العين الإخباريةلم يمنح حسن نصر الله، الأمين العام لمليشيا حزب الله، فرصة للأطراف اللبنانية كي تلتقط أنفاسها التفاوضية حول الحكومة، معلنا رفضه تشكيل حكومة حيادية مع التلويح بـ"حرب أهلية"، متجاهلا حالة الغليان التي يشهدها الشارع اللبناني.وفي استفزاز واضح زعم "نصرالله" أن الحديث عن حكومة حيادية هو مضيعة للوقت، مطالباً عناصره "بالحفاظ على الغضب والغيظ" الذي قد يحتاجه إليه في يوم من الأيام لإنهاء كل محاولات جرّ لبنان إلى حرب أهلية.موقف أمين مليشيا حزب الله جعل الفرقاء اللبنانيين يصفون حديث نصرالله بـ"مخطط تعطيل" تشكيل حكومة جديدة والإبقاء على وزارة تصريف الأعمال المحسوبة على حزب الله وحلفائه إلى أجل غير مسمّى.وتدفع المعارضة ومنها أحزاب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية والكتائب ومجموعات الحراك الشعبي إلى "حكومة حيادية" بعيدا عن المحاصصة التي يتمسك بها حزب الله ما يعني منع أي تقدم على صعيد تشكيل وزارة جديدة.وتتعقد الأمور مع التدخل الدولي الحاصل في لبنان، بعد انفجار مرفأ بيروت وزيارات المسؤولين المتتالية إليها، خاصة من فرنسا والولايات المتحدة وتمسكها بضرورة تشكيل حكومة تلبي طموحات الشعب اللبناني.ومن هنا يتخوف الوزير اللبناني السابق في حزب القوات اللبنانية، ريشار قيومجيان، من الذهاب إلى المزيد من التعقيدات في تشكيل الحكومة، منتقدا في الوقت عينه حديث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من بيروت أمس الجمعة.وكان ظريف قال بعد لقائه مسؤولين في بيروت: "الشعب اللبناني وممثلوه هم وحدهم أصحاب قرار تحديد مستقبل بلادهم"، معتبرا أنه لا ينبغي على أي طرف أجنبي أن يستغل حالة لبنان مأساوية لفرض املاءات تنسجم مع مصالحه وتوجهاته.وأضاف قيومجيان لـ"العين الإخبارية":" فليسمح لنا ظريف وليتوقف عن مقارنة المساعدات التي تقدمها الدول الصديقة مع الأسلحة والأموال التي تقدمها بلاده لحزب الله كي يتحكم بلبنان وبالسلطة".وتابع:" رغم كل التهديدات التي اطلقها نصرالله سنستمر بطريقنا ونتمسك بتشكيل حكومة حيادية من أشخاص مستقلين أكفاء قادرون على إنقاذ الوضع بلبنان".ومضى في حديثه، قائلا :" أثبتت حكومات الوحدة الوطنية والمحاصصة التي شكلت طوال السنوات السابقة على غرار تلك التي يطالب بها حزب الله فشلها"، مؤكداً أنه بعد حدثين كبيرين وهما ثورة الشعب اللبناني وجريمة انفجار بيروت "فلن نقبل بأن يعود الزمن إلى الوراء".ورغم ذلك يبدي قيومجيان تخوفه من أن يكون حديث نصرالله، بداية لتكرار ما حصل قبل انتخاب ميشال عون رئيسا للبنان؛ حيث تم تعطيل البرلمان لعامين ونص العام حتى يأتي رئيس جديد.وأمام ذلك قال الوزير اللبناني السابق في حزب القوات اللبنانية: "ليس مستبعدا أن يقوم بالشيء نفسه اليوم ويعطلون تشكيل حكومة إلا كما يريدونها رافضين التنازل عن السلطة وبالتالي إبقاء حكومة تصريف الأعمال الخاضعة لحزب الله والتيار الوطني الحر".وأضاف:" حكومة حسان دياب كانت حكومتهم وأثبتوا فشلهم ليس فقط في محاربة الفساد وإنقاذ الوضع الاقتصادي والاجتماعي إنما أيضا في حماية اللبنانيين في منازلهم".وكان قيومجيان غرد على "تويتر" ردا على نصرالله، وقال إنه:" يمكن لمرشد الذميين أن يفرض مشيئته على حكام الجمهورية وأتباعهم. لكن إرادة اللبنانيين الأحرار ببناء وطن السيادة ودولة القانون ومجتمع المساواة أقوى من سطوة السلاح وفوقية التبعية للخارج.. لنا أيضاً غضبنا الذي ما احتجناه يوما إلا للدفاع عن الجمهورية وعن حقنا ووجودنا وحريتنا... فحذار".وفي رد منه على حديث نصرالله، كتب النائب في حزب القوات اللبنانية زياد حواط على تويتر: "قضيتم على الأخضر واليابس.. أسقطتم الدولة ومؤسساتها وحلم الشباب.. أغرقتم لبنان في الأسود بخياراتكم ورهاناتكم وارتهاناتكم.. دمرتم لبنان والآتي من أفعالكم أعظم.. لن نهابكم ولن تخيفنا تهويلاتكم وتهديداتكم... سنكون بالمرصاد".كما قال البرلماني اللبناني السابق فارس سعيد عبر "تويتر"، إنه:" لا يزال خطاب حزب الله هو نفسه منذ العام 2005 مفاده (تخضعون لشروطي وإلا)، مضيفا:"العالم يشترط حكومة حيادية للمساهدة وحزب الله يشترط حكومة بشروطه... استعدوا لشتاء قارس".فيما توجه الوزير السابق يوسف سلامة إلى نصرالله عبر "تويتر"، قائلاً: "رجاءً اسمع صوت الحق.. لا لحكومة بعد اليوم تلبي طموحاتكم بل طموح الشعب، لقد سقط القناع.. لا شرعية لمقاومة قررت أن تواجه العالم خدمة للغريب، حياتنا حق لنا وليست مِلكٌ لك، فخامة الرئيس، لا يمكن أن نستمر في دولة داخل الدويلة، أوقفوا هذه المهزلة، لبنان يناديكم".بدوره كتب النائب في حزب القوات فادي سعد على تويتر، قائلا:" أطل علينا مرشد الجمهورية اللبنانية أمس حاملا خارطة طريق للمستقبل القريب والبعيد عنوانها الفراغ وهيمنة السلاح واستمرار دوامة حكومات الوحدة الوطنية، قاتلة الحياة السياسية الصحية والمنبع الأساسي للفساد وهذيان الدولة".وأخيراً، أكد رئيس حركة التغيير إيلي محفوظ وجود إشارات في كلام نصرالله، مغردا: "ثلاث إشارات في كلام نصرالله إصراره على بقاء سلاح المليشيا.. تقديمه مصالح إيران على مصلحة لبنان.. استحضاره لعهد إميل لحود واعتبار عهد ميشال عون نسخة طبق الأصل عنه.. متزامنًا مع التهديد المبطّن لوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف".