تعرّضت ناقلة نفط إيرانية قبالة الساحل السوري السبت، إلى هجوم هو الأول من نوعه منذ اندلاع النزاع السوري تسبّب بحريق ضخم فيها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها عن وزارة النفط، أن حريقا اندلع في أحد خزانات ناقلة نفط قبالة مدينة بانياس الساحلية بعد تعرضها "لما يعتقد أنه هجوم من طائرة مسيرة من اتجاه المياه الإقليمية اللبنانية".

وأشارت الوكالة في وقت لاحق إلى "إخماد الحريق الذي نشب بشكل كامل".

من جهتها، ذكرت قناة العالم الإيرانية، أن ناقلة النفط التي استهدفت قرب ميناء بانياس واحدة من ثلاث ناقلات إيرانية وصلت قبل فترة وجيزة إلى الميناء النفطي.

ونقلت عن مصادر مطلعة قولها، إن "ناقلة النفط استهدفت بمقذوفين أصاب أحدهما مقدمتها، والآخر أصاب سطحها وتسبب بأضرار".

من جهتها، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن "الناقلة تعرضت لقصف بصاروخين من الجو"، كما قالت بعض وسائل الإعلام الإيرانية، إن "المسيّرة التي هاجمت الناقلة جاءت من جهة المياه اللبنانية"، مضيفةً أن "الناقلة كانت ترفع علم بنما لكن نفطها يعود لإيران".

الانفجار قرب مصب النفط في بانياس

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، إن "انفجاراً ضرب ناقلة النفط الإيرانية قرب مصب النفط في بانياس الساحلية".

وأضاف ردا على سؤال: "ليس لدينا تأكيد إذا ما كان الهجوم إسرائيلياً لكن الناقلة قادمة من إيران".

كما لم يُؤكد المرصد سبب الانفجار وما إذا كان ناجماً "عن استهداف بطائرة مسيرة أو استهداف من البحر". ولم يفد بوقوع إصابات.

ونفذت إسرائيل منذ بدء النزاع في سوريا في 2011 مئات الغارات وعمليات القصف، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل التصدي لما تصفها بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

في أوائل عام 2020، أعلنت الحكومة السورية أن منشآت نفطية بحرية تابعة لمصفاة بانياس تعرّضت للتخريب بواسطة عبوات ناسفة زرعها غطّاسون، مؤكدة أن الأضرار لم تؤدّ إلى توقف عمل المصفاة.

وقبل ذلك في 23 يونيو 2019، تعرّضت المنشآت النفطية البحرية لمصفاة بانياس لعملية تخريبية، ما تسبب بتسرّب نفطي في منطقة المصب البحري وتوقف بعضها.

ولم يسبق للسلطات السورية أن أعلنت عن تعرض نواقل نفط لهجوم مباشر قبالة سواحلها.

وتواجه سوريا الغارقة في الحرب منذ العام 2011 أزمة اقتصادية حادة. وأعلنت السلطات في منتصف مارس رفع سعر البنزين بأكثر من 50 في المئة في ظل تفاقم أزمة شحّ المحروقات التي دفعت دمشق إلى تشديد الرقابة على التوزيع.

وكانت سوريا تنتج قبل الحرب حوالي 400 ألف برميل نفط يوميا. وتراجع الإنتاج بشكل حاد إلى 89 ألفا في اليوم في العام 2020، يتم إنتاج 80 ألفا منها في المناطق الكردية. ويتركّز أكثر من 90 بالمئة من الاحتياطات النفطية السورية في مناطق خارج سيطرة الحكومة.

أزمة وقود في سوريا

وتشير البيانات غير الرسمية إلى أن إنتاج سوريا من النفط الخام انخفض إلى نحو 75 إلى 80 ألف برميل يوميا، بينما حاجة سوريا اليومية من النفط تبلغ 136 إلى 150 ألف برميل يوميا.

ويبلغ العجز 50 بالمئة لعموم سوريا، وأكثر من 75 بالمئة فقط للمحافظات الساحلية ودمشق والمناطق الجنوبية.