أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن، الأربعاء، أن ألغام ميليشيات الحوثي وعبواتهم الناسفة تسببت في قتل وإعاقة أكثر من 800 مدني في مديريتي موزع والوازعية بمحافظة تعز، جنوبي غرب البلاد فقط.
وأوضح مشرف فرق مسام بمحافظة تعز، المهندس عارف القحطاني، في بيان نشره مكتب مسام الإعلامي، أن فريقي 22 و23 مسام اللذين يعملان في تلك المديريات تمكنا منذ انطلاق عملهما في المشروع من نزع أكثر من 16 ألف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة من 30 حقلا ومنطقة ملغمة.وأضاف أن جميع المناطق التي تم تأمينها من قبل الفريقين هي مناطق ذات تأثير عالٍ، كونها تعتبر مناطق سكنية وزراعية من الدرجة الأولى.
وأفاد القحطاني أن مديريتي الوازعية وموزع كانتا خاليتين من السكان بسبب الحرب ولم يتسن للمواطنين في تلك المناطق العودة إليها إلا بعد أشهر من نزول فرق مسام الهندسية وتأمينها من خطر الألغام الذي حول مزارع ومدارس ومساكن المدنيين إلى حقول موت تتربص بحياة الأبرياء.
وأشار إلى أن الحوثيين غيروا من الخواص الفنية للألغام، بحيث أصبحت الألغام المخصصة للدروع، ألغاما فردية تقتل الأفراد، والهدف من ذلك، حسب تعبيره، وهو القتل الجماعي للمدنيين.
وذكر مشرف فرق مسام الهندسية بمحافظة تعز أن مشروع مسام صار الصديق الأقرب لأبناء مديريتي الوازعية وموزع، وأصبح أطفال ومزارعي وطلاب وأهالي تلك المناطق ينظرون إلى نازعي مسام باعتبارهم طوق النجاة ومصدر أملهم الوحيد في العيش بأمان.
وكان تقرير حقوقي أفاد أن أكثر المناطق تضررا من زراعة الألغام هي الحديدة وتعز، مؤكدا أن اليمن تجثو اليوم على أكبر حقل ألغام في العالم، ولن يتم كشف حقيقة تلك الكارثة إلا بعد أن تتوقف هذه الحرب وتظهر آثارها للعلن.واقتصر استخدام الألغام على ميليشيات الحوثي بشكل حصري، إذ تشير التقارير إلى أن هناك أكثر من مليوني لغم أرضي زرعها الحوثيون في أكثر من 15 محافظة يمنية، بجميع الأنواع سواء المضادة للمركبات والأفراد والألغام البحرية، ومعظمها ألغام محلية الصنع أو مستوردة، وتم تطويرها محليا لتنفجر مع أقل وزن.
وغدت الألغام الأرضية أحد أبرز أسلحة الحوثيين التي تستهدف الأبرياء في الجبال والوديان والسهول وفي الأحياء السكنية، فلا ينسحب الحوثيون من منطقة إلا بعد نكبتها بمئات الألغام المزروعة، وهو ما يتسبب بوقوع الآلاف من الضحايا بين قتلى ومعاقين، خصوصًا أنه يتم زرع هذه الألغام بدون خرائط الأمر الذي يجعل عملية نزعها أو الوصول إليها صعبا للغاية.