واشنطن - (وكالات): رغم أنه تدرب كي يكون طبيب عيون ولم يكن مرشحاً لرئاسة سوريا بسبب خجله وخوفه من الدم كما كان والده حافظ الأسد يعتقد، فقد أثبت بشار الأسد أنه أكثر القادة وحشية ودموية في القرن الحادي والعشرين، وفق تقرير لموقع "يو إس إيه توداي" بمناسبة تسع سنوات على اندلاع الثورة.

ويشير التقرير، الذي اعتمد شهادات من دبلوماسيين وزملاء سابقين للأسد، أنه نجا وتمسك بالسلطة رغم سقوط طغاة آخرين في الشرق الأوسط.

ويصادف 15 مارس مرور تسع سنوات على اندلاع الاحتجاجات في سوريا التي دعت إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية والمزيد من الحريات، ما أشعل حرباً أهلية امتدت إلى خارج حدود البلاد.

وما بدأ كانتفاضة مفعمة بالأمل تضخم إلى صراع مدمر ومستعص على الحل ساهم في أزمة اللاجئين الأكثر حدة منذ الحرب العالمية الثانية. وأدت الحرب في سوريا إلى مقتل مئات الآلاف، وتشريد الملايين، وساعدت على تحفيز صعود تنظيم الدولة "داعش"، الإرهابي.

ويشير التقرير إلى أن قصة بقاء الأسد -وتفكك سوريا- تشكل جزءاً من اللاإنسانية الشخصية، وجزءاً من اللامبالاة الدولية. وقبل خمس سنوات، اعترف الأسد في خطاب متلفز بأن جيشه كان متعباً وأن جيشه بدأ يفقد أرضه.

لكن اليوم، عادت معظم سوريا إلى سيطرة الأسد، حيث يقوم جيشه وحلفاؤه الروس بقصف الرقعة المتبقية من الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون، على الرغم من أن بعض السوريين الذين يعيشون في المنفى يعتقدون عكس ذلك، ويرون أن حكم الأسد ينهار.

ووفق التقرير، وصف روبرت فورد، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في سوريا في الفترة من 2011 إلى 2014 وتعامل معه، الأسد بالقوي جدا وأنه تحول إلى "قاتل شعبه".

ووفق التقرير نقلاً عن الأمم والجماعات الإنسانية والهيئات الرقابية في سوريا، فقد اتخذ عنف الأسد أشكال منها: فرض حصار التجويع على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، القصف المتكرر بمساعدة روسية للمستشفيات والبنية التحتية المدنية؛ اعتقال وتعذيب الآلاف من النشطاء والمدونين والمدنيين، ثم اعتقالهم في سجون سرية في أعماق الأرض، حيث يقبعون دون محاكمة.

كما استخدم قنابل الكلور وغاز السارين -الأسلحة الكيميائية- ضد مقاتلي المعارضة، مما أسفر عن مقتل الأطفال والمدنيين في هذه العملية.

ونقل التقرير عن أيمن عبد النور، وهو صديق سابق للزعيم السوري منذ أيام دراستهما الجامعية في الطب في دمشق، "كل من يعرف الأسد يعرف شيئين عنه، أولا: أنه يكذب - عن كل شيء. ثانياً: أنه غيور للغاية. إذا كان لديك ساعة لطيفة أو كاميرا، سوف يسعى للحصول على أفضل منها".

وحصل الأسد على دعم روسيا، التي ترى في الحرب السورية وسيلة لإعادة تأكيد نفسها كوسيط دولي للسلطة، كما تم جر إيران إلى الصراع، حيث دعمت نظام الأسد بالاستخبارات العسكرية والتدريب، وفق التقرير.

وعلى عكس ما يروج له النظام من سيطرته من جديد، يعتقد آخرون أن نظام الأسد انتهى.

وقال فراس طلاس، الذي كان أحد أغنى الرجال في سوريا وأحد المقربين السابقين من عائلة الأسد، في مقابلة هاتفية من دبي، حيث يعيش في المنفى، إن هناك "مزاجاً داخل سوريا اليوم يشير إلى أن النظام قد ينهار قريباً، وأنه لا يمكن أن يستمر".

وقال إنه في حين أن الأسد قد يكون له حالياً اليد العليا إقليمياً وعسكرياً، إلا أنه الوضع يتغير كل بضعة أشهر، والحياة اليومية، حتى بالنسبة للموالين للنظام داخل سوريا، صعبة: انقطاع الكهرباء، وقلة فرص الحصول على الرعاية الصحية".

ويقول نور "إن المكاسب العسكرية التي حققها الأسد تخفي نظاماً في أيام تدهور".

أما زكي لبابيدي، رئيس المجلس السوري الأميركي ومقره واشنطن العاصمة، والذي يدعو إلى ديمقراطية علمانية في سوريا، فيرى أن الأسد "ليس منتصراً بالتأكيد". بدلاً من ذلك: "إنه دمية في يد روسيا، ويرأس دولة مدمرة، اقتصاد مدمر".

ويخلص التقرير إلى أنه مهما كان تقييم نظام بشار الأسد، فقد أثبت أنه ربما سفاح وقاس مثل والده، إن لم يكن أكثر منه.