أكد خبراء سياسيون وعسكريون يمنيون أن الهجوم على مطار أبها السعودي، يشير إلى مستوى خطير من الإرهاب المزدوج للحوثيين بإيعاز إيراني.وكثفت مليشيا الحوثي منذ إعلان الإدارة الأمريكية نيتها التراجع عن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، هجماتها في أنحاء يمنية متفرقة، وأخرى استهدفت الأعيان المدنية في السعودية، وسط إدانات عربية وإقليمية ودولية واسعة النطاق.وسجلت حكومة اليمن ارتكاب مليشيات الحوثي نحو 12 اعتداء بواسطة الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على مدينة مأرب فقط منذ الأحد الماضي، فيما أكد تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، الأربعاء، أن استهداف مطار أبها السعودي تم تنفيذه بطائرة مسيرة مستنسخة من "أبابيل تي" وهي إيرانية الصنع.وأثار الهجوم على مطار أبها استهجان غير مسبوق في الشارع اليمني، واعتبره نشطاء تكرارا لاستهداف مطار عدن قبل نحو 40 يوما، وهو الهجوم الدامي الذي تصدر أروقة مجلس الأمن الدولي لدى انعقاده في يناير الماضي بشأن الأزمة اليمنية.ويرى خبراء يمنيون في المجال العسكري والسياسي، أن تصعيد مليشيات الحوثي لعملياتها الإرهابية في الداخل أو صوب السعودية، وتحديدا استهداف المنشآت المدنية، تهدف للضغط بالإنابة عن رعاتها في طهران وبإشراف من ضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو بصنعاء، على الولايات التحالف والولايات المتحدة.ويعتقد الخبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن التمادي الحوثي في ارتكاب الإرهاب المزدوج ضد الأعيان المدنية وتخريب العملية السياسية، يستهدف في أحد رسائله، حمل التحالف العربي للرد جويا لتستغل ذلك طهران لابتزاز العالم كرهان ضمن ملفها النووي.ويرى متحدث المقاومة اليمنية الوطنية عميد ركن صادق دويد، أن تصعيد المليشيات الحوثية لعملياتها الحربية في مأرب واستهداف مطار أبها الدولي، يؤكد طبيعتها الإرهابية وعدم قدرتها على التعايش مع أي دعوات سلام.وقال المسؤول العسكري اليمني في تدوينة على "تويتر"، إن مليشيات الحوثي الانقلابية تكافئ الذين احتجوا على القرار الأمريكي بتصنيفها كمنظمة إرهابية، وتبعث برسائل ضغط جديدة نيابة عن أسيادها في طهران.بدوره، أكد السياسي ورئيس تحرير صحيفة اليمن اليوم عبدالله الحضرمي، أن ‏قصف مطار أبها المدني محاولة حوثية جديدة لإثبات فداحة الخطوة التي ينوي الرئيس الأمريكي بايدن اتخاذها برفعهم من على قائمة التصنيف كمنظمة إرهابية.وأضاف السياسي اليمني في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن استهداف مليشيات الحوثي لمطار أبها تظهر مدى احتقارها للسلام، وأنه من المستحيل فصل المتمردين عن الملف النووي وأنهم شوكة إيرانية لا تعقل ولا تضع لليمن وزنا في حساباتها السياسية.وأكد الحضرمي أنه بجانب كون استهداف مطار أبها عملاً ارهابياً يماثل الهجوم على مطار عدن، غير أنه الهجوم على مطار سعودي يعد محاولة لاستدعاء رد التحالف في صنعاء، والرهان على استخدام المدنيين دروع بشرية تستطيع من خلاله تأجيج الإدارة الأمريكية.واعتبر هذا التحرك إرهابا مزدوجا ينتهك حظر استهداف الأعيان المدنية المحمية بالقانون الدولي الإنساني، بالإضافة إلى كون أحد أهدافه المركزية إحباط كل خطوة نحو السلام.وبحسب الحضرمي فإن المليشيا لا تريد السلام، لأنه لن يمنحهم السلطة المطلقة، وسوف يتحولون إلى مجرد شركاء، كما أنه سوف يغلق مصدر ثرائهم المهول بما فيه السوق السوداء.ولم يبدي الخبير العسكري اليمني العميد ثابت حسين صالح، اندهاشه من إقرار الحوثي باستهداف مطار أبها، وقال إن ما يسمى بسفير إيران في صنعاء وكل قيادات الحوثيين سبق واعترفوا بهجمات مماثلة، وأكدوا أنهم سوف يستهدفون المطارات والأهداف المدنية.وأكد الخبير اليمني في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الحوثيون ووراءهم إيران، يعتمدوا بشكل أساسي على استهداف المطارات والمنشآت المدنية، وهذا ما حدث في مطار عدن، غير أن الخطر الرئيس والفعلي يأتي من إيران فيما المليشيات ليست إلا جزء من مشروع ولاية الفقيه.وأضاف "صالح"، أن الإرهاب الحوثي الإيراني يستهدف دائما الأعيان المدنية ويعمل على زعزعة أمن واستقرار المنطقة برمتها، وليس فقط السعودية، فيما يتم التركيز على المملكة باعتبارها سدا منيعا أمام التوسع الإيراني في اليمن والمنطقة.وأشار الخبير العسكري اليمني الى أن مليشيا الحوثي لولا الدعم الإيراني، لما استطاعوا أن يتمادوا في عدوانهم على الداخل اليمني.وذكر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الإدارة الأمريكية معنية بدرجة رئيسية بوضع حد لهذا الإرهاب الحوثي الإيراني الذي يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، ويشكل تهديدا مباشرا على مصادر الطاقة المهمة بالنسبة للمجتمع الدولي، وعليها يتوقف استقرار المنطقة والعالم بشكل عام.ويعتقد الخبير العسكري أن توجه الضربة والجهد الدبلوماسي والسياسي يكون باتجاه مصدر دعم الحوثيين وجهدهم الحربي لتدمير منصات وقواعد وتجهيزات الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف السعودية والمدن اليمنية.وطالب صالح المجتمع الدولي بدعم القوى المناهضة للحوثي وفي مقدمتها المقاومة اليمنية جنوبا والتي أفشلت مشروع فارس باليمن، محذرا من سوابق إيرانية كثيرة في الأعمال الارهابية وهي "أساسا تقوم على النشاطات الإرهابية لتمرير أهدافها"، حد تعبيره.