تصدر اسم القيادي في مليشيا "الحشد الشعبي" بالعراق قاسم مصلح، واجهات الأخبار، عقب التطورات التي رافقت عملية إلقاء القبض عليه مؤخرا.

وعلى مدى الأيام الماضية، دخلت العاصمة العراقية، حالة إنذار وتأهب أمني بعد استعراض مسلح، نفذته ألوية تابعة لمليشيا الحشد، تبعها اقتحام للمنطقة الرئاسية المحصنة وسط بغداد، تحملهم سيارات رباعية الدفع وعليها مدافع أحادية.

وباستخدام السلاح المنفلت والتحشيد العسكري، مارست تلك الألوية الضغط على الحكومة العراقية بغية التأثير عليها، لاتخاذ قرار بالإفراج عن القيادي قاسم مصلح.

فمن هو القيادي البارز الذي تحركت من أجله تلك الفصائل المسلحة، وطالبت قوى سياسية قريبة من المليشيات بإطلاق سراحه؟.

رجل إيران

ظهر اسم قاسم كريم محمود مصلح الخفاجي، في وسائل الإعلام والأوساط العامة، مع احتلال تنظيم داعش لمدن عراقية قبل 7 سنوات، وتشكيل قوة "الحشد الشعبي"، تنفيذا لمعا عرف حينها بفتوى "الجهاد الكفائي".

يمتلك قاسم مصلح علاقات وطيدة مع ساسة طهران، وقد قدمت له الدعم وقربته من قياداتها الكبيرة، حتى أمسى أحد المقربين من قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل بغارة أمريكية عند مطار بغداد مطلع العام الماضي.

دخل مصلح السجن مرتين، الأولى إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعد اتهامه بالاشتراك بأحداث "الشعبانية"، مطلع تسعينات القرن الماضي، ومرة أخرى عام 2003، حينما اعتقل على يد القوات الأمريكية.

إقالة جراء الفساد

أسّسَ مصلح قوة عسكرية لحماية المراقد الشيعية، قبل إعلان المرجع العراقي علي السيستاني عن فتوى الجهاد الكفائي، ثم أسّسَ لواء "علي الأكبر"؛ الذي كان له دور كبير في أماكن مهمة سيطر عليها تنظيم داعش وخصوصا منطقة "جرف الصخر"، جنوب العاصمة بغداد.

لكن الرجل أقيل من قيادة اللواء في وقت مبكر من الحرب على داعش، على خلفية اتهامه بارتكاب مخالفات وقضايا فساد مالي وإداري.

غير أنه سرعان ما تسلم بعد ذلك قيادة لواء آخر هو "لواء الطفوف" الذي عمل بشكل رئيس مع ميليشيا عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله في معارك تحرير الموصل.

وبعيد تحرير الموصل انتشر لواء الطفوف التابع لقاسم في منطقة غربي الأنبار؛ وهو يدير حاليا مناطق القائم وعكاشات، بالتعاون مع الألوية التابعة لمليشيات "كتائب حزب الله".

وفجر الأربعاء الماضي، اعتقل "رجل إيران بالعراق"، من قبل قوة أمنية يشرف عليها وكيل وزير الداخلية للشؤون الاستخبارية، بتهم ارتكاب عمليات إرهابية؛ منها مهاجمة القواعد العسكرية التي تسضيفها القوات الأجنبية، والتورط في عمليات قتل ناشطي التظاهرات الاحتجاجية في العراق.

وبعد يومين من اعتقاله سارعت المرجعية الدينية في النجف؛وعلى لسان وكيلها المعتمد عبد المهدي الكربلائي -بحسب تقارير صحفية- إلى التبرؤ من أي صلة أو ارتباط مع مصلح، فيما شددت على محاسبة كل من يخرق القانون.