العربية
"يارب العدالة.. يارب العدالة"، بهذه الكلمات ودعت الناشطة المدنية فاطمة البهادلي جثمان ابنها علي كريم إلى مثواه الأخير، بعد ساعات من العثور عليه مقتولا في قضاء الزبير.
وظهرت البهادلي التي حصلت العام الماضي على جائزة منظمة (Front Line Defenders) الإيرلندية بمناسبة اليوم العالمي للمدافعين عن حقوق الإنسان، تنعى ابنها أمام أحد مستشفيات محافظة البصرة جنوب العراق.
كما توجه عدد من ناشطي البصرة إلى منزل السيدة الثكلى فاطمة لمساندتها في هذا الحادث الأليم، فنقلوا عنها رسالة طلبت منهم إيصالها إلى العراقيين والعالم.
وبحسب ناشط كان متواجداً في المكان ورفض ذكر اسمه خوفا من التهديدات والاغتيال، فإن البهادلي كشفت أنها تلقت تهديداً قبل شهر من الجريمة طالبها بمغادرة البصرة، إلا أنها رفضت فكان رد المهددين أن قتلوا ابنها.
ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها "العربية.نت"، فإن الشاب تلقى رصاصتين في رأسه، وواحدة في صدره، وتم تجريده من جميع مقتنياته من ضمنها هاتفه المحمول.
قبل 24 ساعة من الجريمة
و"علي كريم" الشاب القتيل، من مواليد العام 1995، كان اختفى لمدة 24 ساعة قبل العثور عليه مقتولا، بعد أن أبلغ ذويه أنه ذاهب إلى أحد مسابح البصرة.
حتى الموت في #بلادي مختلف، فاما:
الموت غدرا.. او الموت حرقاً..او الموت غرقاً..او الموت جوعاً ..او الموت حزناً..
(وين العدالة ياربي) صرخة اطلقتها #فاطمة_البهادلي_ام_الشهيدين pic.twitter.com/WpCVlqstio
— Sanaa (@Sanaa5879213) July 25, 2021
وقد أغلق هاتف المجني عليه عند الساعة التاسعة والنصف مساء، إلى أن وجد على قارعة إحدى الطرقات وعليه آثار طلقات نارية.
من جانبه، أوضح حسن السكيني وهو ابن خالة الشاب المقتول، لـ"العربية.نت"، أن الاغتيالات أضحت أفعالاً طبيعية للأحزاب النافذة في العراق عموما والبصرة خصوصا، مؤكداً أن تلك الأطراف لا تريد أصواتاً تعلو على أصواتها.
كما أوضح أن الشاب القتيل لم يكن ناشطا في أي مجال، وقد دفع ثمن عمل والدته الناشطة في حقوق الإنسان، وكان دمه رسالة لها.
إلى ذلك، أكد أن خالته والدة القتيل، تمر بحالة نفسية صعبة جداً، مؤكداً أنها تلقت تهديدات قبل فترة، وحاولت الإبلاغ عما حصل معها، وبعد المتابعة علمت أن الاتصال جاء من منطقة قرب شط العرب، وبعدها اختفى الإرسال.
وفاطمة البهادلي مدافعة عراقية عن حقوق الإنسان من مدينة البصرة في جنوب العراق، وهي رئيسة مؤسسة جمعية الفردوس، وهي منظمة تركز على حماية النساء والفتيات المتضررات من الحرب وتعزيز دورهن في بناء السلام، وقد نالت جوائز عديدة في مجال حقوق الإنسان.