إثر أزمة قلبية داهمته خلال مشادة مع أحد قادة جماعة الإخوان بالسجن، توفي، الخميس، الدكتور عصام العريان، القيادي بجماعة الإخوان.

وذكرت مصادر لـ "العربية.نت" أن العريان داهمته أزمة قلبية عقب نقاش حاد ومشادة لفظية مع اثنين من قادة الجماعة حول الوضع الحالي للجماعة وأخطائها وسياساتها المستقبلية، ولفظ العريان أنفاسه الأخيرة قبل أن يأتي طبيب السجن لعلاجه، مضيفة أن المشادة كانت مع قيادي كبير في الجماعة، وآخر كان يعمل في مكتب الرئاسة الخاص بالرئيس الراحل محمد مرسي.

من جانبه، يؤكد مختار نوح، المستشار السابق لمرشد الإخوان، لـ "العربية.نت" أن المشادة بين قيادات الإخوان لم تكن الأولى بينهم في السجن فقد سبقتها مشادة أخرى قبل سنوات بين الرئيس الراحل محمد مرسي وبعض القيادات، مضيفا أن مرسي طلب إعادة تقييم تجربة حكم الإخوان فرفضت القيادات ذلك وحدثت مشادة بينهم.

عطفا على ذلك، كما يقول نوح، فإن العريان لم يكن من المقربين ولا من المحبوبين أو المرضي عنهم داخل التنظيم الخاص الذي يحكم جماعة الإخوان، ولم يؤيد مكتب الإرشاد تصعيد العريان بعد وفاة من سبقه عدا المرشد وقتها مهدي عاكف، موضحا أنه لم يكن هناك من حل أمام العريان سوى أن يبايع التنظيم السري قولا وعملا، باعتباره التنظيم الذي يملك كل شيء في الجماعة، وخاصة قرار التصعيد.

ويضيف نوح أن العريان كان يبدي وجهة نظره في أي مسألة تخص الجماعة، فيما كان التنظيم الخاص يرفض ذلك، وكانت له آراء مختلفة كليا عنهم، كما كانت أطروحاته وأفكاره مختلفة عنهم، مشيرا إلى أن التنظيم الخاص كان مختلفا أيضا مع الرئيس الراحل مرسي الذي اختلف معهم حتى خلال فترة حكمه، حيث قرر فصل المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بعد تورطه في فضيحة أخلاقية، ولكن وبعد تدخلات تم تعيين المتحدث مسؤولا عن مجلس دعم القرارات في مجلس الوزراء، وكان رأي مرسي فيه أنه جاسوس يعمل لحساب خيرت الشاطر نائب المرشد.

تفاصيل أخرى يكشفها أحمد عطا، الباحث في ملف الإرهاب الدولي، ويقول لـ "العربية.نت" إن اجتماعا انعقد قبل أيام في تركيا لمجلس شورى الإخوان، شارك فيه همام علي يوسف ومحمود حسين وثروت نافع وجمال حشمت وأيمن عبد الغني زوج ابنة خيرت الشاطر، واتفقوا فيه على إعداد خطة الجماعة للعام 2020-2021، وبمقتضاها يتم إعادة هيكلة الجماعة وكوادرها وتنشيط تواجدها في الشارع المصري وتفعيل تحركها الجماهيري، وإعداد منهجية جديدة، وقد وصلت هذه المعلومات لقيادي كبير في جماعة الإخوان داخل سجن العقرب الذي يتواجد فيه العريان، ودار نقاش حول هذه الخطة، ما دفع الأخير لانتقادها بعنف، وكذلك سياسات وخطط الجماعة الماضية والحالية والمستقبلية، مضيفا أن العريان اتهم قيادات الجماعة في الخارج بالفشل في إدارة شؤون الجماعة قائلا إنه وغيره من عناصر الجماعة في مصر يدفعون ثمن تلك السياسات الفاشلة من حياتهم وصحتهم.