يواصل البطريرك الماروني بشارة الراعي، تقديم جرعات إسعاف للوضع اللبناني، وسط خلافات السياسيّين، ورهن حزب الله لقرار البلاد لقوى خارجية.
وعرّج البطريرك الماروني على اختطاف قرار لبنان من طرف قوى غير نظامية، تتمثل في حزب الله المرتهن لأجندة إيرانية، محددا الجيش اللبناني كبوصلة وحيدة لحياد البلاد.
وقال الراعي، في عِظة اليوم الأحد، إن "جيشنا الذي يحظى بتأييد الشعب ومساندة المجتمع الدولي حاضرٌ في كل لحظة للتصدي للإخلال بالأمن... الوقت قد حان لكي تعترف الدولة بالجيش دون سواه مسؤولاً وحيداً لا شريك له عن أمن واستقلال لبنان وسيادته".
وشدد في هذا الصدد على أن "المؤسسة العسكرية التي تفرض الأمن في الداخل والخارج هي عنصر أساسي في حياد لبنان الناشط".
رجل الدين اللبناني، جدد أيضا انتقاده لصراع الجماعة السياسية الحاكمة، -كما وصفها- على الصلاحيات، في إشارة إلى الاتهامات المتبادلة بين الرئيس ميشال عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، من جهة، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى.
واتهم "الجماعة السياسية" بإظهار أبشع صورة عن لبنان في ظلّ بحثها عن مصالحها، قائلا: "الشعب يشهد مسرحية سياسية إعلامية في الوقت الذي يبحث به عن مصيره، لكن هذه الجماعة الحاكمة لا تبحث الا عن مصالحها".
ومضى البطريرك الماروني في تحميل الفرقاء السياسيين مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، وتردي الوضع المعيشي بالقول: "يعطّل المسؤولون تشكيل الحكومة بحجة الصلاحيات... عن أية صلاحيات تبحثون؟ هل إيجاد فرص عمل والحد من الهجرة وتأمين حقوق الشعب من الصلاحيات؟. هل تريدون إطعامَ الشعبِ بالصلاحيّات؟ وتوفيرَ الدواءِ بالصلاحيّات؟ وردَّ أموالِ المودِعين بالصلاحيّات؟ ووقفَ الهِجرةِ بالصلاحيّات؟ وتأمينَ المحروقاتِ بالصلاحيّات؟ وإيجادَ فرصِ عملٍ بالصلاحيّات؟".
وفي ختام تساؤلاته الاستنكارية توجّه الراعي إلى المنظومة الحاكمة قائلاً: "تتصرفون وكأنكم في حقل الفوضى وتسلمون الدولة إلى اللادولة، ونحن لا نشكو من قلة الصلاحيات بل من قلة المسؤولية".
ورأى رجل الدين اللبناني أن "رؤية الجماعة السياسية تعطي أبشع صورة عن لبنان، هي أسطع دليل على إفلاسها وعدم أهليتها لحكم الشعب والبلاد"، داعياً الشعب اللبناني إلى "اليقظة، وجعل الاستحقاقات الانتخابية في أيار/مايو المقبل مناسبة فريدة من نوعها، من أجل تقديم نخب حاكمة جديدة تتولى قيادة النهضة الجديدة في لبنان".
يأتي ذلك في وقت تراوح الأزمة اللبنانية مكانها، بعدما سقطت جميع المبادرات التي سعى مسؤولون لبنانيون لتقديمها للمساعدة في تشكيل الحكومة.
وزاد التوتر بين الحريري والرئيس ميشال عون، فيما ارتفع سعر صرف الدولار بشكل هستيري، وفقدت العملة أكثر من 100% من قيمتها، وسط شح في جميع المواد الأساسية من الدواء والمحروقات وغيرها.