العربية.نت

يعيش لبنان الغارق في أزمة اقتصادية وسياسية ومعيشية فترة حساسة ومفصلية، بعيد الانفجار الدامي الذي هز مرفأ بيروت، مخلفاً حوالي 180 جريحا وعشرات المفقودين، ودفع الحكومة إلى الاستقالة تحت ضغط الأصوات الغاضبة في الشارع.

فوسط تلك الظروف الصعبة التي تعيشها العاصمة اللبنانية، والتي عم الدمار مناطق واسعة منها، أعلن البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الاثنين، عن "مذكرة لبنان والحياد الناشط".

وشدد رجل الدين الذي يتمتع بثقل في الساحة اللبنانية، لا سيما على الصعيد السياسي حيث تتقاسم الطوائف في البلاد المناصب العليا، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية على ضرورة عدم دخول لبنان في تحالفات ومحاور وصراعات سياسية وحروب إقليمية ودولية وامتناع أي دولة عن التدخل في شؤونه. وقال: "أصبحنا في دوامة حروب مستمرة، والمخرج الوحيد للبنان هو الحياد".

كما أكد أن "الحياد ينقذ وحدة لبنان ويحيي الشراكة الوطنية المسيحية والإسلامية المتصدعة في كثير من الأماكن".

وكان الراعي دعا، أمس، إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة في البلاد، وتشكيل حكومة إنقاذ بدلاً من "الطبقة السياسية" الحاكمة.

كما قال: "لبنان اليوم يواجه أعظم الأخطار"، داعياً إلى "وجوب البدء فوراً بالتغيير، مسرعين إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، من دون التلهي بسن قانون جديد، وإلى تأليف الحكومة الجديدة".

يشار إلى أن تصريحات الراعي أتت بعد أيام على تلميح حزب الله إلى مشاركة كافة الأطياف السياسية والحزبية في الحكومة الجديدة، داعيا إلى تشكيل حكومة "وحدة وطنية" (تضم كافة الأطراف السياسية التي عبر العديد من اللبنانيين عن سخطهم منها).

وكان البطريرك الماروني شدد في تصريحات سابقة على ضرورة حياد لبنان، وعدم إدخاله في صراع المحاور، في كلام اعتبر أيضاً رسالة إلى حزب الله، المدعوم من إيران.