تلفزيون الشرق
رفض مسؤول عسكري سوداني رفيع لـ"الشرق"، التصريحات التي أطلقها الناطق الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي السبت، والتي ربطت بين قبول وساطة دولة جنوب السودان، وانسحاب الجيش السوداني من الأراضي التي "احتلها"، وفق تعبيره.

ولفت المسؤول العسكري الذي رفض الكشف عن اسمه، إلى أن "الخطاب الإثيوبي يناقض نفسه، خصوصاً عند الحديث عن عدم وجود اتفاقيات خاصة بالحدود، ومن ثم الاستناد لاتفاقية 1972".

وشدد على "ضرورة اعتراف الجانب الإثيوبي باتفاقيات الحدود الموقعة مع السودان أولاً، ومن ثم الحديث عن أوضاع المزارعين الإثيوبيين داخل منطقة الفشقة التي تعتبرها الخرطوم أرضاً سودانية".

وأضاف، أن "القوات السودانية، رصدت في الأيام الماضية، حالات تسلل كثيفة لمزارعية إثيوبيين إلى هذه المنطقة بهدف حصد محاصيلهم"، مشدداً على أنه "لن نسمح بتكرار السيناريو مرة أخرى".

التصريحات الإثيوبية

وكان مفتي طالب الحكومة السودانية في اتصال افتراضي مع وسائل إعلام محلية وإقليمية في جنوب السودان، بـ"وقف نهب وتهجير المواطنين الإثيوبيين، وهو ما بدأ في السادس من نوفمبر عندما كانت الحكومة مشغولة بتطبيق القانون في إقليم تيغراي"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية.

وأكد دينا، أن "القتال المستمر الذي يقوم به الجيش السوداني ضد إثيوبيا لن يفيد شعب السودان، ولن يعكس العلاقات الطويلة التي كانت قائمة بين الشعبين"، معرباً عن تقديره لكل من عرض الوساطة بين البلدين"، مشيراً إلى أن "البلدين يمكنهما حل النزاع ودياً من خلال الآليات القائمة، بمجرد إخلاء الجيش السوداني المنطقة التي احتلها بالقوة"، مطالباً الحكومة السودانية، بـ"احترام القوانين الدولية، والالتزام باتفاقية 1972".

وتشهد الحدود السودانية الإثيوبية، منذ أشهر، اشتباكات في منطقة الفشقة الصغرى "جميزة"، بعد أن أعاد الجيش السوداني نشر قواته في مناطق الفشقة، ليستعيد نحو 90% من أراضٍ زراعية شاسعة، كان يستغلها مزارعون إثيوبيون تحت حماية عناصر مسلحة، ويعتبرها السودان جزءاً من أراضيه.