بعد أيام من الخطف والتعذيب، ملأت صور الناشطة العراقية، انتصار ناهي، حسابات العراقيين على وسائل التواصل، على مدى الساعات الماضية.

فمسعفة ساحة التحرير أطلت مساء أمس الخميس، لتفضح ما تعرضت له خلال الخطف. وفي مقابلة تلفزيونية أكدت انتصار أن خاطفيها عذبوها، وثقبوا جسدها بمثقاب كهربائي، كما أكدت أنها تعرضت لتعذيب بالكهرباء في رأسها، وجسدها.

إلى ذلك، كشفت عن خضوعها لعمليات ترهيب بغية الضغط عليها من أجل تصوير فيديو تعترف فيه بأنها تابعة للسفارة الأميركية، وتقبض أموالاً من أجل الاحتجاج، أو أنها تابعة لحزب البعث.

يشار إلى أن الناشطة البارزة في الاحتجاجات الشعبية نقلت بعد إطلاقها إلى مستشفى اليرموك في بغداد، حيث وثق ناشطون ظهور آثار تعذيب على أنحاء جسدها.

أتى ذلك بعد أن أقدم مسلحون ملثمون على خطفها من وسط بغداد، واعتقالها لأيام في مكان مجهول ثم إطلاق سراحها، في رسالة ترهيب واضحة.

يذكر أن عمليات الخطف تكررت في العراق على مدى الأشهر الماضية، وطالت العديد من الناشطين والصحافيين المشاركين في احتجاجات "تشرين"، كما قضى العشرات برصاص كواتم الصوت منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في البلاد في أكتوبر من العام الماضي.

وعلى الرغم من أن العديد من عمليات الخطف، سجلتها كاميرات مراقبة، إلا أن السلطات الأمنية لم تتمكن من توقيف أو محاسبة أحد حتى الآن.

ومنذ توليه سدة الحكم، وعد رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، بحماية المحتجين ومحاسبة القتلة والخاطفين، إلا أن كل تلك الوعود بقيت حتى الساعة مجرد حبر على ورق.

يشار إلى أن أكثر من 600 متظاهر قتلوا في الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي عمت العديد من محافظات البلاد منذ العام الماضي برصاص الأمن وبعض المسلحين المجهولين، فيما يتهم الناشطون الفصائل الموالية لإيران، ومسلحي الصدر أيضاً بمسؤوليتهم عن تلك الانتهاكات والجرائم.