العربية نت
بعد التحذير الأميركي السري للعراق قبل أيام من أن الولايات المتحدة ستغلق سفارتها في بغداد إذا لم تتحرك الحكومة العراقية لوقف هجمات الميليشيات المدعومة من إيران ضد الأميركيين، نفى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تسلم حكومته تهديداً من الولايات المتحدة بشأن غلق سفارتها في بغداد.
وقال الكاظمي في مقابلة مع وسائل إعلام محلية السبت: "أحسسنا بانزعاج أميركي فيما يتعلق بأمن بعثاتهم الدبلوماسية في العراق، وهذا الانزعاج من حقهم، فهناك من يحاول تعكير صفو العلاقات العراقية مع دول العالم، ويأخذ العراق نحو المجهول تحت عناوين ساذجة".
كما أكد أن "هناك انزعاجاً أميركياً كذلك من الصواريخ العبثية، التي تقع على العراقيين، وآخرها حادثة الرضوانية، حيث راح ضحيتها خمسة من الأطفال والعائلات، وقبلها على أحد البنايات المدنية في مطار بغداد، وبعضها على المنازل".
تبعات كارثية
ولفت الكاظمي إلى أن "العراق بيّن جديته للولايات المتحدة، بشأن إيقاف تلك العمليات، وملاحقة العناصر المتورطة بها"، مضيفاً أن "بقية البعثات العربية والأوروبية أيضاً أبدت قلقها، من تكرار تلك الهجمات".
إلى ذلك أشار إلى أن " تبعات مثل هذا الانسحاب فيما لو حصل ستكون كارثية على العراق، فهناك أزمة اقتصادية، لم تمر بها الدولة العراقية من قبل".
ارتداد جماعي وإحساس شعبي
كما أكد رئيس الوزراء العراقي أن حكومته جاءت إثر ارتداد اجتماعي ونتجت عن إحساس شعبي عام بأن العراق في خطر.
وقال الكاظمي إن "الشعب العراقي شعر بأنه في مشكلة حقيقية، لذلك خرج في هذه مظاهرات، التي لا يمكن أن تمثل مرحلة عابرة في تاريخ العراق، بل هي مرحلة مفصلية، حيث كان هناك إحساس شعبي بأن العراق مهدد، وأن حاضره ومستقبله في خطر، لذلك استقالت الحكومة الماضية، وجاءت هذه الحكومة".
ولفت إلى أن "احتجاجات تشرين هي السبب الأساس في إنتاج تلك الحكومة، وعلينا التوقف عند هذا الحراك، حيث كان هناك إحساس بأزمة حقيقية ليس بين الشعب والحكومة، وإنما بين الشعب والمنظومة السياسية، لذلك قلت في خطابي الأول، إن هذه الحكومة حكومة حل، وليست حكومة أزمات، فهي خيمة لكل العراقيين في هذا الظرف الحساس الخطير".
"تكرار خطأ الماضي"
إلى ذلك شدد على أن بعض الجماعات السياسية ما زالت تفكر بعقلية الماضي وتتناسى أن 60% من الشعب العراقي، هم من فئة الشباب.
وأوضح قائلاً: "الاتهامات لي بدأت منذ أول يوم، ولغاية الآن، وهذا بسبب أن هؤلاء لم يفهموا المعادلة السياسية، فهذه القوى نسيت أن 60% من الشعب العراقي من الشباب وهو ابن التكلنوجيا، وابن العالم، وليس محصوراً بالجغرافية العراقية، بعضهم أراد تكرار خطأ الماضي، ولو أعطيتهم، ما يريدون لكانوا يسبحون بحكومة الكاظمي، ويدافعون عنها، لكن مبادئي ترفض ذلك، لذلك ارتضيت لنفسي عمل حكومة تعمل على حماية الوضع الأمني من الانهيار، والوضع الاقتصادي من الانهيار، وحماية التوازن في العلاقات الخارجية للوصول إلى انتخابات نزيهة مبكرة"، لافتاً: "فضلت رضى نفسي وضميري، ورضى الشارع العراقي".
"لا تصب في مصلحة الشعب العراقي"
يشار إلى أن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، كان بحث مع نظيره الأميركي، مايك بومبيو، العلاقات والروابط الثنائية بين البلدين، والقرار المبدئي للإدارة الأميركية بإغلاق سفارتها في بغداد في اتصال هاتفي الجمعة.
كما أفاد بيان للخارجية العراقية، بأن "فؤاد حسين عبر عن قلق بلاده تجاه هذا القرار رغم كونه قراراً سيادياً يخص الجانب الأميركي، لكنه قد يؤدي إلى نتائج لا تصب في مصلحة الشعب العراقي".
وأكد حسين أن "الحكومة العراقية اتخذت عدداً من الإجراءات الأمنية، التنظيمية، والسياسية، والدبلوماسية، لوقف الهجمات على المنطقة الخضراء والمطار، وسوف تكون هناك نتائج إيجابية ملموسة في القريب العاجل".
إلى ذلك أشار البيان إلى أن "الجانبين ناقشا مختلف الاحتمالات المستقبلية بالنسبة لوضع البعثات الدبلوماسية في بغداد، ووعد الوزير الأميركي بأخذ ما طرح في النقاش بنظر الاعتبار".
من جهته، قال بومبيو إن "العلاقات الأميركية - العراقية مهمة للجانبين".
معضلة كبيرة للكاظمي
يذكر أن بومبيو كان حذر العراق سراً قبل أيام من أن الولايات المتحدة ستغلق سفارتها في بغداد إذا لم تتحرك الحكومة العراقية لوقف هجمات الميليشيات المدعومة من إيران ضد الأميركيين.
ووفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، يخلق هذا الطلب معضلة كبيرة لمصطفى الكاظمي الذي كان حتى الآن مفضلاً لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فرئيس وزراء العراق يريد كبح جماح الميليشيات الموالية لإيران، ولكن ليس بعملية تؤدي إلى كارثة سياسية في بلاده.
كما أوضحت الصحيفة أنه في حال نفذ بومبيو تهديده وأغلق السفارة لحماية الأميركيين، فقد تزعم إيران وحلفاؤها انتصاراً دعائياً كبيراً، غير أن الإغلاق قد يكون أيضاً مقدمة لغارات جوية أميركية مكثفة ضد الميليشيات، فالعراق هو المكان الذي يمكن أن تنفجر فيه المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران في الأسابيع القليلة المقبلة، مما يخلق "مفاجأة أكتوبر" قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأضافت: "بدورها، كانت إيران حذرة بشأن استفزاز إدارة ترمب بشكل مباشر في موسم الحملة الانتخابية، مفضلة العمل في ساحة المعركة العراقية التي يمكن إنكارها. وجعل بومبيو الآن تلك الحملة السرية أكثر صعوبة، وهو ما يزيد من إمكانية نشوب صراع مفتوح، وتشكل المواجهة مخاطر محتملة في كل اتجاه".
{{ article.visit_count }}
بعد التحذير الأميركي السري للعراق قبل أيام من أن الولايات المتحدة ستغلق سفارتها في بغداد إذا لم تتحرك الحكومة العراقية لوقف هجمات الميليشيات المدعومة من إيران ضد الأميركيين، نفى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تسلم حكومته تهديداً من الولايات المتحدة بشأن غلق سفارتها في بغداد.
وقال الكاظمي في مقابلة مع وسائل إعلام محلية السبت: "أحسسنا بانزعاج أميركي فيما يتعلق بأمن بعثاتهم الدبلوماسية في العراق، وهذا الانزعاج من حقهم، فهناك من يحاول تعكير صفو العلاقات العراقية مع دول العالم، ويأخذ العراق نحو المجهول تحت عناوين ساذجة".
كما أكد أن "هناك انزعاجاً أميركياً كذلك من الصواريخ العبثية، التي تقع على العراقيين، وآخرها حادثة الرضوانية، حيث راح ضحيتها خمسة من الأطفال والعائلات، وقبلها على أحد البنايات المدنية في مطار بغداد، وبعضها على المنازل".
تبعات كارثية
ولفت الكاظمي إلى أن "العراق بيّن جديته للولايات المتحدة، بشأن إيقاف تلك العمليات، وملاحقة العناصر المتورطة بها"، مضيفاً أن "بقية البعثات العربية والأوروبية أيضاً أبدت قلقها، من تكرار تلك الهجمات".
إلى ذلك أشار إلى أن " تبعات مثل هذا الانسحاب فيما لو حصل ستكون كارثية على العراق، فهناك أزمة اقتصادية، لم تمر بها الدولة العراقية من قبل".
ارتداد جماعي وإحساس شعبي
كما أكد رئيس الوزراء العراقي أن حكومته جاءت إثر ارتداد اجتماعي ونتجت عن إحساس شعبي عام بأن العراق في خطر.
وقال الكاظمي إن "الشعب العراقي شعر بأنه في مشكلة حقيقية، لذلك خرج في هذه مظاهرات، التي لا يمكن أن تمثل مرحلة عابرة في تاريخ العراق، بل هي مرحلة مفصلية، حيث كان هناك إحساس شعبي بأن العراق مهدد، وأن حاضره ومستقبله في خطر، لذلك استقالت الحكومة الماضية، وجاءت هذه الحكومة".
ولفت إلى أن "احتجاجات تشرين هي السبب الأساس في إنتاج تلك الحكومة، وعلينا التوقف عند هذا الحراك، حيث كان هناك إحساس بأزمة حقيقية ليس بين الشعب والحكومة، وإنما بين الشعب والمنظومة السياسية، لذلك قلت في خطابي الأول، إن هذه الحكومة حكومة حل، وليست حكومة أزمات، فهي خيمة لكل العراقيين في هذا الظرف الحساس الخطير".
"تكرار خطأ الماضي"
إلى ذلك شدد على أن بعض الجماعات السياسية ما زالت تفكر بعقلية الماضي وتتناسى أن 60% من الشعب العراقي، هم من فئة الشباب.
وأوضح قائلاً: "الاتهامات لي بدأت منذ أول يوم، ولغاية الآن، وهذا بسبب أن هؤلاء لم يفهموا المعادلة السياسية، فهذه القوى نسيت أن 60% من الشعب العراقي من الشباب وهو ابن التكلنوجيا، وابن العالم، وليس محصوراً بالجغرافية العراقية، بعضهم أراد تكرار خطأ الماضي، ولو أعطيتهم، ما يريدون لكانوا يسبحون بحكومة الكاظمي، ويدافعون عنها، لكن مبادئي ترفض ذلك، لذلك ارتضيت لنفسي عمل حكومة تعمل على حماية الوضع الأمني من الانهيار، والوضع الاقتصادي من الانهيار، وحماية التوازن في العلاقات الخارجية للوصول إلى انتخابات نزيهة مبكرة"، لافتاً: "فضلت رضى نفسي وضميري، ورضى الشارع العراقي".
"لا تصب في مصلحة الشعب العراقي"
يشار إلى أن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، كان بحث مع نظيره الأميركي، مايك بومبيو، العلاقات والروابط الثنائية بين البلدين، والقرار المبدئي للإدارة الأميركية بإغلاق سفارتها في بغداد في اتصال هاتفي الجمعة.
كما أفاد بيان للخارجية العراقية، بأن "فؤاد حسين عبر عن قلق بلاده تجاه هذا القرار رغم كونه قراراً سيادياً يخص الجانب الأميركي، لكنه قد يؤدي إلى نتائج لا تصب في مصلحة الشعب العراقي".
وأكد حسين أن "الحكومة العراقية اتخذت عدداً من الإجراءات الأمنية، التنظيمية، والسياسية، والدبلوماسية، لوقف الهجمات على المنطقة الخضراء والمطار، وسوف تكون هناك نتائج إيجابية ملموسة في القريب العاجل".
إلى ذلك أشار البيان إلى أن "الجانبين ناقشا مختلف الاحتمالات المستقبلية بالنسبة لوضع البعثات الدبلوماسية في بغداد، ووعد الوزير الأميركي بأخذ ما طرح في النقاش بنظر الاعتبار".
من جهته، قال بومبيو إن "العلاقات الأميركية - العراقية مهمة للجانبين".
معضلة كبيرة للكاظمي
يذكر أن بومبيو كان حذر العراق سراً قبل أيام من أن الولايات المتحدة ستغلق سفارتها في بغداد إذا لم تتحرك الحكومة العراقية لوقف هجمات الميليشيات المدعومة من إيران ضد الأميركيين.
ووفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، يخلق هذا الطلب معضلة كبيرة لمصطفى الكاظمي الذي كان حتى الآن مفضلاً لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فرئيس وزراء العراق يريد كبح جماح الميليشيات الموالية لإيران، ولكن ليس بعملية تؤدي إلى كارثة سياسية في بلاده.
كما أوضحت الصحيفة أنه في حال نفذ بومبيو تهديده وأغلق السفارة لحماية الأميركيين، فقد تزعم إيران وحلفاؤها انتصاراً دعائياً كبيراً، غير أن الإغلاق قد يكون أيضاً مقدمة لغارات جوية أميركية مكثفة ضد الميليشيات، فالعراق هو المكان الذي يمكن أن تنفجر فيه المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران في الأسابيع القليلة المقبلة، مما يخلق "مفاجأة أكتوبر" قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأضافت: "بدورها، كانت إيران حذرة بشأن استفزاز إدارة ترمب بشكل مباشر في موسم الحملة الانتخابية، مفضلة العمل في ساحة المعركة العراقية التي يمكن إنكارها. وجعل بومبيو الآن تلك الحملة السرية أكثر صعوبة، وهو ما يزيد من إمكانية نشوب صراع مفتوح، وتشكل المواجهة مخاطر محتملة في كل اتجاه".