سكاي نيوز
أكدت حكومة إقليم كردستان العراق، أن المقاتلات الأميركية التي استهدفت ميليشيات الحشد الشعبي، الاثنين، في العراق وسوريا، لم تنطلق من قواعد بمطار أربيل الدولي.
وقال الناطق باسم حكومة كردستان العراق، جوتيار عادل، في بيان: "صرح المدعو أحمد المكصوصي، وهو أحد مسؤولي ميليشيا كتائب (سيد الشهداء)، بأن الطائرات الأميركية التي استهدفت الميليشيات انطلقت من مطار أربيل الدولي".
وأردف: "وإذ نرفض هذه المزاعم جملة وتفصيلا، فإننا نعدها ادعاءات عارية عن الصحة، بينما الحقيقة هي عكس ما افتراه، فالهجمات التي استهدفت أربيل نفذتها ميليشيات خارجة عن القانون، وما يدعيه هذا الشخص له دلالات سيئة جدا".
ونوه عادل إلى أن "ادعاءات المكصوصي تثبت وبالدليل القاطع، أن أي هجمات محتملة يمكن أن تطال أربيل، هي من أفعال الجهات التي ينتمي إليها المكصوصي ومن هم على شاكلته، وأن ما يلفقه ليس سوى ذريعة للاعتداء على أربيل".
ويرى مصدر سياسي كردي، رفض الافصاح عن هويته، في تصريح إلى موقع "سكاي نيوز عربية": "رد حكومة الإقليم شديد اللهجة هذا حيال اتهامات ميليشيات الحشد الشعبي، هو خطوة في الاتجاه الصحيح وفي محلها، كون هذه الجماعات الإرهابية ما انفكت طيلة الأشهر الماضية تستهدف مناطق إقليم كردستان العراق، خاصة مدينة أربيل، لدرجة ضربها أحياء ومناطق سكنية في عاصمة الإقليم".
ويضيف المصدر: "الاستهدافات المتكررة للميليشيات المدعومة من إيران، للمصالح والقواعد الدولية في العراق، خاصة في إقليم كردستان، هي ما استوجبت الضربات الأميركية".
ويتابع: "هذه الميليشيات العاجزة عن مواجهة واشنطن والتحالف الدولي، تحاول الاستقواء على إقليم كردستان وتحميله مسؤولية الهجوم الأميركي، في مسعى منها لخلط الأوراق ونشر الفوضى".
وكان آخر هجوم على عاصمة إقليم كردستان، قد وقع بطائرات مسيرة السبت الماضي، مستهدفة مناطق قريبة جدا من القنصلية الأميركية في أربيل، مما يعد مؤشرا سلبيا لمرحلة جديدة وخطيرة من الاستهداف للمصالح والمقار الدبلوماسية والعسكرية الدولية في العراق وإقليم كردستان.
من جانبه، يحذر الكاتب والمعلق السياسي طارق جوهر، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، من "ظاهرة الميليشيات المسلحة المنفلتة التي أصبحت تهدد بتشكيل دولة ضمن الدولة في العراق، مما قد يؤدي مع الأسف إلى مزيد من الاحتقانات القومية والطائفية في البلاد، خاصة وأن الموسم الانتخابي بدأ، وكافة الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها".
ويرى مراقبون في إقليم كردستان، أن الضربات الأميركية، التي تمت بعد أقل من يومين على ذلك الاستهداف، "بعثت رسائل واضحة لطهران وأدواتها العراقية، بأن التمادي في الاعتداء على إقليم كردستان، وعلى قواعد التحالف الدولي فيه سيجابه برد عنيف".
ويعتبر هؤلاء أن هذا "يفسر رد فعل بعض زعماء الميليشيات الموالية لإيران، ومسارعتهم لاتهام الإقليم بالوقوف وراء الهجمات الأميركية التي طالت منشآت ومخازن أسلحة عائدة لمجموعة من ميليشيات الحشد الشعبي، والتي حددها البنتاغون وذكرها بالاسم ككتائب ما يعرف بـ"سيد الشهداء"، والتي وصفتها حكومة إقليم كردستان العراق، بكونها من المجموعات الخارجة عن القانون.