مريم بوجيري
يكتسب شهر رمضان المبارك في العراق نكهة خاصة، حيث العادات المتجذرة في التاريخ والتقاليد الراسخة في الوجدان، والتنوع الثقافي في التفاصيل، ما ينعكس بشكل جلي على طقوس التعبد وموائد الافطار، بيد أن جائجة فيروس «كورونا» قد تنال شيئاً من هذا كله، فقد لا تجد صخب الشوارع وأصوات الباعة ولهو الأطفال في الأزقة والحارات. ورغم هذا أيضاً يبقى لأهل دجلة والفرات طقوسهم التي لا تنسى.
يقول مروان العاني عن طقوس إحياء الشهر الفضيل «يستقبل أهل العراق الشهر بكثير من الفرح والسرور رغم الصعوبات التي مرت بالبلاد، فالناس لا تزال متمسكة بعاداتها وتقاليدها مرتبطة بشهرها الكريم، وتبدأ طقوس الاستقبال بالتسوق الذي يحرص عليه جميع العراقيين فتزدان الاسواق الرئيسية بالحركة والازدحام ويتربع سوق «الشورجه» في بغداد على رأس تلك الأسواق لما يضمه من أسواق فرعية كسوق البهارات الذي يبيع البهارات وسوق الخضار ومحال الحلويات الشعبية ووجود صنابير عامة للمياه في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ويضيف أيضاً «العراقيون يحييون الشهر الفضيل عبر العادات المتجذرة في تاريخهم وذاكرتهم، فما أن يقترب أذان المغرب حتى تعج الشوارع بالحركة وتنبض بالحياة، داخل الأسواق وفي دور العبادة والمنازل، فيشكل الشهر الكريم فرصة لتعميق الأواصر الأسرية وزيادة التماسك والتعاضد في مجتمع متعدد الأطياف والأصول، ويحرصون على جلسات الإفطار الجماعية بين الأسر فيكثر التزاور وتبادل أصناف الطعام الرمضانية.
ويعرف عن الطبخ العراقي - بحسب العاني - أنه يحتاج وقتاً طويلاً للنضج فيدخل في مكوناته اللحم والحبوب، ويحتل طبق الشوربة الصدارة في المائدة يومياً على اختلاف أصنافها بين العدس أو الخضار أو الحليب واللبن، وتحضر الخضار المحشوة والمعروفة باسم (الدولمة) والمشويات بأنواعها والبرياني والطرشي (المخلل) والمسكوف العراقي كأكلة عراقية شهيرة وهي عبارة عن سمك مشوي على خشب الصفصاف، وتصنع عصائر التمر الهندي وشراب قمر الدين في المنزل».
ويقضي العراقيون وقتهم بعد الإفطار بقضاء الشعائر الدينية وجلسات الأحاديث والتسامر وشرب الشاي والتسلية في بعض الألعاب الشعبية كلعبة «المحيبس» التي تعد رمزاً تراثياً في رمضان ويتم التنافس بين فريقين لإيجاد خاتم المحبس وتوسعت حتى بات يقام لها سباق على مستوى البلد ويتكفل الفريق الخاسر بدفع ثمن الحلويات العراقية كالبقلاوة والزلابية.
ويتسامر أهل العراق بتوظيف المقامات العراقية في تجويد وتلاوة القرآن الكريم، ويمثل الشهر فسحة لشهر فيض التلاوة العذبة عبر المآذن والمنابر ويمتلك العراق الأئمة والقراء للذكر الحكيم، ولا زال العراقيون يصحون على صوت المسحراتي أو ما يسمونه بـ «أبو دمام» والذي يحمل طبلاً ويجول في أرجاء الحي لإيقاظ الصائمين لتناول وجبة السحور.
{{ article.visit_count }}
يكتسب شهر رمضان المبارك في العراق نكهة خاصة، حيث العادات المتجذرة في التاريخ والتقاليد الراسخة في الوجدان، والتنوع الثقافي في التفاصيل، ما ينعكس بشكل جلي على طقوس التعبد وموائد الافطار، بيد أن جائجة فيروس «كورونا» قد تنال شيئاً من هذا كله، فقد لا تجد صخب الشوارع وأصوات الباعة ولهو الأطفال في الأزقة والحارات. ورغم هذا أيضاً يبقى لأهل دجلة والفرات طقوسهم التي لا تنسى.
يقول مروان العاني عن طقوس إحياء الشهر الفضيل «يستقبل أهل العراق الشهر بكثير من الفرح والسرور رغم الصعوبات التي مرت بالبلاد، فالناس لا تزال متمسكة بعاداتها وتقاليدها مرتبطة بشهرها الكريم، وتبدأ طقوس الاستقبال بالتسوق الذي يحرص عليه جميع العراقيين فتزدان الاسواق الرئيسية بالحركة والازدحام ويتربع سوق «الشورجه» في بغداد على رأس تلك الأسواق لما يضمه من أسواق فرعية كسوق البهارات الذي يبيع البهارات وسوق الخضار ومحال الحلويات الشعبية ووجود صنابير عامة للمياه في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ويضيف أيضاً «العراقيون يحييون الشهر الفضيل عبر العادات المتجذرة في تاريخهم وذاكرتهم، فما أن يقترب أذان المغرب حتى تعج الشوارع بالحركة وتنبض بالحياة، داخل الأسواق وفي دور العبادة والمنازل، فيشكل الشهر الكريم فرصة لتعميق الأواصر الأسرية وزيادة التماسك والتعاضد في مجتمع متعدد الأطياف والأصول، ويحرصون على جلسات الإفطار الجماعية بين الأسر فيكثر التزاور وتبادل أصناف الطعام الرمضانية.
ويعرف عن الطبخ العراقي - بحسب العاني - أنه يحتاج وقتاً طويلاً للنضج فيدخل في مكوناته اللحم والحبوب، ويحتل طبق الشوربة الصدارة في المائدة يومياً على اختلاف أصنافها بين العدس أو الخضار أو الحليب واللبن، وتحضر الخضار المحشوة والمعروفة باسم (الدولمة) والمشويات بأنواعها والبرياني والطرشي (المخلل) والمسكوف العراقي كأكلة عراقية شهيرة وهي عبارة عن سمك مشوي على خشب الصفصاف، وتصنع عصائر التمر الهندي وشراب قمر الدين في المنزل».
ويقضي العراقيون وقتهم بعد الإفطار بقضاء الشعائر الدينية وجلسات الأحاديث والتسامر وشرب الشاي والتسلية في بعض الألعاب الشعبية كلعبة «المحيبس» التي تعد رمزاً تراثياً في رمضان ويتم التنافس بين فريقين لإيجاد خاتم المحبس وتوسعت حتى بات يقام لها سباق على مستوى البلد ويتكفل الفريق الخاسر بدفع ثمن الحلويات العراقية كالبقلاوة والزلابية.
ويتسامر أهل العراق بتوظيف المقامات العراقية في تجويد وتلاوة القرآن الكريم، ويمثل الشهر فسحة لشهر فيض التلاوة العذبة عبر المآذن والمنابر ويمتلك العراق الأئمة والقراء للذكر الحكيم، ولا زال العراقيون يصحون على صوت المسحراتي أو ما يسمونه بـ «أبو دمام» والذي يحمل طبلاً ويجول في أرجاء الحي لإيقاظ الصائمين لتناول وجبة السحور.