سكاي نيوز عربية
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس موجة من التدوينات الساخرة والانتقادات للسياسة الاتصالية لحركة النهضة، وذلك على خلفية هجمة إلكترونية استهدفت صفحة رئاسة الجمهورية.
وتفاجأ التونسيون بسيل من التفاعلات الإيجابية على تدوينات الصفحة الرسمية لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، مقابل موجة من التفاعلات الغاضبة على صفحة رئاسة الجمهورية.
واتضح أن آلاف التفاعلات المسجلة على مواقع التواصل الاجتماعي ترجع لحسابات من الهند وبنغلاداش وباكستان وغيرها من دول شرق آسيا بما يعني أنها حسابات مأجورة ولا علاقة لها بالواقع السياسي التونسي.
الهجمة الإلكترونية على صفحة رئاسة الجمهورية قوبلت بموجة من الانتقادات لما يسميه التونسيون "الذباب الأزرق "في إشارة للجيوش الإلكترونية التي تعمل على دعم الصفحات والتدوينات الخاصة بحركة النهضة كما تعمل على انتقاد وتقزيم خصومها وحتى قيادة حملات تنمر وتشويه ضدهم.
يشار إلى أن الحملات التي يقودها محسوبون على حركة النهضة الأيام الأخيرة ضد قيس سعيد ومديرة ديوانه نادية عكاشة سبق وأن طالت خصوم للنهضة في السياسة مثل رئيسة الحزب الدستوري عبير موسي وقيادات حزب التيار الديمقراطي وفي المجتمع المدني على غرار عدد من الحقوقيين والصحفيين والفنانين الذين عبروا عن انتقادات لحزب النهضة.
"فضيحة رأي عام"، هكذا وصف مراقبون حادثة رصد الآلاف من الحسابات الوهمية التي أطلقت أكثر من 8 آلاف إيموجي غاضب من خطاب قيس سعيد، غير أن الغاضبين ليسوا سوى مواطنين من شرق آسيا تم استعمال حساباتهم في محاولة لتوجيه الرأي العام وإعطاء انطباع بالغضب من خطاب الرئيس والرضا عن خطاب راشد الغنوشي في المقابل؛ لتتحول بذلك هذه الحسابات الوهمية إلى جزء من المعركة غير المعلنة بين الرجلين ولكن بجيوش إلكترونية أجنبية تعودت النهضة تحريكها ضد الخصوم.
يذكر أن قيس سعيد تحدث في آخر خطاباته عن" خيانة للوطن و بيع للذمة من أطراف سياسية" وفهم كلامه على أنه إشارات غير مباشرة لحركة النهضة و زعيمها.
هذه الظاهرة ليست جديدة في تونس وقد سبق و نشطت الحسابات الوهمية والصفحات الموجهة بكثرة أثناء الحملات الانتخابية وربما كانت صفحات النهضة الأقوى في الهجوم والتنكيل بالمنافسين عبر الأخبار الزائفة وفبركة الفيديوهات والتصريحات لإيصال رسائل معينة والتأثير في جمهور الناخبين وقد يقتضي الأمر اللجوء لشركات أجنبية مختصة لزيادة التفاعل ومحاولات توجيه الرأي العام.
ويعتبر مراقبون أن حركة النهضة تلجأ لما يسمى بالذباب الإلكتروني كل ما ضاق عليها الخناق وتصاعدت الانتقادات فترد بالهجمات الرقمية ضد خصومها.
وأوضح المدون و رئيس نادي تونس للاتصال الاجتماعي عبد الكريم بن عبد الله في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن شركات خاصة للتسويق الرقمي تتولى هذه المهام وأنها تتطلب تمويلات ضخمة وتعتمد على الحسابات الوهمية في الغالب إما عبر قرصنة عدد من الحسابات في بلدان فقيرة لا تنتشر فيها الهواتف ذات أنظمة الحماية العالية أو عبر حسابات وهمية تنشأ للغرض.
وأضاف بن عبد الله أن العملية تتم تقنيا بتحريك هذه الحسابات عبر تطبيقات معقدة لنشر عبارات وجمل جاهزة أو تعبيرات جاهزة كما حصل في حال الهجمة على صفحة قيس سعيد.
وأشار المدون إلى أن هذه الحملات الإلكترونية تباع وتشترى في السوق السوداء للإنترنت؛ وقد ظهرت في تونس أول مرة عام 2008 للتضييق على المدونين ثم تم استعمالها فيما بعد من طرف الأحزاب في حملاتها الانتخابية.
من جهته، اعتبر المختص في الاقتصاد والتسويق الرقمي جهاد الطالبي أن مهنة التسويق الرقمي غير مهيكلة ويفتقر بعض منتسبيها لمعرفة أخلاقياتها فهي لا تشبه التدوين ولا الصحافة ولا التسويق ولكنها تتقاطع معهم.
وقال الطالبي إن تحريك حسابات وهاشتاغات للتأثير في الناس يهدف لجذب أشخاص من خارج الدائرة السياسية عبر تحريك الحسابات الوهمية للتأثير في الرأي العام ومن ثمة كسب تفاعل حسابات حقيقية والتأثير في آراء أصحابها واستقطابهم .
وأوضح خبير التسويق الرقمي أن ما حدث مع حركة النهضة هو توظيف لمنصات مدفوعة الأجر حتى تنشر ردود الفعل الغاضبة على صفحة رئاسة الجمهورية قصد التأثير في الرأي العام.
من جهته، قال المحلل السياسي محمد صالح العبيدي في تصريح للموقع إن الإشكال الرئيسي يتعلق بكلفة هذه الجيوش الإلكترونية والحملات الإلكترونية التي توظفها النهضة ضد خصومها وتعتمدها أدوات للتأثير منذ عام 2011، حيث تلجأ لنفس المسالك لتصفية خصومها عبر التشويه والافتراء، فيواجه كل من يتنقد حزب الغنوشي الهجمات الإلكترونية وهو ما لا يستجيب للأعراف السياسية والتعايش الديمقراطي.
وأضاف العبيدي أن التجاء النهضة لشركات أجنبية للقيام بهذه المهام يخفي وراءه حركة مالية مشبوهة بين تونس والخارج لتمويل هذه الحملات، ما يؤكد الاتهامات التي تواجهها النهضة بتلقي تمويلات أجنبية والارتباط بتنظيمات خارج تونس.
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس موجة من التدوينات الساخرة والانتقادات للسياسة الاتصالية لحركة النهضة، وذلك على خلفية هجمة إلكترونية استهدفت صفحة رئاسة الجمهورية.
وتفاجأ التونسيون بسيل من التفاعلات الإيجابية على تدوينات الصفحة الرسمية لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، مقابل موجة من التفاعلات الغاضبة على صفحة رئاسة الجمهورية.
واتضح أن آلاف التفاعلات المسجلة على مواقع التواصل الاجتماعي ترجع لحسابات من الهند وبنغلاداش وباكستان وغيرها من دول شرق آسيا بما يعني أنها حسابات مأجورة ولا علاقة لها بالواقع السياسي التونسي.
الهجمة الإلكترونية على صفحة رئاسة الجمهورية قوبلت بموجة من الانتقادات لما يسميه التونسيون "الذباب الأزرق "في إشارة للجيوش الإلكترونية التي تعمل على دعم الصفحات والتدوينات الخاصة بحركة النهضة كما تعمل على انتقاد وتقزيم خصومها وحتى قيادة حملات تنمر وتشويه ضدهم.
يشار إلى أن الحملات التي يقودها محسوبون على حركة النهضة الأيام الأخيرة ضد قيس سعيد ومديرة ديوانه نادية عكاشة سبق وأن طالت خصوم للنهضة في السياسة مثل رئيسة الحزب الدستوري عبير موسي وقيادات حزب التيار الديمقراطي وفي المجتمع المدني على غرار عدد من الحقوقيين والصحفيين والفنانين الذين عبروا عن انتقادات لحزب النهضة.
"فضيحة رأي عام"، هكذا وصف مراقبون حادثة رصد الآلاف من الحسابات الوهمية التي أطلقت أكثر من 8 آلاف إيموجي غاضب من خطاب قيس سعيد، غير أن الغاضبين ليسوا سوى مواطنين من شرق آسيا تم استعمال حساباتهم في محاولة لتوجيه الرأي العام وإعطاء انطباع بالغضب من خطاب الرئيس والرضا عن خطاب راشد الغنوشي في المقابل؛ لتتحول بذلك هذه الحسابات الوهمية إلى جزء من المعركة غير المعلنة بين الرجلين ولكن بجيوش إلكترونية أجنبية تعودت النهضة تحريكها ضد الخصوم.
يذكر أن قيس سعيد تحدث في آخر خطاباته عن" خيانة للوطن و بيع للذمة من أطراف سياسية" وفهم كلامه على أنه إشارات غير مباشرة لحركة النهضة و زعيمها.
هذه الظاهرة ليست جديدة في تونس وقد سبق و نشطت الحسابات الوهمية والصفحات الموجهة بكثرة أثناء الحملات الانتخابية وربما كانت صفحات النهضة الأقوى في الهجوم والتنكيل بالمنافسين عبر الأخبار الزائفة وفبركة الفيديوهات والتصريحات لإيصال رسائل معينة والتأثير في جمهور الناخبين وقد يقتضي الأمر اللجوء لشركات أجنبية مختصة لزيادة التفاعل ومحاولات توجيه الرأي العام.
ويعتبر مراقبون أن حركة النهضة تلجأ لما يسمى بالذباب الإلكتروني كل ما ضاق عليها الخناق وتصاعدت الانتقادات فترد بالهجمات الرقمية ضد خصومها.
وأوضح المدون و رئيس نادي تونس للاتصال الاجتماعي عبد الكريم بن عبد الله في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن شركات خاصة للتسويق الرقمي تتولى هذه المهام وأنها تتطلب تمويلات ضخمة وتعتمد على الحسابات الوهمية في الغالب إما عبر قرصنة عدد من الحسابات في بلدان فقيرة لا تنتشر فيها الهواتف ذات أنظمة الحماية العالية أو عبر حسابات وهمية تنشأ للغرض.
وأضاف بن عبد الله أن العملية تتم تقنيا بتحريك هذه الحسابات عبر تطبيقات معقدة لنشر عبارات وجمل جاهزة أو تعبيرات جاهزة كما حصل في حال الهجمة على صفحة قيس سعيد.
وأشار المدون إلى أن هذه الحملات الإلكترونية تباع وتشترى في السوق السوداء للإنترنت؛ وقد ظهرت في تونس أول مرة عام 2008 للتضييق على المدونين ثم تم استعمالها فيما بعد من طرف الأحزاب في حملاتها الانتخابية.
من جهته، اعتبر المختص في الاقتصاد والتسويق الرقمي جهاد الطالبي أن مهنة التسويق الرقمي غير مهيكلة ويفتقر بعض منتسبيها لمعرفة أخلاقياتها فهي لا تشبه التدوين ولا الصحافة ولا التسويق ولكنها تتقاطع معهم.
وقال الطالبي إن تحريك حسابات وهاشتاغات للتأثير في الناس يهدف لجذب أشخاص من خارج الدائرة السياسية عبر تحريك الحسابات الوهمية للتأثير في الرأي العام ومن ثمة كسب تفاعل حسابات حقيقية والتأثير في آراء أصحابها واستقطابهم .
وأوضح خبير التسويق الرقمي أن ما حدث مع حركة النهضة هو توظيف لمنصات مدفوعة الأجر حتى تنشر ردود الفعل الغاضبة على صفحة رئاسة الجمهورية قصد التأثير في الرأي العام.
من جهته، قال المحلل السياسي محمد صالح العبيدي في تصريح للموقع إن الإشكال الرئيسي يتعلق بكلفة هذه الجيوش الإلكترونية والحملات الإلكترونية التي توظفها النهضة ضد خصومها وتعتمدها أدوات للتأثير منذ عام 2011، حيث تلجأ لنفس المسالك لتصفية خصومها عبر التشويه والافتراء، فيواجه كل من يتنقد حزب الغنوشي الهجمات الإلكترونية وهو ما لا يستجيب للأعراف السياسية والتعايش الديمقراطي.
وأضاف العبيدي أن التجاء النهضة لشركات أجنبية للقيام بهذه المهام يخفي وراءه حركة مالية مشبوهة بين تونس والخارج لتمويل هذه الحملات، ما يؤكد الاتهامات التي تواجهها النهضة بتلقي تمويلات أجنبية والارتباط بتنظيمات خارج تونس.