيرانيين العام الماضي، بعد أن استهدف مقاتلو الحشد الشعبي، والميليشيات المدعومة من إيران، مدنيين وعسكريين أمريكيين في سلسلة من الهجمات الصاروخية. كما كانت هناك ضربات جوية مجهولة استهدفت مواقع للميليشيات والمسؤولين الإيرانيين في العراق.
وفي أواخر ديسمبر، أدى هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية إلى مقتل مقاول مدني أمريكي.
وألقت الولايات المتحدة باللوم على ميليشيا كتائب "حزب الله" العراقية، وهي جزء من قوات الحشد الشعبي شبه العسكرية. وشنت واشنطن غارات جوية على قواعدها في غرب العراق وشرق سوريا خلفت 25 قتيلاً.
بعدها تعرضت سفارة الولايات المتحدة في بغداد لهجوم وحصار من جانب جموع عراقية مؤيدة للحشد الشعبي، وحذر الرئيس دونالد ترامب إيران من أنها "ستدفع ثمناً باهظاً للغاية".
وفي الثالث من يناير، أمر ترامب بشن هجوم بطائرة مسيرة بالقرب من مطار بغداد أسفر عن مقتل سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ومهندس السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط، وكذلك أحد قادة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
وبعد خمسة أيام، أطلقت إيران صواريخ باليستية على قواعد عراقية تستضيف قوات أمريكية. ولم يسفر الهجوم عن مقتل أي قوات ولكن تم تشخيص أكثر من مئة شخص في وقت لاحق بارتجاج في المخ.
وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إن الهجوم الصاروخي "صفعة على الوجه" للولايات المتحدة، وتعهد بإنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة.
وثمة نحو 5 آلاف جندي أمريكي ومئات الجنود من دول أخرى في العراق. ونشرت كل هذه القوات بناء على طلب الحكومة العراقية، لكن البرلمان العراقي بعد مقتل سليماني مرّر مشروع قانون يطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.
{{ article.visit_count }}
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قواعد تابعة للحشد الشعبي على مقربة من مدينة البو كمال السورية تعرضت للقصف.
ولم تعلن جهةٌ بعد عن مسؤوليتها عن الغارة الجوية، ولم يعلق التحالف حتى الآن.
لكن ذلك جاء في أعقاب هجوم صاروخي استهدف معسكر التاجي في العراق والذي أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وثالث بريطاني وإصابة اثني عشر آخرين من عناصر قوات التحالف.
وأُطلقت الصواريخ باتجاه معسكر التاجي من على متن شاحنة اكتشف مكانها على مسافة بضعة كيلومترات من المعسكر.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني ذلك الهجوم بالـ"مؤسف"، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي إن بلاده "لن تتهاون في محاسبة المسؤولين".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على المعسكر، لكن الولايات المتحدة تتهم ميليشيات مدعومة من إيران بشن 13 هجمة مشابهة على قواعد التحالف في العراق على مدى العام الماضي.
وأدى مقتل مدني أمريكي في إحدى تلك الهجمات في ديسمبر الماضي إلى إشعال موجة من العنف قادت الرئيس الأمريكي في نهاية المطاف إلى إعطاء أمر باغتيال قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن طائرات مجهولة الهوية "شنت عدواناً" ليل الأربعاء على ضواحي البو كمال القريبة من الحدود السورية-العراقية. مضيفة أن الغارات لم تسفر إلا عن أضرار مادية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاث طائرات استهدفت معسكرات للحشد الشعبي في منطقة الحسيان وقاعدة الإمام علي العسكرية، والتي يعتقد أن إيران هي التي شيدتها.
وقال المرصد السوري، الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، إن جميع القتلى جراء الغارات كانوا عراقيين، وأن الأسلحة ومخازن الذخيرة تعرضت للتدمير أيضاً.
وتتمركز ميليشيات شيعية عراقية وقوات إيرانية في سوريا لدعم قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد.
وعلى مسافة نحو 15 كم شمال العاصمة بغداد، تضم القاعدة العسكرية العراقية جنوداً أجانب من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة "داعش". وتتلخص مهمة هؤلاء الجنود في تدريب وتوجيه قوات الأمن العراقية.
وقال بيان للتحالف إنه وفي تمام الساعة 16:35 بتوقيت غرينيتش الأربعاء سقط 18 صاروخ كاتيوشا عيار 107 ملم على معسكر التاجي.
وقال الصحافي العراقي علي الدليمي، الذي التقط صوراً للهجوم من منطقة قريبة، إنه سمع صرخات مذعورة للقوات الأمريكية داخل المعسكر، وأنه شاهد أشخاصاً يهرعون لإطفاء النيران.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الجندي البريطاني القتيل خدم في الفيلق الطبي بالجيش الملكي، وإن عائلته أُخبرت بنبأ وفاته وطالبت بإمهالها بعض الوقت قبل الإعلان عن تفاصيل الجنازة.
وبحسب ما صرّح مسؤول أمريكي لصحيفة نيويورك تايمز، فقد كان الجنديان الأمريكيان المتوفيان تابعين لقوات الخدمة الفعلية في الجيش الأمريكي.
لم يكن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق فوري. أما رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون فقد وصف الهجوم بالـ "مؤسف".
وأضاف جونسون، "جنودنا رجالاً ونساء يعملون يومياً بلا كلل لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة - وجودهم يجعلنا جميعاً أكثر أمناً". وأدان الرئيس العراقي برهم صالح ما وصفه بـ "هجوم إرهابي" استهدف "العراق وأمنه".
وطالب صالح بتحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين، وهو ما لاقى ترحيباً من وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قائلاً: "نرحب بدعوة الرئيس العراقي إلى تحقيق عاجل لمحاسبة مرتكبي الهجوم - لكن يجب أن نرى فعلاً".
واشتدت التوترات بين الأمريكيين والإيرانيين العام الماضي، بعد أن استهدف مقاتلو الحشد الشعبي، والميليشيات المدعومة من إيران، مدنيين وعسكريين أمريكيين في سلسلة من الهجمات الصاروخية. كما كانت هناك ضربات جوية مجهولة استهدفت مواقع للميليشيات والمسؤولين الإيرانيين في العراق.
وفي أواخر ديسمبر، أدى هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية إلى مقتل مقاول مدني أمريكي.
وألقت الولايات المتحدة باللوم على ميليشيا كتائب "حزب الله" العراقية، وهي جزء من قوات الحشد الشعبي شبه العسكرية. وشنت واشنطن غارات جوية على قواعدها في غرب العراق وشرق سوريا خلفت 25 قتيلاً.
بعدها تعرضت سفارة الولايات المتحدة في بغداد لهجوم وحصار من جانب جموع عراقية مؤيدة للحشد الشعبي، وحذر الرئيس دونالد ترامب إيران من أنها "ستدفع ثمناً باهظاً للغاية".
وفي الثالث من يناير، أمر ترامب بشن هجوم بطائرة مسيرة بالقرب من مطار بغداد أسفر عن مقتل سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ومهندس السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط، وكذلك أحد قادة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
وبعد خمسة أيام، أطلقت إيران صواريخ باليستية على قواعد عراقية تستضيف قوات أمريكية. ولم يسفر الهجوم عن مقتل أي قوات ولكن تم تشخيص أكثر من مئة شخص في وقت لاحق بارتجاج في المخ.
وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إن الهجوم الصاروخي "صفعة على الوجه" للولايات المتحدة، وتعهد بإنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة.
وثمة نحو 5 آلاف جندي أمريكي ومئات الجنود من دول أخرى في العراق. ونشرت كل هذه القوات بناء على طلب الحكومة العراقية، لكن البرلمان العراقي بعد مقتل سليماني مرّر مشروع قانون يطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.