العربية.نت قبل أيام، أعلن وسينيله هونيجناو، رئيس هيئة الطيران المدني الإثيوبية، أن بلاده قررت حظر الطيران فوق سد النهضة.وذكر أنه تقرر حظر مرور جميع رحلات الطيران لتأمين السد، لذلك كان السؤال، ممن تتخوف إثيوبيا حتى تقرر ذلك؟ وهل الهدف من القرار هو تأمين السد الذي مازالت المفاوضات جارية بشأنه بينها من جهة وبين مصر والسودان من جهة أخرى؟ويؤكد خبراء مصريون أن الخطوة طبيعية، وتعد حقا أصيلا لإثيوبيا، لكنها قد تعبر عن مخاوف لديها من إمكانية تصوير ما يجري هناك، وتحسباً لأي خطوة قد تستهدف السد وتراها في غير مصلحتها.ويؤكد الدكتور محمد نصر علام، وزير الري المصري الأسبق لـ"العربية.نت" أن إعلان فشل مفاوضات سد النهضة رسمياً في 28 أغسطس الماضي، وتمسك كل طرف من الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا بمطالبه، ربما يكون وراء قرار إثيوبيا بحظر الطيران خشية تصوير ما يجري فيه، وهو ما قد يكشف ألاعيبها ويدعم موقف مصر والسودان، مؤكداً أن المفاوضات مازالت تعاني الجمود، ولا يوجد ما يشير لبارقة أمل في انفراجه قريبة.ويقول إنه وبحكم منصبه كوزير سابق للري في مصر فقد تعامل مع الأثيوبيين وأدرك طبيعة ما يفعلونه، فقد كان لهم دور في محاولة إقناع دول حوض النيل بالتوقيع على "اتفاقية عنتيبي" لتقاسم المياه، وهو ما رفضته مصر، مشيرا إلى أن تلك الاتفاقية كانت بداية أزمة سد النهضة، حيث كان الاتفاق قبلها يقضي بتقاسم مياه النيل الذي قد وُقِع عام 1929 بين مصر وبريطانيا وتمت مراجعته عام 1959، ولكن حاولت إثيوبيا إلغاءه وإعادة تقسيم الحصص من جديد، ولذلك رفضت مصر التوقيع على الاتفاقية بسبب بعض الخلافات حول حصتها من المياه ومفهوم الأمن المائي والإخطار المسبق لإنشاء السدود.وأضاف أن قرار إثيوبيا بحظر الطيران يندرج ضمن محاولاتها المستميتة لخلق حالة ضبابية حول موقفها من مفاوضات سد النهضة، مؤكداً أن الأزمة لن تحل إلا بضغوط دولية كبيرة أو اللجوء لمجلس الأمن.من جانبه قال اللواء دكتور طيار هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، لـ"العربية.نت"، إن حظر الطيران قرار سيادي وحق أصيل لكل دولة، ومن حقها وفقا لأعمال السيادة تنظيم حركة الطيران فوق أراضيها، أو حظر الطيران فوق بعض الأماكن، وهذه الأماكن قد تكون ذات حساسية خاصة أو منشآت عالية القيمة، أو مواقع عسكرية خاصة للدولة.وأضاف أن حظر الطيران فوق السد الإثيوبي لا يعني أن أديس أبابا تمارس عملا عدائيا ضد مصر، فهذا حقها في أن تحمي سدودها وتقوم بتأمينها، مشيرا إلى أن ذلك لا يمس مفاوضات سد النهضة ولا توجد علاقة بينهما.وذكر أن مصر وعلى لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي أكدت أكثر من مرة أنها ترغب في حل الأزمة سلميا وعبر التفاوض والحوار للوصول لاتفاق ملزم وقانوني يحفظ حقوق كل الدول الثلاث، وبالتالي فالخوف من عمل عدائي ضد أثيوبيا ليس له وجود.يُشار إلى أن مصر كانت قد أعلنت سابقا فشل التوصل لصيغة مشتركة حول سد النهضة، وذلك عقب انتهاء آخر جولات التفاوض التي دعا إليها الاتحاد الإفريقي في 28 أغسطس الماضي بسبب التعنت الإثيوبي وتجمد الموقف من وقتها وحتى الآن.