الحرةوصلت، السبت، إلى لبنان الدفعة الأولى من لقاح "فايزر" المضاد لفيروس كورونا المستجد، استعداد لإطلاق عملية التطعيم التي تستهدف المستفيدين من الفئة الأولى، وهم الأطقم الطبية التي تتعامل مع كورونا وكبار السن.

ومن المتوقع أن تبدأ حملة التطعيم، غدا الأحد، في إطار مساعي السلطات المختصة الوصول إلى نسبة 80% من المناعة المجتمعية، وذلك رغم الإقبال الخجول على التسجيل لتلقي الجرعة الأولى.

وأرجع نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف سبب قلة الإقبال إلى "نقص الوعي، إضافةً إلى الشائعات والأخبار غير العلمية المتداول بها، ما خلق بلبلة وأدّى إلى حال ضياع وخوف في صفوف المواطنين وجعلهم مترددين في كيفية التصرف"، مؤكدا في الوقت أن العدد سيكون كبيرا في نهاية الأمر.

أما رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا، عبد الرحمن البزري، فقد أكّد أن لا مشكلة لناحية تخزين اللقاح لأن المبردات متوافرة في المراكز المحددة، منوها إلى ضرورة استخدامها خلال 5 أيام من تاريخ نقلها إلى المستشفيات، مردفا: ولا اعتقد أنه سيبقى لهذه الفترة في أي براد قبل استخدامه".

وأشار إلى أن "النقابة نشرت بيانات عدّة وكررت مراراً في تصريحات أن الأبحاث العلمية كذلك التجارب في البلدان التي لقّحت شعوبها أكّدت أن نسبة ظهور المضاعفات والوفيات والحالات التي بحاجة إلى دخول مستشفى تراجعت كثيراً مع حملات التلقيح، وإذا لم نقم بأي خطوة في اتّجاه تطعيم اللبنانيين سنستمر في تسجيل مضاعفات ووفيات وحالات بحاجة إلى مستشفى بنسب كبيرة".

وإذ لفت أبو شرف إلى أن "لا نختبر اللقاح في لبنان، لأن هذا سبق وحصل، بل دخلنا مرحلة الحل الوحيد المتوافر القادر على توفير مناعة تفوق نسبتها 90%. تبعاً للتجارب الطبية السابقة مع إطلاق لقاحات جديدة، وبات معروفاً أن السلبيات تظهر في الفترة الأولى من التلقيح ونادراً جدّاً ما تكون على المدى الطويل. ومختلف اللقاحات المتعارف عليها لها سلبيات في البداية إلا أنها نادرة جدًا، وتبقى الإيجابيات أكثر بأضعاف".

وشدد على أن "لا خيار لنا سوى اللقاح في ظلّ الارتفاع الكبير في عدد الوفيات والإصابات وتوقف العجلة الاقتصادية، وإلا علينا الانتظار 4 سنوات قبل العودة إلى الحياة الطبيعية، فهل يمكننا ذلك؟".

وأوضح أن "البلبلة خلقها بعض من صرّح على قنوات تلفزيونية وتحدّث سلباً عن اللقاح من غير المختصين أو معلوماتهم منتقصة أو مجتزأة. من هنا، تنظّم النقابة مؤتمراً صحافياً للإضاءة على الموضوع وحثّ وسائل الإعلام على تجنّب فتح المجال أمام أي كان للحديث عن أمور طبية، وضروري التعاون بين الإعلام ونقابة الأطباء ووزارة الصحة ولجنة اللقاح لإيصال المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب".

وختم "اللجنة تؤكّد جهوزية كلّ التفاصيل وتنظيمها، مع تحديد الوقت والمكان لكلّ من سيتلقى الجرعة الأولى، وتبقى العبرة في التنفيذ".