سكاي نيوز
تتزايد التحذيرات في العراق من مغبة تصاعد الاحتقان المذهبي في البلاد، حيث تتواتر مؤشرات عديدة في اتجاه هذا المنحى الخطير، وخصوصا أن البلد يعيش سنة انتخابية حبلى بالتناقضات والتحديات.
وجاءت حادثة قطع مجموعة من ذوي ضحايا مجزرة سبايكر، الطريق الواصل بين مدينتي بغداد وتكريت، وشروعهم بالاعتداء على المركبات والسيارات العائدة لسكان محافظة صلاح الدين، والتي تحمل لوحاتها، ضمن هذا السياق.
ووقعت هذه المجزرة في يوم 2 يونيو من العام 2014، وراح ضحيتها 1700 عسكري عراقي، أعدموا جماعيا من قبل عناصر تنظيم داعش الإرهابي من العاملين في قاعدة سبايكر الجوية، الواقعة في محافظة صلاح الدين.
وأثارت المجزرة التي تعد إحدى أفظع عمليات الإعدام الجماعي التي نفذها تنظيم داعش الارهابي في العراق، غضبا واسعا آنذاك في البلاد.
وحذر سياسي عراقي طلب عدم الإفصاح عن هويته، لاعتبارات تتعلق بحساسية الموضوع كما قال، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية" من استعادة النفخ المذهبي والشحن الطائفي في العراق مجددا، على وقع قرب موعد الانتخابات العامة المبكرة، وعودة ظهور تنظيم داعش في عدد من المناطق العراقية، وتنفيذه سلسلة عمليات إرهابية.
وأضاف قائلا: "في هذا السياق فإن استهداف السيارات المدنية المارة، التي تحمل لوحات محافظة صلاح الدين المعروفة بأغلبيتها السنية، هو تصرف مرفوض ومدان لا يختلف كثيرا عن أسلوب الدواعش، حينما ارتكبوا مجزرة قاعدة سبايكر، وأعدموا نحو ألفي جندي فيها على الهوية المذهبية كونهم كانوا شيعة، فمثل هذه الممارسات لا تخدم سوى الدواعش ودعاة العنف والتجييش المذهبي في البلاد، ومن يقف خلفهم وراء الحدود من قوى إقليمية طامعة بالعراق، ولاعبة على وتر الانقسامات الطائفية والمذهبية داخله".
تنديد بالحادثة
وفي أحدث ردود الأفعال على هذه الواقعة، أصدر حزب للعراق متحدون الذي يتزعمه أسامة النجيفي، والذي يعد حسب المراقبين ووفق توزيع القوى السياسية العراقية حزبا سنيا، بيانا منددا جاء فيه: "ما حدث لا يمكن السكوت عليه، إنه أكبر من أن يتحول البعض الى سلطة غاشمة تمنع وتهين وتصدر أوامر لا تتفق مع قانون أو شرع، إنه أكبر كثيرا فعندما يتحول الضحية الى جلاد فذلك أمر خطير يطعن الأخلاق والبنية الاجتماعية والعملية السياسية في الصميم. عوائل شهداء سبايكر وبعد سنوات سبع يقطعون طريق بغداد صلاح الدين ، ويمنعون مرور أي سيارة تحمل رقم صلاح الدين فضلا عن شتائم وإهانات لأهالي المحافظة وكأنهم المسؤولون عن قتل الضحايا".
وتابع البيان: "لا يكفي أن نلجأ الى التبرير وسوق المسوغات، إنها حالة تعلن بوضوح غياب الدولة وأجهزتها ووقوفها عاجزة أمام ظواهر اعتداءات صريحة، فضلا عن منهج طائفي يطعن الهوية العراقية واللحمة بين المواطنين".
وختم البيان بالقول: "إن حزب للعراق متحدون يحمّل الحكومة وأجهزتها الأمنية مسؤولية العجز في توفير الأمن والثقة لدى المواطن العراقي، ويحمّلها مسؤولية طغيان المنهج الطائفي المدمر دون ردود فعل تتناسب مع جسامة ما يحصل".
وكان معسكر سبايكر يضم آلاف المجندين والمتدربين العراقيين معظمهم من المكون الشيعي، وعند سقوطه في يد داعش تم تقييد أولئك المجندين ونقلهم في شاحنات، لتتم تصفيتهم جماعيا بإطلاق الرصاص عليهم.
ومن ثم رميت جثث الضحايا في خنادق كان إرهابيو داعش قد حفروها سابقا لهذا الغرض، ونشروا آنذاك مقاطع فيديو عديدة توثق المجزرة الرهيبة.