الحرة
تمر أربع سنوات عن المجزة التي ارتكبها النظام السوري في خان شيخون، بريف إدلب الجنوبي، وأدت إلى مقتل ما يزيد عن 88 مدنيا بينهم 31 طفلا، وفق أرقام قدمها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورغم مرور هذا الوقت، إلا أن السوريين لم ينسوا "الثلاثاء الأسود" لما شهده من فظاعات بحق المدنيين.
ففي الرابع من أبريل من سنة 2017، قصفت طائرات حربية تابعة للنظام بإسناد ودعم روسي، مدينة خان شيخون، بينما كشفت مصادر طبية للمرصد السوري حينها، أن إحدى الأحياء في المدينة تعرضت لقصف بمواد يرجح أنها ناجمة عن استخدام غازات سامة.
وأشار المرصد السوري أن النظام استخدم خلال القصف آلاف البراميل والقذائف الصاروخية والمدفعية، كما استخدمت قوات النظام مواد محرمة دوليا.
وبحسب أطباء ميدانيين، فإن الأعراض التي عانى منها المصابون مماثلة للأعراض التي تسجل لدى ضحايا هجوم كيميائي.
وأظهرت صور التقطها ناشطون معارضون بعد هجوم خان شيخون جثثاً هامدة على الأرض، ومصابين بحالات تشنج واختناق.
وتحدث أطباء عن عوارض اختلاجات وتقبض حدقات العيون وافرازات رغوية شديدة ونقص أوكسيجين، وهي عوارض تنتج عادة عن غاز السارين الذي اتُهمت قوات النظام باستخدامه.
وبمناسبة الذكرى الرابعة للهجوم المميت، جدد المرصد السوري لحقوق الإنسان دعوته للأطراف الدولية الفاعلة ومجلس الأمن الدولي، للتحرك من أجل وقف سفك دماء أبناء الشعب السوري وإزهاق أرواحهم، كما دعا للتحقيق عبر لجنة تحقيق دولية مستقلة، في أحداث المجزرة، التي تسبب فيها نظام الأسد وحليفه الروسي.
المرصد طالب في السياق بإحالة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا، إلى محكمة الجنايات الدولية، أو محاكم دولية مختصة، ليلقى المجرمون عقابهم على ما ارتكبوه بحق أبناء الشعب السوري.
كما دعا في بيان، المجتمع الدولي للعمل على مساعدة أبناء الشعب السوري من أجل الوصول إلى دولة الديمقراطية والعدالة والحرية والمساواة، التي تكفل حقوق مكوناتها، من دون أن يتدخل أي طرف أو جهة دولية في قرار الشعب السوري، أو يملي عليه شروطه أو قراراته".
وكان النظام السوري سبق وأن تعهد بتدمير مخزونه من الأسلحة الكيميائية، بعد اتهامه بالهجوم بغاز السارين على ضاحية في دمشق بالغوطة الشرقية في 21 أغسطس 2013، حيث قدر المدعون أن الهجوم خلف 1200 ضحية.
وعندما قاد الجيش هجومه الثاني في الرابع أبريل 2017 على أهداف مدنية في خان شيخون، شنت الولايات المتحدة غارات على مطار استخدمته الطائرات السورية المعتدية.
كما قامت سفينتان أميركيتان في البحر المتوسط في ليل السادس إلى السابع من أبريل 2017، بإطلاق صواريخ كروز من طراز توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية بوسط سوريا ردا على الهجوم السوري الدامي.
ومنذ بدء النزاع في سوريا في مارس 2011، واجهت قوات النظام مرات عدة اتهامات باستخدام الاسلحة الكيميائية.
وفي 29 يونيو، أكدت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية أن غاز السارين استخدم في الهجوم على خان شيخون من دون تحديد مسؤولية أي طرف.
لكن خبراء في اللجنة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدوا في 26 أكتوبر من سنة 2018، أن النظام السوري مسؤول بالفعل عن الهجوم.
وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن "مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيميائية تشمل غازات أعصاب سامة".
بدورها، أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن أعراض بعض ضحايا "تظهر التعرض لعنصر سام من نوع غاز السارين" أضافة إلى الكلور السام.
وفي أحد مستشفيات خان شيخون، ارتمى المصابون وبينهم أطفال على الأسرة وهم يتنفسون بواسطة أجهزة أوكسيجين.
وشاهد مراسل فرانس برس حينها مسعفين يحاولان إنقاذ طفلة من دون جدوى قبل أن يغلق أحدهما عينيها، ليحملها والدها ويقبل جبينها ويخرج بها من المستشفى.
ونفى الجيش السوري استخدام أي مواد كيماوية أو سامة في بلدة خان شيخون، إلا أن دولا عدة أبرزها فرنسا وبريطانيا وجهت أصابع الاتهام إلى دمشق.
ووصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الرئيس السوري، بشار الأسد، بأنه "قاتل" محملا إياه مسؤولية هجوم خان شيخون.
بينما اعتبر رئيس المجلس الأوروبي (في ذلك الوقت) دونالد توسك أن "النظام السوري هو المسؤول الرئيسي عن الفظاعات (...) ومن يدعمونه يتقاسمون المسؤولية".
وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن "مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيميائية تشمل غازات أعصاب سامة".