رويترز
"الهجرة" الكلمة الأكثر بحثا على محرك غوغل في لبنان، والتي تضاعف البحث عنها خلال العقد الماضي، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز.
مغادرة البلاد، لطالما كانت الحلم الأبرز لدى اللبنانيين في بلد عانى لسنوات من حرب أهلية، وبعدها أزمات اقتصادية جعلت نحو 50 في المئة من اللبنانيين فقراء بحسب بيانات البنك الدولي.
ودفعت أحدث أزمات لبنان، وهي انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، والذي أسفر عن مقتل نحو 180 شخصا وإصابة 6000 وتدمير مساحات شاسعة من المدينة، اللبنانيين إلى إعادة التأمل في تاريخ البلاد المضطرب وعمقت مشاعر القلق على المستقبل.
وبالنسبة للكثيرين، فإن الكارثة هي امتداد للماضي، سببها بشكل أو بآخر النخبة الطائفية ذاتها التي قادت البلاد من أزمة لأخرى منذ نشأتها، بإعطاء الأولوية للفصائل والمصالح الذاتية على حساب الدولة والشعب.
كما تأتي وسط تدهور اقتصادي شديد، إذ خرب انهيار مالي غير مسبوق اقتصاد البلاد، مما فاقم الفقر وأطلق موجة جديدة من الهجرة من بلد بات عصره الذهبي في الستينيات ذكرى طواها النسيان.
خلال الأسابيع الماضية، أعلن الإعلامي اللبناني في تلفزيون لبنان، وسيم عرابي، استقالته، وقراره الهجرة من البلاد، معتبرا أن الطبقة السياسية حولت لبنان إلى مقبرة الأحلام.
وسبقه في ذلك إعلان من الممثلة اللبنانية، نادين نجيم، التي قالت إنها ستبحث عن الأمان في بلد آخر، خاصة بعدما تعرضت له من إصابة بانفجار بيروت.
دارين تامر (30 عاما)، متخصصة في ملء طلبات واستمارات الهجرة، قالت لرويترز إنه طريق قديم للبنانيين الباحثين عن عيش حياة عادية.
وأشارت إلى أنها تواجه أوقاتا صعبة، إذ أنها تعمل في وظيفتين حتى تستطيع تلبية احتياجاتها، وتقول إنها آخر شقيقاتها التي بقيت في البلاد، فيما يعيش شقيقها في أستراليا، وشقيقتها في كندا.
وتقول دارين إن "حياتك هنا لا قيمة لها، فلا يمكنك البناء على شيء، كل بضعة سنوات عليك البحث عن وظيفة، وسط حالة أقرب منها للجنون أو اليأس ولكن ليس الأمل".
وتذكرت دارين أثناء إجرائها مقابلة للتقدم لوظيفة، عندما سألها أحدهم، "أين ترين نفسك بعد خمس سنوات؟"، الأمر الذي جعلها تضحك وتجيبه "إنها لا تستطيع أن تعرف أين ترى نفسها غدا، ولكن من المؤكد ليس هنا".
وأشار التقرير إلى ما وصفه بـ"النزوح الأخير" والذي سيجرد البلاد من الأكاديميين والأطباء والفنانين، وغيرهم من ذوي الخبرة العلمية والعملية، التي تحتاجها البلاد.
ويشمل هذا الأمر من عادوا في التسعينيات بعد الحرب الأهلية، التي لم تتعاف منها البلاد، إذ أصبحوا يرسلون أولادهم للخارج.
الشابة العشرينية، جيسي تلحمي، تقول لرويترز إنها ستلجأ إلى جنسيتها المزدوجة، والتي اكتسبتها من عائلتها التي كانت مهاجرة سابقا، خلال الحرب الأهلية، حيث عاشا لعقود ثلاثة في كندا.
وزادت أنها من دون عمل منذ عام، ولكنها ستحجز تذكرة ذهاب فقط، خاصة وأن الأيام الأخيرة كانت صعبة، إذ أنها تنقلت بين أسرة المستشفيات برفقة زميلتها بعد الانفجار الذي حطم عظام وجنتي صديقتها، وبعد ذلك بأيام أصيب صديقها برصاصة مطاطية في الرأس أثناء مشاركته في تظاهرات ضد الحكومة.
وأوضحت تلحمي أن الوضع الحالي كما لو أنك تريد القتال من أجل بلدك، وفي الوقت ذاته تريد أن تبقى على قيد الحياة لتتمكن من الاستمرار.
وبحسب تقرير سابق لرويترز بالنسبة للبعض، لم تنته الحرب الأهلية قط.
فالصراع السياسي مستمر في الحكومة حتى في وقت الناس فيه في أمس الحاجة إلى حلول للأزمة المالية والدعم في أعقاب انفجار مرفأ بيروت.
ويشعر الكثيرون أن ضحايا الانفجار لم يلقوا ما يستحقون من التأبين على مستوى البلاد، الأمر الذي يعكس الانقسامات.
البعض يرفض فقدان الثقة في لبنان، لكن بالنسبة لآخرين، كان الانفجار هو القشة التي قصمت ظهر البعير، البعض يعتزم الرحيل أو يخطط لذلك.
"الهجرة" الكلمة الأكثر بحثا على محرك غوغل في لبنان، والتي تضاعف البحث عنها خلال العقد الماضي، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز.
مغادرة البلاد، لطالما كانت الحلم الأبرز لدى اللبنانيين في بلد عانى لسنوات من حرب أهلية، وبعدها أزمات اقتصادية جعلت نحو 50 في المئة من اللبنانيين فقراء بحسب بيانات البنك الدولي.
ودفعت أحدث أزمات لبنان، وهي انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، والذي أسفر عن مقتل نحو 180 شخصا وإصابة 6000 وتدمير مساحات شاسعة من المدينة، اللبنانيين إلى إعادة التأمل في تاريخ البلاد المضطرب وعمقت مشاعر القلق على المستقبل.
وبالنسبة للكثيرين، فإن الكارثة هي امتداد للماضي، سببها بشكل أو بآخر النخبة الطائفية ذاتها التي قادت البلاد من أزمة لأخرى منذ نشأتها، بإعطاء الأولوية للفصائل والمصالح الذاتية على حساب الدولة والشعب.
كما تأتي وسط تدهور اقتصادي شديد، إذ خرب انهيار مالي غير مسبوق اقتصاد البلاد، مما فاقم الفقر وأطلق موجة جديدة من الهجرة من بلد بات عصره الذهبي في الستينيات ذكرى طواها النسيان.
خلال الأسابيع الماضية، أعلن الإعلامي اللبناني في تلفزيون لبنان، وسيم عرابي، استقالته، وقراره الهجرة من البلاد، معتبرا أن الطبقة السياسية حولت لبنان إلى مقبرة الأحلام.
وسبقه في ذلك إعلان من الممثلة اللبنانية، نادين نجيم، التي قالت إنها ستبحث عن الأمان في بلد آخر، خاصة بعدما تعرضت له من إصابة بانفجار بيروت.
دارين تامر (30 عاما)، متخصصة في ملء طلبات واستمارات الهجرة، قالت لرويترز إنه طريق قديم للبنانيين الباحثين عن عيش حياة عادية.
وأشارت إلى أنها تواجه أوقاتا صعبة، إذ أنها تعمل في وظيفتين حتى تستطيع تلبية احتياجاتها، وتقول إنها آخر شقيقاتها التي بقيت في البلاد، فيما يعيش شقيقها في أستراليا، وشقيقتها في كندا.
وتقول دارين إن "حياتك هنا لا قيمة لها، فلا يمكنك البناء على شيء، كل بضعة سنوات عليك البحث عن وظيفة، وسط حالة أقرب منها للجنون أو اليأس ولكن ليس الأمل".
وتذكرت دارين أثناء إجرائها مقابلة للتقدم لوظيفة، عندما سألها أحدهم، "أين ترين نفسك بعد خمس سنوات؟"، الأمر الذي جعلها تضحك وتجيبه "إنها لا تستطيع أن تعرف أين ترى نفسها غدا، ولكن من المؤكد ليس هنا".
وأشار التقرير إلى ما وصفه بـ"النزوح الأخير" والذي سيجرد البلاد من الأكاديميين والأطباء والفنانين، وغيرهم من ذوي الخبرة العلمية والعملية، التي تحتاجها البلاد.
ويشمل هذا الأمر من عادوا في التسعينيات بعد الحرب الأهلية، التي لم تتعاف منها البلاد، إذ أصبحوا يرسلون أولادهم للخارج.
الشابة العشرينية، جيسي تلحمي، تقول لرويترز إنها ستلجأ إلى جنسيتها المزدوجة، والتي اكتسبتها من عائلتها التي كانت مهاجرة سابقا، خلال الحرب الأهلية، حيث عاشا لعقود ثلاثة في كندا.
وزادت أنها من دون عمل منذ عام، ولكنها ستحجز تذكرة ذهاب فقط، خاصة وأن الأيام الأخيرة كانت صعبة، إذ أنها تنقلت بين أسرة المستشفيات برفقة زميلتها بعد الانفجار الذي حطم عظام وجنتي صديقتها، وبعد ذلك بأيام أصيب صديقها برصاصة مطاطية في الرأس أثناء مشاركته في تظاهرات ضد الحكومة.
وأوضحت تلحمي أن الوضع الحالي كما لو أنك تريد القتال من أجل بلدك، وفي الوقت ذاته تريد أن تبقى على قيد الحياة لتتمكن من الاستمرار.
وبحسب تقرير سابق لرويترز بالنسبة للبعض، لم تنته الحرب الأهلية قط.
فالصراع السياسي مستمر في الحكومة حتى في وقت الناس فيه في أمس الحاجة إلى حلول للأزمة المالية والدعم في أعقاب انفجار مرفأ بيروت.
ويشعر الكثيرون أن ضحايا الانفجار لم يلقوا ما يستحقون من التأبين على مستوى البلاد، الأمر الذي يعكس الانقسامات.
البعض يرفض فقدان الثقة في لبنان، لكن بالنسبة لآخرين، كان الانفجار هو القشة التي قصمت ظهر البعير، البعض يعتزم الرحيل أو يخطط لذلك.