كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن وثائق عسكرية أمريكية رفعت عنها السرية مؤخرًا ترجح أن الخليفة الجديد المزعوم لداعش، أمير محمد سعيد عبدالرحمن المولى، خان عشرات من أعضاء التنظيم خلال استجوابه بسجن مخيم بوكا الذي تديره الولايات المتحدة جنوبي العراق عام 2008.

وطبقًا للمجلة الأمريكية، تمثل التقارير التي نشرها مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية "وست بوينت" في سبتمبر الماضي، نكبة بالنسبة للرجل الذي سيصبح "الخليفة" التنظيم في توقيت يعاني فيه الأخير من ضعف كبير.

ومن بين 66 تقريرًا تتعلق بعمليات استجواب المولى التي أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية، جرى الإفراج عن ثلاثة فقط، ما يحد من التحليل الكامل للمولى، الذي حصل على الاسم الحركي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.

المجلة قالت إن المولى عمل مخبرًا أثناء فترة احتجازه من جانب القوات العسكرية الأمريكية في العراق.

وأشارت إلى أنه حال كانت التقارير التي تشير للمولى باعتباره الخليفة دقيقة؛ فهذا يعني أن من يقود داعش الآن هو رجل خائن ومنافق، إذ خان العشرات من أعضاء التنظيم، بينهم قادة بارزون يشغلون مناصب دينية عليا وإدارية وعسكرية في الموصل العراقية، بتقديم معلومات تفصيلية عنهم، تصل حد مواصفاتهم البدنية وأرقام هواتفهم.

وفي الفترة من 2008 حتى 2009، دمرت عمليات مكافحة الإرهاب في الموصل، بقيادة واشنطن، تنظيم داعش، ويبدو أن مولى كشف عن كثيرين منهم في يناير من 2008.

وأشارت التقارير إلى أن 11 من بين 20 شخصًا ظهروا خلال إفادات مولى كانوا حقيقيين، إذ أن كثيرين منهم واجهوا لاحقًا السجن أو الموت.

وفي سبتمبر الماضي، أوردت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ما قاله المولى خلال استجوابه، واستعداد الرجل الذي يقود داعش الآن للوشاية بزملائه المقاتلين لدى العدو.

وجاء بإحدى الوثائق، بحسب ما نقلت الصحيفة ما قاله المولى: "عرض المحققون علي 6 صفحات تحوي 20 صورة، أعطيتهم المعلومات اللازمة".

كما شملت الوثيقة صورا للمشتبه بهم ومعلومات مستفيضة عن دورهم في القاعدة، والأمور التي تورطوا فيها، ومعاونيهم وأسرهم.

وفي جزء آخر، قال: "خلال الفترة التي عملت فيها لتنظيم داعش، علمت بشأن هذه الأنشطة: الإعدامات، والاغتيالات، والاختطاف، والفدية".