كورونا الذي لا يفرّق بين غني وفقير، ولا بين كبير وصغير، أو أجير وسفير، استهدف من اتفقوا في لبنان على تكليفه بتشكيل حكومة جديدة خلفاً للمستقيل حسن دياب، وهو السفير منذ 7 سنوات لدى ألمانيا، الدكتور مصطفى أديب، فسبّب له مشكلة "لوجستية" الطراز حين وصل أمس الأحد إلى مطار برلين ليركب الطائرة ويغادرها عبر باريس إلى بيروت.
وجد السفير في المطار الألماني أنه لم يكن لديه ما تطلبه الإجراءات المعمول بها، وهي شهادة تؤكد أنه أجرى فحصا "كورونيا" يثبت خلوه من الفيروس القاتل، لذلك رفضت الموظفة بشركة الطيران إتمام معاملته والسماح له بالصعود إلى الطائرة، وعلى طريقة "إنت مش عارفة مع مين عم تحكي" التهديدية نوعا ما، طلب منها تزويده ببريد الشركة الإلكتروني ليتواصل معها.
زودته الموظفة بما طلب، فكتب "إيميل" للشركة في بيروت، وبعد دقائق وصل إلى كومبيوتر الموظفة رد من الشركة التي تمتثل عادة للقوانين والإجراءات المعمول بها في بلد الوصول، يطلب منها أن تسمح له بالصعود إلى الطائرة والسفر، طبقا لما تلخص "العربية.نت" ما رواه موقع Aufstand des Libanons أو "انتفاضة لبنان" الذي نشر مع روايته صورتين للسفير وهو في المطار، وهما رئيسيتان أعلاه، معتبرا ما حدث "قصة عن الفساد والمحسوبية والنفوذ والامتيازات في الدولة الفاشلة" وفق تعبير القيّمين على الموقع الخاص في Facebook باللبنانيين المقيمين في ألمانيا.
والجديد في موضوع السفير، البالغ 48 سنة، والأب من زوجته الفرنسية لخمسة أبناء، هو ما بثته "رويترز" أمس، نقلا عن اثنين من المسؤولين اللبنانيين، من أن ترشيح مصطفى سالم عبد الواحد أديب، جاء بعد اتصالات أجراها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عبر الهاتف السبت والأحد للضغط على القادة اللبنانيين للاتفاق على مرشح، وأن مصدرا من الرئاسة الفرنسية ذكر أن ماكرون الذي يصل اليوم إلى بيروت في زيارة ليومين، أطلع على المفاوضات الجارية في العاصمة اللبنانية بهذا الخصوص.
المؤيدون والرافضون
ترشيحه لتأليف الوزارة الجديد، جاء بتأييد من حزب الله وحركة أمل، كما أيده "التيار الوطني الحر" برئاسة جبران باسيل، ومن المتوقع أن يبلغ الرئيس سعد الحريري أعضاء كتلته بالاسم أيضا، فيما أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، تأييد حزبه لنواف سلام، ممثل لبنان في الأمم المتحدة، لتشكيل الحكومة العتيدة في الاستشارات.
أما عن أديب، السفير منذ منتصف 2013 ببرلين، فحاصل على دكتوراه بالقانون والعلوم السياسية، وبدأ حياته المهنية مدرسا للقانون الدولي والدستوري والجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية بجامعات مختلفة في لبنان وفرنسا، كما عمل مستشارا لرئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي، وهو رئيس الجمعية اللبنانية للقانون الدولي والعلوم السياسية، وعضو بجمعية خريجي الجامعات الفرنسية، كما في المرصد من أجل السلام الأهلي الدائم.