وليد صبري




* "الوطن" تشارك في الإيجاز الصحفي الهاتفي لمدير "USAID" بالوكالة

* 18 مليون دولار مساعدات أمريكية إلى لبنان بعد الكارثة

* نتعاون مع برنامج الغذاء العالمي لدعم 300 ألف متضرر من الانفجار

* تقديم المساعدات عبر منظمات المجتمع الدولي دون تدخل حكومة لبنان

* الحاجة الملحة للبنانيين الآن مساعدة الناس للبقاء على قيد الحياة

* الانفجار وقع في ظروف سيئة أبرزها "كورونا" واللاجئين السوريين

وصف مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالوكالة "USAID"، جون بارسا، تداعيات انفجار مرفأ بيروت في لبنان والذي وقع في 4 أغسطس الجاري، بأنه "أسوأ من هجمات 11 سبتمبر وكوارث الفيضانات"، مؤكداً أنه "لم ير طوال حياته مثل هذا الدمار من قبل"، كاشفاً عن أن "واشنطن قدمت نحو 18 مليون دولار مساعدات إنسانية إلى لبنان كاستجابة حالية لمواجهة هذه الكارثة".

وأضاف بارسا في إيجاز صحفي هاتفي لمناقشة المساعدات الإنسانية إلى لبنان، وشاركت فيه "الوطن" أنّه "حاليًا لا يوجد لدى الوكالة تقييم نهائي للوضع الإنساني في لبنان، لكنّ الوكالة على علم ودراية بالمعاناة التي يمر بها الشعب اللبناني حيث لمسنا ذلك على الأرض أثناء زيارة بيروت والجولة التفقدية للمناطق المتضررة".

وقال بارسا إننا "نأخذ بعين الاعتبار أن لبنان يضم عدداً كبيراً من النازحين السوريين وأن الانفجار الكارثي الذي وقع زاد من معاناة الشعب اللبناني ونحن نقف إلى جانب الشعب اللبناني لتقديم المساعدات"، موضحاً أن "هناك نحو 594 مليون دولار مساعدات أمريكية تلقاها لبنان على مدار عام ونصف".

وقال إنه "عاد الى واشنطن من رحلة قصيرة الى بيروت، حيث ذهبت للتأكيد للشعب اللبناني أن الولايات المتحدة تقف معهم بعد انفجار المرفأ، وذهبت لتقديم التعازي ومساعدة الوكالة والفريق هناك والاستماع إلى الناس على الأرض، وخلال وجودي ساعدتهم في إزالة الأنقاض وتحدثت إلى الذين تأثروا في الانفجار، وأنا لم أر مطلقاً من قبل هذا المستوى من الدمار وهذا كان من الممكن منعه، وهذا ما يصيبني بالإحباط لأن هذا كان يمكن تفاديه".

وذكر بارسا أن "الوكالة تقدم تمويلاً إلى برنامج الغذاء العالمي للمساعدة على دعم 300 ألف شخص تضرروا من الكارثة، ومستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت لتقديم أنشطة استجابة عاجلة ومساعدات طبية، وهذه المساعدات تضمن الدعم المادي لنحو 60 ألف شخص لـ3 أشهر، وسنعمل في هذا السياق مع شركائنا المحليين عبر الجامعة الأمريكية في بيروت، والجامعة اللبنانية الأمريكية بالإضافة إلى شركاء الوكالة الأمريكية للتنمية والذين يتصدون لجائحة فيروس كورونا (كوفيد19)".

مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالوكالة، أشار إلى أن "الوكالة حاولت توفير مصادر الطعام والصحة والمأوى، لاسيما وأن نحو 2500 منزل غير قابلة للعيش فيها، كما تضررت نحو 12 مستشفى ومركزاً صحياً، إضافة إلى مراكز المال والأعمال".

وبين أن "كارثة انفجار المرفأ وقعت في ظل ظروف صعبة لعل أبرزها جائحة "كورونا" ووجود أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد".

وفي رد على سؤال كيفية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، أفاد بارسا بأن "المساعدات لا تذهب من خلال الحكومة، بل من خلال منظمات المجتمع المدني والمنظمات المحلية الموثوق بها مثل برنامج الغذاء العالمي والصليب الأحمر والهلال الأحمر"، مشدداً على أننا "لا نعمل مع الحكومات بشكل مباشر".

ولفت إلى أن "خسائر انفجار المرفأ أسوأ من هجمات 11 سبتمبر وكوارث الفيضانات"، مؤكداً أنه "لم ير طوال حياته مثل هذا الدمار من قبل".

وفيما يتعلق بدعم إجراء تحقيق دولي، أوضح بارسا "نحن نعمل على الاستجابة لمتطلبات الشعب لتقليص حجم معاناته وهذه موضوعات منفصلة"، لافتاً إلى "أننا نجري نقاشات مع شركاء دوليين وسعداء لرؤية دول أخرى راغبة بالمساعدة وليس فقط منظمات حكومية وأممية".

وحول الخسائر والأضرار التي تسبب فيها الانفجار لاسيما مع مقتل 171 شخصاً وإصابة أكثر من 6500 آخرين، عدا عن المفقودين، أوضح بارسا "ليس لدي أرقام بهذا الشأن والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ستعمل في الأيام والأسابيع المقبلة على تقييم حالة أساسات المباني للمساعدة في تحليل قيمة الأضرار".

ورأى أن "الحاجة الملحة للبنانيين الآن هي مساعدة الناس على البقاء على قيد الحياة وهذه هي الأولوية ومعالجة الجرحى من الانفجار وإطعام الناس وإبقاؤهم آمنين، المطلوب هو متطلبات طبية ومساعدات إنسانية وأغذية وبعد ذلك نبدأ العمل على تأمين المساكن وما يمكن عمله في هذا الشأن".

وذكر أن "المساعدات الأمريكية للبنان بعد الانفجار بلغت نحو 18 مليون دولار، في حين قدمت أمريكا إلى لبنان مساعدات إنسانية بنحو 594 مليون دولار على مدار عام ونصف".

وأعرب عن "فخره بعمل الوكالة الممتد في لبنان وبرنامجنا في التعليم والمساعدة في الشفافية"، مؤكداً أن "مساعدة ​الشعب اللبناني​ هي أشياء نقوم بها منذ عقود وسنستمر في ذلك لعقود".

يذكر أن جون بارسا يشغل منصب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالوكالة، وتم تعيينه قبل استلام هذه المهام بتاريخ 11 أبريل 2020 كمساعد لمدير مكتب أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ويتمتع بارسا بخبرة مهمة بعد عقود من الخدمة في القطاعين العام والخاص.