كشف رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، اليوم السبت، تفاصيل جديدة حول واقعة جنوح السفينة العملاقة التي تسببت في توقف حركة الملاحة ولاقت اهتماما دوليا، مشيراً إلى أنه ”لا يستطيع تحديد مدة للانتهاء من عملية تعويم السفينة الجانحة“ في المجرى الملاحي.

ولا تزال السلطات المصرية تعمل على تعويم سفينة الحاويات الضخمة العالقة في القناة، لليوم الخامس على التوالي، والتي تسببت بتعطل حركة الملاحة، وخسائر بمليارات الدولارات.

وأوضح ربيع، خلال مؤتمر صحفي أن ”السفينة البنمية الجانحة عبرت قناة السويس من قبل، وليست المرة الأولى، والسفينة التي مرت قبلها كانت أكبر منها“.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية عرضت المساعدة في الاستشارات والمعدات في عملية تعويم السفينة الجانحة، وسيجري طلبها في الوقت المناسب.

ونوه بأن السفن المتوقفة في المجرى الملاحي حاليًا، يوجد على متنها ماشية، وجرى توفير الاحتياجات اللازمة لها، مضيفا: ”نأمل تجنب اللجوء إلى تخفيف حمولة السفينة الجانحة“.

وذكر أن ”الخطأ الفني أو البشري قد يكون السبب وراء جنوح السفينة البنمية في قناة السويس“، متابعا: ”لدينا سيناريوهات بديلة حال تعثر تعويم السفينة“.

وأكد أن ”الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتابع يوميا ما يحدث لتعويم السفينة، وأجهزة الدولة كلها تتابع الحادث، ولا يمكن إخفاء أي شيء يتعلق به“، لافتا إلى كشف الأسباب كاملة التي أدت لجنوح السفينة بعد انتهاء التحقيقات.

ونوه بأنه سيجرى أيضًا ”بحث الغرامات المالية التي سيتم فرضها بعد الانتهاء من عملية التعويم للسفينة“، مؤكدًا: ”ممر القناة آمن، ولن نفقد عملاءنا بسبب الحادث“.

وفي سياق آخر، كشف رئيس هيئة قناة السويس، حقيقة الصورة المتداولة لكراكة صغيرة تعمل في سبيل تعويم السفينة الجانحة، والتي أثارت حالة من الجدل والسخرية خلال الأيام الماضية.

وأوضح ربيع، أن ”الصورة المتداولة ليست من ضمن أعمال تكريك، إنما كان يتم إصلاح البنك حتى لا ينهار، وفي الوقت ذاته كانت القاطرات تقوم بعملها من المقدمة وخلف السفينة الجانحة“.

ولفت إلى أن ”السفينة الجانحة اخترقت بمقدمتها البنك الخاص بالرصيف“، موضحا أن ”هذا البنك يحتاج إلى إصلاحات من الخارج“.

وبيّن أن الأعماق في منتصف قناة السويس تصل إلى حوالي 120 مترًا، لكن على الأجناب 5 أمتار، مشير إلى أن العمل مستمر لمدة 22 ساعة على مدار اليوم بسبب المد والجزر والتيار في قناة السويس.

وذكر أنه جرى زيادة عدد القاطرات التي تعمل على تعويم السفينة إلى 14 قاطرة، مؤكدًا أن التعامل مع حادث جنوح السفينة في مجرى قناة السويس ليس سهلًا على الإطلاق، وأسباب الجنوح مركبة وليس الطقس فقط.

وأوضح أن السفينة طولها 400 متر، وعرضها 59 مترا، وتحمل 13400 حاوية، ما صعب التعامل مع الحادث، منوها بأن هناك غرفة عمليات مشكلة للتعامل مع جنوح السفينة.

وأكد أن عملية التكريك مهمة لمحاولة تعويم السفينة الجانحة، وعقبها بدأت رفاصات السفينة الجانحة في العمل مساء أمس، وتم تشغيل دفتيها في الاتجاه اليمين واليسار، وبدأت في التجاوب مع عملية التعويم.

وكانت هيئة قناة السويس، أعلنت أنها أوقفت حركة الملاحة في القناة مؤقتا، بينما تستمر منذ أيام جهود تعويم السفينة.

وقالت الهيئة في بيان صدر عنها، إن ”276 سفينة تنتظر العبور، منها 127 سفينة في مرسى السويس، و42 راسية في بحيرات الإسماعيلية، و107 في مرسى بورسعيد الخارجي“.

من جانبه، أعرب المدير التنفيذي لمجموعة مجموعة "رويال بوسكاليس"، الشركة الأم للشركة الهولندية المكلفة المساعدة في عملية التعويم، عن أمله في إنقاذ السفينة "مطلع الأسبوع المقبل".

وقال بيتر بيردوفسكي إنه "مع السفن التي ستكون في الموقع بحلول ذلك الوقت، والتربة التي تمكنا من جرفها والمد المرتفع، نأمل في أن يكون هذا كافياً لنكون قادرين على تحرير السفينة في وقت مبكر من الأسبوع المقبل".

وكانت شركة "برنارد شولت شيب مانجمنت" (بي أس أم)، التي تشرف على الإدارة التقنية للسفينة، أعلنت في بيان الجمعة، أن "سفينتي قطر إضافيتين (مصريتين) زنتهما 220 و240 طناً" ستصلان الأحد.

أما رئيس شركة "شوي كيسن كايشا"، المالكة لناقلة "أم في إيفر غيفن"، فأمل في تعويمها مساء اليوم السبت.

وقال يوكيتو هيغاكي، "إننا بصدد إزالة الترسبات باستخدام أدوات تجريف إضافية"، متوقعاً تحرير السفينة، مساء السبت، بتوقيت اليابان.