العربية.نت

بعد أن شهدت التظاهرات التي دعت إليها مجموعات عدة في حراك "17 تشرين" توترات في وسط العاصمة اللبنانية، وبعد وقوع اشتباكات في مناطق ببيروت تجمع بين مناصرين لتيار المستقبل (بزعامة سعد الحريري) وآخرين مناوئين لسياسته، وبين مناصرين لحزب الله وحركة أمل مساء السبت، علقت قيادة الجيش على الأحداث.

وقالت في بيان الأحد: "بتاريخ الأمس، وأثناء تنفيذ وحدات الجيش المنتشرة مهامها في حفظ الأمن، وفتح الطرق التي قطعها محتجون، ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة، تعرض العناصر إلى عمليات رشق بالحجارة والمفرقعات الكبيرة، مما أدى إلى إصابة 25 عنصراً بجروح، إصابة أحدهم بليغة في العين. كما أوقفت وحدات الجيش 4 أشخاص (سوري، فلسطيني وسودانيين)، لقيامهم بأعمال شغب وتكسير خلال تحركات الأمس".

كما أضافت: "إن قيادة الجيش ترى أن البلاد قد اجتازت أمس قطوعاً كان من شأنه أن يجرنا إلى منزلق خطير، إذ أن ما حصل كاد يطيح بالوحدة الوطنية ويمزق السلم الأهلي ويغذي الانقسام. وتحذر القيادة من مغبة الانجرار وراء الفتنة، وتؤكد وجوب التعامل بمسؤولية ووعي وحكمة للحفاظ على السلم الأهلي وصوناً للوحدة الوطنية ودرءاً للوقوع في أفخاخ الفتنة. كما تدعو المواطنين إلى ضرورة الوعي لدقة المرحلة وخطورتها، وتشدد على ضرورة التزام الإجراءات الأمنية، منبهة إلى أنها لن تتهاون مع أي مخل بالأمن أو عابث بالاستقرار، لأن أمن الناس والوطن فوق أي اعتبار".

"جرس إنذار للجميع"

من جهته، دعا الرئيس اللبناني، ميشال عون، الأحد إلى الوحدة الوطنية.

وقال عون على تويتر: "قوتنا كانت وتبقى وستظل في وحدتنا الوطنية... ليكن ما جرى ليل أمس جرس إنذار للجميع"، مضيفاً: "نحن في أمس الحاجة إلى أن نضع اختلافاتنا السياسية جانباً ونسارع إلى العمل معاً من أجل استنهاض وطننا من عمق الأزمات المتتالية عليه".

بدوره، علق رئيس مجلس النواب، نبيه بري، على أحداث السبت قائلاً: "هي الفتنة مجدداً تطل برأسها لاغتيال الوطن ووحدته الوطنية واستهداف سلمه الأهلي... هي أشد من القتل، فحذار الوقوع في أتونه".

يشار إلى أن ساعات توتر عاشتها مناطق حساسة في لبنان ليل السبت، فتحت جروح الحروب الطائفية البعيدة، فضلاً عن الهجمة التي نفذها حزب الله وأنصاره قبل سنوات (مايو 2008) في العاصمة اللبنانية.

فقد أدى التوتر بين شارعين متقابلين، إلى وقوع اشتباكات في مناطق ببيروت تجمع بين مناصرين لتيار المستقبل وآخرين مناوئين لسياسته، وبين مناصرين للحزب ولحركة أمل.

وبلغ التوتر ذروته مع رفع أنصار الحزب شعارات طائفية، تطور لاحقاً إلى إطلاق نار، ما أدى إلى سقوط جريح، قبل أن تتدخل القوات الأمنية وتفرض هدوءاً نسبياً.

وفي خضم التوتر هذا الذي أعاد إلى السطح خطورة التوترات الطائفية في البلاد بين (السنة والشيعة)، لاسيما أنه أتى بعد أن شهدت منطقة عين الرمانة والشياح أيضاً السبت توترات بين أنصار حركة أمل (حزب يتزعمه رئيس البرلمان نبيه بري وحليف حزب الله) وسكان عين الرمانة تلك المنطقة (تقطنها غالبية مسيحية)، التي انطلقت منها شرارة الحرب الأهلية، عمد عدد من الشبان الغاضبين إلى إحراق صور لزعيم حزب الله، حسن نصرالله، كما داس بعضهم على أعلام الحزب، مرددين هتافات مناوئة، تطورت إلى شتائم وسباب في بعض الحالات.