العربية نت:
لا تزال قضية تشكيل الحكومة اللبنانية عالقة في عنق زجاجة التعطيل والشروط والشروط المضادة بعد أكثر من ثمانية أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري، في وقت يرتفع منسوب الضغط الدولي على المسؤولين السياسيين من أجل الإسراع بتشكيل حكومة تُباشر بالإصلاحات المطلوبة التي تُشكّل طوق نجاة للاقتصاد الوطني الذي يمر بأسوأ أزمة منذ انتهاء الحرب في تسعينيات القرن الماضي.
ومع أن بيروت شهدت في الفترة الأخيرة حركة موفدين لمسؤولين عرب وغربيين، آخرهم وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، دايفيد هيل، من أجل حثّ القوى المعنية للقيام بواجباتها بتشكيل حكومة سريعاً، غير أن جبل جليد الأزمة لا يزال قائماً بسبب المطالب والشروط، وهو ما دفع بالمجتمع الدولي، لاسيما الاتحاد الأوروبي ومعه فرنسا، للتهديد باتّخاذ إجراءات "عقابية" ضد المعرقلين.
وفي مقابلة مع العربية.نت، شدد القائم بالأعمال البريطاني في بيروت مارتن لنغدن على "أن لبنان يمرّ بواحدة من أصعب الأزمات في تاريخه، وأسبابها معقدة وطويلة الأمد، لكن الإصلاح الجاد والتغيير العميق ضروريان".
كما انتقد دور حزب الله في المنطقة من العراق إلى سوريا واليمن، داعيا إلى حياد لبنان عن الصراعات الإقليمية.
إلى ذلك لوح بشبح العقوبات ضد عدد من المسؤولين اللبنانيين والمتورطين في قضايا سرقات عامة وفساد.
واعتبر "أن غياب الإصلاح الجادّ سيُشكّل تهديداً وجودياً متزايداً للأمّة اللبنانية، لذلك يجب على القادة السياسيين وكل من لهم نفوذ أن يضعوا خصوماتهم ومصالحهم الشخصية جانباً، وأن يظهروا بدلاً من ذلك المسؤولية والقيادة التي تتطلبها لحظة الخطر هذه والالتزام بالإصلاح من أجل المصلحة الوطنية".
إلا أنه أشار إلى "أنه رغم أهمية خطوة تشكيل حكومة جديدة، غير أنها لا تحل هذه المشاكل، لكن من دون هذه الخطوة سيبقى لبنان عالقا ويغرق".
وعمّا إذا كانت المملكة المتحدة ستفرض عقوبات على المسؤولين عن استمرار الأزمة في لبنان، لفت القائم بأعمال السفارة في بيروت إلى "أن الفساد السياسي والاقتصادي دمّر استقرار لبنان وازدهاره، وسرق مستقبل الكثير من الناس".
إلى ذلك، أضاف "ربما كنا جميعاً متسامحين جداً مع المسؤولين السياسيين لفترة طويلة، من هنا نؤكد أن الحكومة البريطانية واضحة بشأن عدم قبول ممارسات هؤلاء، ولدينا الآن نظام عقوبات "ماغنيتسكي" ويمكننا استخدامه ضد أولئك الذين يسرقون من الدولة اللبنانية أو ينخرطون في انتهاكات أخرى".
رقص على حافة الهاوية
وأوضح لنغدن "أن بريطانيا في نقاش نشط ومركّز مع الشركاء الرئيسيين للتفاهم حول أفضل السبل التي ينبغي للمجتمع الدولي أن يُشجّع بها على التغيير الإيجابي في لبنان، لكن يبقى الإصلاح الحقيقي والشفافية والمساءلة أمورا ضرورية إذا كان هناك تحوّل حقيقي في آفاق لبنان".
وكان القائم بأعمال السفارة البريطانية غرّد عبر "تويتر" الأسبوع الماضي عن الوضع السياسي القائم متوجّهاً بشكل مُحدد إلى رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية، قائلاً "أبلغت باسيل بصراحة شديدة قلق بريطانيا تجاه لبنان. الزعماء السياسيون يرقصون على حافة الهاوية، ويقتضي على جميع الفرقاء تحمّل مسؤولياتهم والتصرُّف".
لا خطاب دبلوماسياً مُهذّباً
وفي السياق، قال "لقد تحدّثت بصراحة مع جميع المسؤولين اللبنانيين، ولست مهتماً بخوض لعبة "إلقاء اللوم"، فهناك ما يكفي من ذلك. المملكة المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي، وأعتقد أننا على حق في ذلك".
وأضاف "هذه اللحظة ليست للخطاب الدبلوماسي المُهذّب بل هي لحظة لأصدقاء لبنان الحقيقيين لدق ناقوس الخطر والتحدث بصدق وحتى صراحة عن الخطر الذي يواجهه هذا البلد الآن. لبنان يتّجه بسرعة نحو الانهيار والوقت ينفد، وكلما طال التقاعس عن العمل زادت المخاطر التي نواجهها، وزاد الثمن الذي سيدفعه اللبنانيون في النهاية، وهم يدفعونه بالفعل".
ماذا عن حزب الله؟!
وعمّا إذا كان الحصار المفروض على حزب الله ساهم في تفاقم الأزمة القائمة في لبنان، قال القائم بأعمال السفارة البريطانية "ما يشهده لبنان اليوم هو بالدرجة الأولى نتيجة لعوامل وممارسات طويلة الأمد وليس بسبب التطورات الأخيرة". وتابع "المملكة المتحدة انتقدت بشدة أنشطة حزب الله، خصوصاً دوره المُزعزع للاستقرار في المنطقة بما في ذلك في سوريا والعراق واليمن. فهل هذه الأنشطة تصبّ فعلاً في المصلحة الوطنية للبنان؟ وهل ينبغي للبنان أن يسمح لنفسه بالوقوف في الخطوط الأمامية لصراعات الآخرين، خصوصاً في هذا الوقت الهشّ؟".
كما أضاف قائلا: "برأيي حياد لبنان والتزامه بسياسة النأي بالنفس عن الخلافات الإقليمية ضرورة اليوم أكثر من أي وقت مضى".
يعرفون ما يجب فعله
أما عن الخطوات التي يتوجب القيام بها لتفادي استمرار الانهيار، فقال: "القادة السياسيون في لبنان يعرفون جيداً ما يجب القيام به، وعندما يكون لبنان مستعداً لاتّخاذ هذه الخطوات، سيجدون أيدي الأصدقاء ممدودة ومفتوحة وعلى استعداد لدعمهم في تلك الرحلة".
وختم مشددا على ضرورة أن يأتي "التغيير من الداخل لا أن يُفرض من الخارج"، قائلاً "آمل أن يعمل كل من لديهم مصالح حقيقية للبنان معاً وهذا سيكون بلا شك مهمة هائلة. يمكنني أن أعد بأننا سنكون هناك من أجل لبنان عندما تأتي تلك اللحظة، لكن يجب أن يحدث ذلك قريبًاً".
لا تزال قضية تشكيل الحكومة اللبنانية عالقة في عنق زجاجة التعطيل والشروط والشروط المضادة بعد أكثر من ثمانية أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري، في وقت يرتفع منسوب الضغط الدولي على المسؤولين السياسيين من أجل الإسراع بتشكيل حكومة تُباشر بالإصلاحات المطلوبة التي تُشكّل طوق نجاة للاقتصاد الوطني الذي يمر بأسوأ أزمة منذ انتهاء الحرب في تسعينيات القرن الماضي.
ومع أن بيروت شهدت في الفترة الأخيرة حركة موفدين لمسؤولين عرب وغربيين، آخرهم وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، دايفيد هيل، من أجل حثّ القوى المعنية للقيام بواجباتها بتشكيل حكومة سريعاً، غير أن جبل جليد الأزمة لا يزال قائماً بسبب المطالب والشروط، وهو ما دفع بالمجتمع الدولي، لاسيما الاتحاد الأوروبي ومعه فرنسا، للتهديد باتّخاذ إجراءات "عقابية" ضد المعرقلين.
وفي مقابلة مع العربية.نت، شدد القائم بالأعمال البريطاني في بيروت مارتن لنغدن على "أن لبنان يمرّ بواحدة من أصعب الأزمات في تاريخه، وأسبابها معقدة وطويلة الأمد، لكن الإصلاح الجاد والتغيير العميق ضروريان".
كما انتقد دور حزب الله في المنطقة من العراق إلى سوريا واليمن، داعيا إلى حياد لبنان عن الصراعات الإقليمية.
إلى ذلك لوح بشبح العقوبات ضد عدد من المسؤولين اللبنانيين والمتورطين في قضايا سرقات عامة وفساد.
واعتبر "أن غياب الإصلاح الجادّ سيُشكّل تهديداً وجودياً متزايداً للأمّة اللبنانية، لذلك يجب على القادة السياسيين وكل من لهم نفوذ أن يضعوا خصوماتهم ومصالحهم الشخصية جانباً، وأن يظهروا بدلاً من ذلك المسؤولية والقيادة التي تتطلبها لحظة الخطر هذه والالتزام بالإصلاح من أجل المصلحة الوطنية".
إلا أنه أشار إلى "أنه رغم أهمية خطوة تشكيل حكومة جديدة، غير أنها لا تحل هذه المشاكل، لكن من دون هذه الخطوة سيبقى لبنان عالقا ويغرق".
وعمّا إذا كانت المملكة المتحدة ستفرض عقوبات على المسؤولين عن استمرار الأزمة في لبنان، لفت القائم بأعمال السفارة في بيروت إلى "أن الفساد السياسي والاقتصادي دمّر استقرار لبنان وازدهاره، وسرق مستقبل الكثير من الناس".
إلى ذلك، أضاف "ربما كنا جميعاً متسامحين جداً مع المسؤولين السياسيين لفترة طويلة، من هنا نؤكد أن الحكومة البريطانية واضحة بشأن عدم قبول ممارسات هؤلاء، ولدينا الآن نظام عقوبات "ماغنيتسكي" ويمكننا استخدامه ضد أولئك الذين يسرقون من الدولة اللبنانية أو ينخرطون في انتهاكات أخرى".
رقص على حافة الهاوية
وأوضح لنغدن "أن بريطانيا في نقاش نشط ومركّز مع الشركاء الرئيسيين للتفاهم حول أفضل السبل التي ينبغي للمجتمع الدولي أن يُشجّع بها على التغيير الإيجابي في لبنان، لكن يبقى الإصلاح الحقيقي والشفافية والمساءلة أمورا ضرورية إذا كان هناك تحوّل حقيقي في آفاق لبنان".
وكان القائم بأعمال السفارة البريطانية غرّد عبر "تويتر" الأسبوع الماضي عن الوضع السياسي القائم متوجّهاً بشكل مُحدد إلى رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية، قائلاً "أبلغت باسيل بصراحة شديدة قلق بريطانيا تجاه لبنان. الزعماء السياسيون يرقصون على حافة الهاوية، ويقتضي على جميع الفرقاء تحمّل مسؤولياتهم والتصرُّف".
لا خطاب دبلوماسياً مُهذّباً
وفي السياق، قال "لقد تحدّثت بصراحة مع جميع المسؤولين اللبنانيين، ولست مهتماً بخوض لعبة "إلقاء اللوم"، فهناك ما يكفي من ذلك. المملكة المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي، وأعتقد أننا على حق في ذلك".
وأضاف "هذه اللحظة ليست للخطاب الدبلوماسي المُهذّب بل هي لحظة لأصدقاء لبنان الحقيقيين لدق ناقوس الخطر والتحدث بصدق وحتى صراحة عن الخطر الذي يواجهه هذا البلد الآن. لبنان يتّجه بسرعة نحو الانهيار والوقت ينفد، وكلما طال التقاعس عن العمل زادت المخاطر التي نواجهها، وزاد الثمن الذي سيدفعه اللبنانيون في النهاية، وهم يدفعونه بالفعل".
ماذا عن حزب الله؟!
وعمّا إذا كان الحصار المفروض على حزب الله ساهم في تفاقم الأزمة القائمة في لبنان، قال القائم بأعمال السفارة البريطانية "ما يشهده لبنان اليوم هو بالدرجة الأولى نتيجة لعوامل وممارسات طويلة الأمد وليس بسبب التطورات الأخيرة". وتابع "المملكة المتحدة انتقدت بشدة أنشطة حزب الله، خصوصاً دوره المُزعزع للاستقرار في المنطقة بما في ذلك في سوريا والعراق واليمن. فهل هذه الأنشطة تصبّ فعلاً في المصلحة الوطنية للبنان؟ وهل ينبغي للبنان أن يسمح لنفسه بالوقوف في الخطوط الأمامية لصراعات الآخرين، خصوصاً في هذا الوقت الهشّ؟".
كما أضاف قائلا: "برأيي حياد لبنان والتزامه بسياسة النأي بالنفس عن الخلافات الإقليمية ضرورة اليوم أكثر من أي وقت مضى".
يعرفون ما يجب فعله
أما عن الخطوات التي يتوجب القيام بها لتفادي استمرار الانهيار، فقال: "القادة السياسيون في لبنان يعرفون جيداً ما يجب القيام به، وعندما يكون لبنان مستعداً لاتّخاذ هذه الخطوات، سيجدون أيدي الأصدقاء ممدودة ومفتوحة وعلى استعداد لدعمهم في تلك الرحلة".
وختم مشددا على ضرورة أن يأتي "التغيير من الداخل لا أن يُفرض من الخارج"، قائلاً "آمل أن يعمل كل من لديهم مصالح حقيقية للبنان معاً وهذا سيكون بلا شك مهمة هائلة. يمكنني أن أعد بأننا سنكون هناك من أجل لبنان عندما تأتي تلك اللحظة، لكن يجب أن يحدث ذلك قريبًاً".