وسائل إعلام جزائرية
فارق مغني المالوف الجزائري حمدي بناني الحياة صباح اليوم الاثنين في المستشفى بمدينة ، شمال شرق الجزائر، عن عمر ناهز 77 عاما متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
نُقل الفنان، الذي كان يتمتع في العادة بصحة جيدة، قبل بضعة أيام إلى مستشفى ابن سينا في مدينته، حيث أُدخل إلى غرفة العناية المركّزة إثر ارتفاع غير طبيعي لحرارة جسده. وهناك، ألمّ به الداء ليفارق الحياة خلال الساعات الأولى من صباح الاثنين.
وُلد حمدي بناني في سنة 1943 في مدينة عنابة، في وسط عائلي ومحيط ثقافي حضري عميق الارتباط بالتراث الغنائي الأندلسي وفق أسلوب إشبيلية، الذي يُعرف في بلدان المغرب العربي بـ"المالوف"، أي المألوف. ومن بين أجداده الفنان العنابي الكبير جاب الله، صاحب أغنية "البوغي" الشهيرة، عن الفتاة القسنطينية "نجمة"، التي كلفته حياته بسبب قصة "عشق ممنوع".
وهو مراهق في السادسة عشرة من عمره، كان حمدي بناني ميالا إلى الموسيقى والغناء، لاسيما الغناء العربي الأندلسي بشكل عام، وغناء المالوف بشكل خاص، وفق أسلوب أهل عنابة التي تحتضن عددا معتبرا من أحفاد أهل الأندلس منذ أكثر من 10 قرون. ويحمل الأسلوب العنابي لغناء المالوف في جيناته بصمات الدبلوماسي ورجل الأعمال والفنان الموسيقي الأندلسي/الموريسكي اللاجئ إلى الجزائر في القرن 17 مصطفى القرضناش بن عبد العزيز، المنحدر من بلدة كارديناص (Cardenas) الإسبانية، وبعده الفرجيوي والشيخ الكرد ثم الشيخ حسن العنابي وغيرهم.
وقرر حمدي بناني شابا الانطلاق في مشواره الموسيقي بتشجيع من الفنان الكبير ونجم زمانه الشيخ الكرد، صديق بايات تونس وجليسهم.
بعد استقلال الجزائر، ذاع صيت حمدي بناني تدريجيا وأصبح من أشهر وأكثر فناني البلاد شعبية، متميزا ببدلته البيضاء وآلة الكمان التي اختار لها اللون ذاته، حتى أصبح يُعرف في الوسط الفني والإعلام الدولي بـ: "الملاك الأبيض".
كان حمدي بناني فنانا متميز العزف على الكمان آلتو مثلما تميز أداؤه الصوتي وتفاعله مع جماهيره. وفتح له نبوغه أبواب كبار قاعات الموسيقى والحفلات في أوروبا، لاسيما في دول أوربا الشرقية حيث مثل الموسيقى الجزائرية في العديد منها ولمع بشكل خاص في الاتحاد السوفيتي وفي رومانيا، التي أصبح عدد من مسؤوليها المعجبين من أصدقائه.
من بين أجمل ما غنى بناني في الجزائر وخارجها أغاني المالوف العربي الأندلسي "يا باهي الجمال" و"يا ربي، يا ربي، عيون الحبارة" و"جاني ما جاني، على طرف جناني، خوخ ورمانِ، وسفرجل طايب، جيت نودّعها باباها غايب".
ترك بناني في سجله من الأغاني التي نالت شعبية كبيرة عشرات الأغنيات تَمكن من خلالها من فرض بصمته في العزف والأداء في غناء المالوف المنتشر بين شمال شرق الجزائر وتونس وشمال غرب ليبيا منذ عهد الدولة الحفصية التي احتضنت عشرات آلاف اللاجئين من إشبيلية عند سقوطها في يد الإسبان المسيحيين سنة 1248. وترك بناني ابنا يواصل مسيرته الفنية له مكانته في وسط غناء المالوف الجزائري.
كذلك، ترك حمدي بنانا كتابا عن تاريخ غناء المالوف في مدينة عنابة أصدره في منتصف تسعينيات القرن الماضي تحت إشراف وزارة الثقافة الجزائرية.
في سنة 2004، حظي الفنان الراحل حمدي بناني بتكريم خاص من رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذواق والعارف بكنوز التراث الغنائي الأندلسي وفنانيه.
تشييع حمدي بناني إلى مثواه الأخير يجري بعد ظهر اليوم الاثنين في مقبرة سيدي عيسى بمدينة عنابة.
فارق مغني المالوف الجزائري حمدي بناني الحياة صباح اليوم الاثنين في المستشفى بمدينة ، شمال شرق الجزائر، عن عمر ناهز 77 عاما متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
نُقل الفنان، الذي كان يتمتع في العادة بصحة جيدة، قبل بضعة أيام إلى مستشفى ابن سينا في مدينته، حيث أُدخل إلى غرفة العناية المركّزة إثر ارتفاع غير طبيعي لحرارة جسده. وهناك، ألمّ به الداء ليفارق الحياة خلال الساعات الأولى من صباح الاثنين.
وُلد حمدي بناني في سنة 1943 في مدينة عنابة، في وسط عائلي ومحيط ثقافي حضري عميق الارتباط بالتراث الغنائي الأندلسي وفق أسلوب إشبيلية، الذي يُعرف في بلدان المغرب العربي بـ"المالوف"، أي المألوف. ومن بين أجداده الفنان العنابي الكبير جاب الله، صاحب أغنية "البوغي" الشهيرة، عن الفتاة القسنطينية "نجمة"، التي كلفته حياته بسبب قصة "عشق ممنوع".
وهو مراهق في السادسة عشرة من عمره، كان حمدي بناني ميالا إلى الموسيقى والغناء، لاسيما الغناء العربي الأندلسي بشكل عام، وغناء المالوف بشكل خاص، وفق أسلوب أهل عنابة التي تحتضن عددا معتبرا من أحفاد أهل الأندلس منذ أكثر من 10 قرون. ويحمل الأسلوب العنابي لغناء المالوف في جيناته بصمات الدبلوماسي ورجل الأعمال والفنان الموسيقي الأندلسي/الموريسكي اللاجئ إلى الجزائر في القرن 17 مصطفى القرضناش بن عبد العزيز، المنحدر من بلدة كارديناص (Cardenas) الإسبانية، وبعده الفرجيوي والشيخ الكرد ثم الشيخ حسن العنابي وغيرهم.
وقرر حمدي بناني شابا الانطلاق في مشواره الموسيقي بتشجيع من الفنان الكبير ونجم زمانه الشيخ الكرد، صديق بايات تونس وجليسهم.
بعد استقلال الجزائر، ذاع صيت حمدي بناني تدريجيا وأصبح من أشهر وأكثر فناني البلاد شعبية، متميزا ببدلته البيضاء وآلة الكمان التي اختار لها اللون ذاته، حتى أصبح يُعرف في الوسط الفني والإعلام الدولي بـ: "الملاك الأبيض".
كان حمدي بناني فنانا متميز العزف على الكمان آلتو مثلما تميز أداؤه الصوتي وتفاعله مع جماهيره. وفتح له نبوغه أبواب كبار قاعات الموسيقى والحفلات في أوروبا، لاسيما في دول أوربا الشرقية حيث مثل الموسيقى الجزائرية في العديد منها ولمع بشكل خاص في الاتحاد السوفيتي وفي رومانيا، التي أصبح عدد من مسؤوليها المعجبين من أصدقائه.
من بين أجمل ما غنى بناني في الجزائر وخارجها أغاني المالوف العربي الأندلسي "يا باهي الجمال" و"يا ربي، يا ربي، عيون الحبارة" و"جاني ما جاني، على طرف جناني، خوخ ورمانِ، وسفرجل طايب، جيت نودّعها باباها غايب".
ترك بناني في سجله من الأغاني التي نالت شعبية كبيرة عشرات الأغنيات تَمكن من خلالها من فرض بصمته في العزف والأداء في غناء المالوف المنتشر بين شمال شرق الجزائر وتونس وشمال غرب ليبيا منذ عهد الدولة الحفصية التي احتضنت عشرات آلاف اللاجئين من إشبيلية عند سقوطها في يد الإسبان المسيحيين سنة 1248. وترك بناني ابنا يواصل مسيرته الفنية له مكانته في وسط غناء المالوف الجزائري.
كذلك، ترك حمدي بنانا كتابا عن تاريخ غناء المالوف في مدينة عنابة أصدره في منتصف تسعينيات القرن الماضي تحت إشراف وزارة الثقافة الجزائرية.
في سنة 2004، حظي الفنان الراحل حمدي بناني بتكريم خاص من رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذواق والعارف بكنوز التراث الغنائي الأندلسي وفنانيه.
تشييع حمدي بناني إلى مثواه الأخير يجري بعد ظهر اليوم الاثنين في مقبرة سيدي عيسى بمدينة عنابة.