العربية.نتانتقلت إحدى الظواهر الغامضة التي ضربت مدينة صغيرة على الساحل السوري، تدعى "جبلة" بريف اللاذقية، في شهر نيسان أبريل الماضي، إلى مناطق سورية أخرى، وهي لغز كثرة وفيات مصنفة بأنها ناتجة من أزمات قلبية، حيرت أبناء المنطقة، وشملت أعمارا ما بين الصغيرة والمتوسطة، أو الذين تقل أعمارهم جميعاً، عن الستين عاماً.وحذرت المرشحة السابقة لبرلمان النظام، عن محافظة حلب، سندس ماوردي، الثلاثاء، على حسابها الفيسبوكي، من ظاهرة الوفيات التي يشاع بأنها ناتجة من أزمات قلبية، خاصة بين أوساط الشباب: "وفيات بعمر الشباب، وطلاب جامعة، خلال خمسة أيام، والتشخيص أزمة قلبية. ماذا يعني هذا؟ ما الذي يحدث؟ انتبهوا".ويشار إلى أن تحذير الماوردي من ترويج سبب وفاة الشبان السوريين، على أنه ناتج من "أزمات قلبية" جاء بعد كثرة وفيات ضربت فئة الشباب، في الآونة الأخيرة، قيل إنها بسبب أمراض قلبية، فنشرت المرشحة السابقة لبرلمان النظام، صور بعض من أعلنت وفاتهم، متسائلة ما إذا كان فيروس كورونا المستجد، وراء تلك الوفيات.بدوره، كرّر المعارض للنظام، لؤي حسين، بكل ما يقوله إعلام الأسد، بخصوص تفشي كورونا، مؤكداً أن رئيس النظام بشار الأسد، لن يخرج على الناس ويخبرهم "عن أرقام الإصابات بالفيروس وعدد الموتى بسببه".نائب سابق في برلمان النظام، أكد أن "الجميع يكذب" بخصوص كورونا، مؤكدا أن صحة النظام، لا تقول الحقائق. وأكد نبيل صالح، النائب السابق عن محافظة اللاذقية، أن مقابر العاصمة دمشق، لا تضع في بياناتها سبب الوفاة، في الفترة الأخيرة.وفجّر السياسي رامي الشاعر، القريب من الإدارة الروسية، وسبق له أن وجه انتقادات حادة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، قنبلة من عيار ثقيل، عندما أكد أن عدد الإصابات الحقيقية في سوريا، بفيروس كورونا، قد بلغ مليون إصابة، بحسب مقال له نشرته روسيا اليوم، الثلاثاء، حذر فيه من إمكانية سقوط الملايين من السوريين، ضحية لجائحة كورونا.وازدادت وتيرة تفشي كورونا، في سوريا، في الأيام الأخيرة، على نحو ملحوظ، فيما النظام يعكف على فتح الأسواق وإدارات حكومته، وسط سخط عارم من تكتم نظام الأسد على حقيقة أعداد الإصابات وأماكن توزعها، وضعف إجراءاته الوقائية، الأمر الذي تسبب بتفش واسع للفيروس، في سلك القضاء والمحامين والفنانين والرياضيين وطلاب وأساتذة الجامعات ومقار وسائل الإعلام التابعة لحكومة الأسد، بحسب بيانات صادرة من صحة النظام، ومن مبادرات فردية لمصابين، أعلنوا التقاطهم العدوى بكورونا، على حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.ومن الجدير بالذكر، أن الظاهرة التي وصفها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بالغامضة، وتتعلق بكثرة وفيات تم تشخيصها بصفتها ناتجة من أزمات قلبية، ضربت، أيضا، عناصر وضباطا في جيش الأسد. وشهدت الفترة الواقعة ما بين شهر أيار مايو الماضي، وشهر حزيران يونيو، الإعلان عن مقتل عدد من جنود وضباط الأسد، في أماكن لا تشهد قتالاً، ويكتفي ذوو القتيل، بإعلان وفاته على وسائل التواصل الاجتماعي، دون تحديد مكان مقتله أو المعركة المزعومة التي مات فيها.وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في شهر نيسان أبريل الماضي، فقد سجلت وفيات بصفوف عناصر الميليشيات الإيرانية التي تتنقل بحرية في مناطق سورية عديدة وتختلط بالسكان وبجنود الأسد، بعد إصابتهم بكورونا، مؤكدا تفشي الفيروس المستجد بين عناصر تلك الميليشيات، وأن النظام السوري يتكتم على تلك الحقيقة.وكانت المنطقة الساحلية، قد شهدت ظاهرة وفيات كثيرة، في شهر نيسان أبريل الماضي، لمن تتراوح أعمارهم ما بين العشرينيات والخمسينيات، وصنفت جميعها على أنها ناتجة من "أزمات قلبية" الأمر الذي دفع بعدد من ناشطي المنطقة، للتشكيك بحقيقة أسباب الوفيات المعلنة، والقول باحتمال تفشي كورونا غير المعلن من قبل النظام، سببا في تلك الوفيات التي صنفت على أنها ناتجة من "أزمات قلبية" وتكاثرت فجأة في ذلك الوقت.