العربية نت
قال مراقبون إن التحركات الدبلوماسية المكثّفة والزيارات اللافتة التي يقوم بها مسؤولو حكومة الوفاق وقيادات تنظيم الإخوان في ليبيا إلى كل من تركيا وقطر تندرج في إطار ترتيب هاتين الدولتين للمرحلة المقبلة، ومساعيهما لضمان حصّة في السلطة القادمة تتيح لهما استكمال مشروعهما في المنطقة، وذلك عبر أدواتهما وحلفائهما في ليبيا.

والأحد، وصل رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، إلى الدوحة حيث التقى بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وبمسؤولين قطريين آخرين. وجاء هذا بعد أيام من زيارة مماثلة قام بها وزيرا الداخلية والخارجية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا ومحمد سيّالة، وقعا خلالها اتفاقية أمنية مريبة مع قطر. كما تأتي زيارة المشري لقطر بعد ساعات من وصول رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج إلى طرابلس قادماً من تركيا.

وتأتي هذه التحركات، بالتزامن مع حراك مكثّف تقوده الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة بين الفرقاء الليبيين، تنتهي بتجميعهم في سلطة واحدة تتولى إدارة العملية الانتقالية في ليبيا حتى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الليبي، علي التكبالي، إن هذه الزيارات التي يقوم بها مسؤولو حكومة الوفاق والقيادات الإخوانية إلى كل من تركيا وقطر، هي "للتشاور مع القطريين والأتراك عن كيفية إجهاض الحل السياسي الذي لا يأتي في صالحهم ولا يرعى مصالحهم"، مضيفاً أن هؤلاء "يريدون حلاً سياسياً على مقاسهم لا يصادر منهم زمام المبادرة ولا يغير من الواقع شيئاً، ولا يربك مخططاتهم المشتركة في ليبيا وفي المنطقة".

وأضاف التكبالي، في تصريح لـ"العربية.نت"، أنه "في الوقت الذي يسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد صيغ للتفاهم بين الليبيين والتوصل إلى حلّ للأزمة، ينشغل مسؤولو حكومة الوفاق وتنظيم الإخوان في ليبيا بزيارات متبادلة بين تركيا وقطر، لتلقي الأوامر والاتفاق على قرار وهدف موّحد بين تركيا وقطر، لتحقيقه في الحوار السياسي المرتقب في تونس".

من جانبه، رأى المحلل السياسي محمد الرعيش، أن تسارع التحركات التركية والقطرية على الساحة الليبية قبل انطلاق الحوار السياسي الذي سيحدد شكل السلطة المقبلة في ليبيا، "يعكس مخاوف جديّة لدى الدولتين من تحجيم دورهما في خارطة الطريق القادمة، وبالتالي فهما تقودان منذ الآن جهوداً من أجل إعادة التموضع عن طريق ضمان مقاعد لحلفائهما في ليبيا ومحاولة الاستحواذ على مفاصل السلطة للاستمرار في إدارة المشهد في طرابلس".

وفي حال سقوط خطط تركيا وقطر وعدم حصولهما على ما تريدان من عملية التسوية السياسية في ليبيا، لا يستبعد الرعيش، تدخل الدولتين "لتفجير الوضع العسكري في ليبيا مرة أخرى عن طريق الميليشيات المسلحة الموالية لهما، والتي أعلنت رفضها لأيّ تفاهمات وتسويات تنبثق عن الحوارين العسكري والسياسي"، على غرار قائد ميليشيا "لواء الصمود" صلاح بادي الذي أعلن تمسكه بالسلاح كحلّ للأزمة الليبية واستعداده للعودة إلى القتال، وميليشيات أخرى تابعة لما يعرف بـ"بركان الغضب" رفضت الالتزام بأي مخرجات واتفاقيات قادمة لا تضمن لها مصالحها.