لوحات سيارات مزيفة، وهويات مزورة، واحتراف في تخزين المخدرات، لم تمنع أجهزة الأمن اللبنانية من الإطاحة بشبكة كبيرة لترويج المخدرات.

الشبكة المطاح بها تعمل في عدد من مناطق البلاد، وقبض على أفرادها في 28 أبريل/ نيسان الماضي، ضمن الحملة الواسعة التي تقوم بها الأجهزة على مهربي المخدرات، خاصة منذ إعلان السعودية عن وقف استيراد الخضار والفاكهة من لبنان نتيجة ضبطها مخدرات مخبأة في شحنة من فاكهة الرمان، ما استدعى استنفارا أمنيا وسياسيا في البلاد لمحاولة مكافحة هذه الظاهرة.

وفي بيان لها حصلت "العين الاخبارية" على نسخة منه، قالت قوى الأمن الداخلي إنه ضمن إطار مكافحة آفة المخدرات، وبعد توافر معلومات لدى المجموعة الخاصة في وحدة الشرطة القضائية عن عمليات نقل مواد مخدرة معدة للترويج بين البقاع وبيروت، ونتيجة عمليات الرصد والتعقب التي استمرت لأسابيع، تبين أن الشبكة تستخدم لوحات سيارات وبطاقات هويات مزورة لنقل هذه المواد، ويقطن أفرادها شقة سكنية في بلدة دير قوبل – عاليه (جبل لبنان)، ويستغلون السكن "كمخزن للمخدرات".

وأوضح البيان أن المجموعة الأمنية نفذت عمليات متزامنة أواخر الشهر الماضي، منها كمين في بلدة عاريا، نتج عنه توقيف شخصين على متن سيارة رباعية الدفع نوع "رانج روفر" تحمل لوحات مزورة وهما: ع. ش. (مواليد عام 1984، لبناني)، م. أ. (مواليد عام 1995، لبناني) يستخدم بطاقة هوية مزورة في تنقلاته، وقد حاول رمي قنبلة يدوية باتجاه عناصر القوة، إلا أنهم حالوا دون ذلك.

ولفت البيان الى أنه ضبط بحوزة المشتبه بهما كمية كبيرة من المخدرات، وقنبلة يدوية، إضافة إلى مسدس حربي وممشط بداخله 15 طلقة صالحة للاستعمال، ومبلغ 58 مليون ليرة لبنانية.

الشبكة ذاتها -وفق البيان- ضبطت سيارة أخرى تابعة لها بالضاحية الجنوبية لبيروت، وكان يستقلها المدعو: ع. م. (مواليد عام 1992، لبناني)، الذي يستخدم بطاقة هوية مزورة عائدة لشخص من الجنسية السورية.

وضمن الحملة الأمنية نفسها جرى مداهمة شقة في دير قوبل، (جبل لبنان) وعثرت أجهزة الأمن على كمية كبيرة من المخدرات، وأوراق نقدية لبنانية مزيفة.

وأشار البيان الى أنه "بلغت الكميات المضبوطة ما يفوق 3500 ظرف و"علب بلاستيكية"، موضبة، معبأة بالمخدرات بطريقة احترافية ومعدة للترويج، إضافة إلى ضبط كميات من مادة السالفيا و7 أجهزة خلوية.

وقد أحيل الموقوفون والمضبوطات إلى مكتب مكافحة المخدرات المركزي، للتوسع بالتحقيق معهم، بناء على إشارة القضاء المختص.

ومنذ كشف الجمارك السعودية أسلوب شبكات التهريب عبر لبنان للمخدرات عن طريق شحنات الفواكه والمنتجات الزراعية، تكثف أجهزة الأمن حملاتها لتفكيك تلك الشبكات،.

وأمس الأربعاء كشفت الداخلية اللبنانية أن التحقيق مع أحد الموقوفين كشف تورطه في تهريب شحنة ضخمة من المخدرات إلى السعودية.

ملك "الكبتاغون" يعترف

وقالت الداخلية إن التحقيق مع الموقوف المدعو حسن محمد دقّو -وهو يحمل الجنسية اللبنانية والسورية- قاد إلى تأكيد تورطه في تهريب أكبر شحنة مخدّرات في العالم؛ تقدّر بنحو 94 مليون حبّة كبتاغون، تم ضبطها في ماليزيا، بينما كانت في طريقها إلى السعودية.

وفي مارس/آذار الماضي، أحبطت إدارة الجمارك الماليزية تهريب 94.8 مليون حبة كبتاغون تحتوي على مادة أمفيتامين المخدرة، وذكرت أنها كانت في طريقها إلى بلد ثالث لم تسمه حينها.

وكشفت وزارة الداخلية اللبنانية عن وثيقة تحتوي على أبرز العمليات التي تمّ تنفيذها في إطار مكافحة المخدرات لهذا العام، وأظهرت عدة عمليات كان الجهة المستهدفة بها في الغالب هي المملكة العربية السعودية.

وتقول وسائل الإعلام اللبنانية إن اسم حسن دقو تصدر مشهد التهريب في البلاد، حيث يطلق عليه لقب "ملك الكبتاغون"، وهو موقوف على ذمة التحقيق في تهريب المخدرات إلى دول عديدة على رأسها السعودية.

والشهر الماضي، قررت السعودية، منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية أو عبورها من أراضيها، بعد اكتشاف مخدرات مخبأة في شحنة فاكهة من الرمان، قادمة من لبنان.

الرياض قالت إن الجهات المعنية لاحظت تزايد استهداف المملكة من قبل مهربي المخدرات في لبنان، وطالبت سلطات لبنان بتقديم ضمانات موثقة لاتخاذ إجراءات لوقف تهريب المخدرات الممنهج.

وأعلن لبنان لاحقا اتخاذه إجراءات مراقبة صارمة حول التصدير، لمنع تهريب المخدرات لدول الخليج، داعيا السعودية لإعادة النظر في قرار وقف استيراد منتجاته.