وسط انتشار سريع لسلالة دلتا المتحورة من فيروس كورونا، وارتفاع قياسي في عدد المصابين، تعيش مستشفيات الجزائر أزمة بسبب اكتظاظ أقسام العناية المركزة ونقص الأكسجين.
وأظهرت صور تداولها الجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي مصابين أمام المستشفيات وقد تدهورت حالتهم نتيجة تداعيات الإصابة بفيروس كورونا، فيما ظهر موظفون صحيون في مقطع فيديو وهم يهرعون لتسلم شحنة من قوارير الأكسجين وسط حالة من الفوضى.
وقال شهود عيان إن امرأة مسنة توفيت أمام مصلحة علاج المصابين بفيروس كورونا في مستشفى نفيسة حمودي بالجزائر العاصمة، بسبب نقص الأكسجين.
وأكد مصدر من المستشفى رفض الكشف عن هويته، تسجيل حالة مماثلة لمصاب توفي بسبب نقص الأكسجين في سيارة الإسعاف التي كانت تقله إلى المستشفى.
قلق وهلع
وقالت رحمة حيقون وهي من سكان الجزائر العاصمة، إنها لجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن قارورة أكسجين لمصاب من أقاربها بعد تدهور حالته الصحية ومعاناته اضطرابات تنفسية.
وأضافت حيقون في حديث لـ"الشرق": "بعدما نقلناه إلى مستشفى مصطفى باشا، أحد أكبر المستشفيات بالجزائر العاصمة، طلب منا الأطباء توفير قارورة أكسجين لكننا لم نتمكن من إيجاد واحدة، ثم تم تحويله إلى مستشفى بئر توتة، لكن الوضع لم يختلف هناك، فساءت حالته بسبب عدم توفر الأكسجين". وتابعت: "نحن نعيش حالة من القلق والخوف بعد تدهور صحته".
وذكر رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الصحة، مصطفى خياطي، أن المستشفيات "تعيش حالة من النقص والتذبذب في التزود بالأكسجين، في ظل الاكتظاظ الذي تشهده بسبب تزايد الإصابات وتزايد الاستهلاك".
اضطرابات لوجستية
وبحسب رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الصحة، فإن إنتاج البلاد من الأكسجين "كاف، إلا أن المستشفيات لم تكن مهيأة لتخزين الأكسجين، في ظل سرعة نفاده بسبب الطلب المتزايد عليه"، مشيراً إلى أنه "كان يفترض تهيئة المستشفيات بعد تفشي فيروس كورونا بمنصات لتوليد الأكسجين السائل لاحتواء المشكل".
وقال الدكتور عبد الحفيظ قايدي أخصائي الأمراض المعدية بمستشفى فرانز فانون بالبليدة، في تصريح لـ"الشرق"، إن الوضعية الوبائية الحالية "صعبة ومقلقة بسبب الارتفاع القياسي في عدد الإصابات بمتحور دلتا سريع الانتشار".
وبحسب الدكتور قايدي فإن متحور دلتا "انتشر بين الأطفال والشباب بحالات خطيرة، ما نتج عنه اكتظاظ. في المستشفيات ومصالح العناية المركزة".
وقال إن أغلب الحالات في الموجة الثالثة "تستلزم الدعم بالأكسجين، ما تسبب في زيادة استهلاك المادة، إذ لم تعد منصات توليد الأكسجين في المستشفيات كافية".
وأشار إلى أن أسرّة العناية المركزة "لم تعد تستوعب جميع المرضى في المصالح الاستشفائية، لذا نلجأ في حالات عديدة لا يكون فيها المريض في حالة حرجة جداً إلى توصيته بالعلاج والتزود بالأكسجين في البيت".
تفش واسع لمتحور دلتا
وتشهد الجزائر ارتفاعاً متزايداً في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا، وفي الآونة الأخيرة، بلغت مستويات قياسية.
وسجلت البلاد الأربعاء، أعلى حصيلة منذ فبراير 2020، بـ 1927 إصابة و 49 وفاة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.
وبحسب معهد باستور للأبحاث، فإن نسبة الإصابات بمتحور "دلتا"، تشكل 71%، منذ الأسبوع الأول من يوليو. وتوقع المعهد أن تتجاوز نسبة انتشاره 90% خلال الأسابيع المقبلة.
إجراءات حكومية عاجلة
وأعلنت السلطات الجزائرية عدة إجراءات لمواجهة الأزمة، بدءاً بتخصيص فنادق عبر المدن الكبرى لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، خاصة ممن يعانون اضطرابات تنفسية، لتخفيف الضغط عن المستشفيات.
وأمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإطلاق "عملية كبرى" لصيانة وتجديد منشآت وأجهزة التموين بالأكسجين بالمؤسسات الاستشفائية، واقتناء وحدات إنتاج متنقلة للأكسجين "فوراً" دعماً للمستشفيات الكبرى، بما يساعدها على الإنتاج الذاتي من حاجتها.
واستلمت الجزائر دفعة الأولى من 1050 وحدة من مكثفات الأكسجين للاستعمال الفردي، على أن تصل إلى 9 آلاف وحدة تدريجياً.
كما قررت السلطات الجزائرية السماح باستيراد مكثفات الأوكسجين، أو أية أجهزة طبية من دون تراخيص، إذ أعلن بيان لوزارة الصناعة أنه تقرر السماح للخواص استثنائياً باستيرادها، على أن تكون موجهة للاستعمال الشخصي في مواجهة فيروس كورونا، مع إعفائها من الضرائب ومستحقات الجمارك.
وأعادت الجزائر بداية الأسبوع فرض الإغلاق الجزئي في 35 ولاية من أصل 58، تشهد تفشياً واسعاً لفيروس كورونا أهمها الجزائر العاصمة ووهران وورقلة.
كما قررت غلق الشواطئ وأماكن الترفيه في هذه الولايات، مع تعليق نقل المسافرين والنقل بالسكك الحديدية أيام العطلة الأسبوعية لاحتواء الوضع الوبائي.
كما قررت السلطات تسريع وتيرة التطعيم خاصة في الولايات ذات الكثافة السكانية الكبيرة، وتحديد هدف فوري لتلقيح 2.5 مليون شخص في العاصمة، وبنسبة 50% من سكان ولايات وهران، قسنطينة، سطيف وورقلة.
وأظهرت صور تداولها الجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي مصابين أمام المستشفيات وقد تدهورت حالتهم نتيجة تداعيات الإصابة بفيروس كورونا، فيما ظهر موظفون صحيون في مقطع فيديو وهم يهرعون لتسلم شحنة من قوارير الأكسجين وسط حالة من الفوضى.
وقال شهود عيان إن امرأة مسنة توفيت أمام مصلحة علاج المصابين بفيروس كورونا في مستشفى نفيسة حمودي بالجزائر العاصمة، بسبب نقص الأكسجين.
وأكد مصدر من المستشفى رفض الكشف عن هويته، تسجيل حالة مماثلة لمصاب توفي بسبب نقص الأكسجين في سيارة الإسعاف التي كانت تقله إلى المستشفى.
قلق وهلع
وقالت رحمة حيقون وهي من سكان الجزائر العاصمة، إنها لجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن قارورة أكسجين لمصاب من أقاربها بعد تدهور حالته الصحية ومعاناته اضطرابات تنفسية.
وأضافت حيقون في حديث لـ"الشرق": "بعدما نقلناه إلى مستشفى مصطفى باشا، أحد أكبر المستشفيات بالجزائر العاصمة، طلب منا الأطباء توفير قارورة أكسجين لكننا لم نتمكن من إيجاد واحدة، ثم تم تحويله إلى مستشفى بئر توتة، لكن الوضع لم يختلف هناك، فساءت حالته بسبب عدم توفر الأكسجين". وتابعت: "نحن نعيش حالة من القلق والخوف بعد تدهور صحته".
وذكر رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الصحة، مصطفى خياطي، أن المستشفيات "تعيش حالة من النقص والتذبذب في التزود بالأكسجين، في ظل الاكتظاظ الذي تشهده بسبب تزايد الإصابات وتزايد الاستهلاك".
اضطرابات لوجستية
وبحسب رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الصحة، فإن إنتاج البلاد من الأكسجين "كاف، إلا أن المستشفيات لم تكن مهيأة لتخزين الأكسجين، في ظل سرعة نفاده بسبب الطلب المتزايد عليه"، مشيراً إلى أنه "كان يفترض تهيئة المستشفيات بعد تفشي فيروس كورونا بمنصات لتوليد الأكسجين السائل لاحتواء المشكل".
وقال الدكتور عبد الحفيظ قايدي أخصائي الأمراض المعدية بمستشفى فرانز فانون بالبليدة، في تصريح لـ"الشرق"، إن الوضعية الوبائية الحالية "صعبة ومقلقة بسبب الارتفاع القياسي في عدد الإصابات بمتحور دلتا سريع الانتشار".
وبحسب الدكتور قايدي فإن متحور دلتا "انتشر بين الأطفال والشباب بحالات خطيرة، ما نتج عنه اكتظاظ. في المستشفيات ومصالح العناية المركزة".
وقال إن أغلب الحالات في الموجة الثالثة "تستلزم الدعم بالأكسجين، ما تسبب في زيادة استهلاك المادة، إذ لم تعد منصات توليد الأكسجين في المستشفيات كافية".
وأشار إلى أن أسرّة العناية المركزة "لم تعد تستوعب جميع المرضى في المصالح الاستشفائية، لذا نلجأ في حالات عديدة لا يكون فيها المريض في حالة حرجة جداً إلى توصيته بالعلاج والتزود بالأكسجين في البيت".
تفش واسع لمتحور دلتا
وتشهد الجزائر ارتفاعاً متزايداً في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا، وفي الآونة الأخيرة، بلغت مستويات قياسية.
وسجلت البلاد الأربعاء، أعلى حصيلة منذ فبراير 2020، بـ 1927 إصابة و 49 وفاة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.
وبحسب معهد باستور للأبحاث، فإن نسبة الإصابات بمتحور "دلتا"، تشكل 71%، منذ الأسبوع الأول من يوليو. وتوقع المعهد أن تتجاوز نسبة انتشاره 90% خلال الأسابيع المقبلة.
إجراءات حكومية عاجلة
وأعلنت السلطات الجزائرية عدة إجراءات لمواجهة الأزمة، بدءاً بتخصيص فنادق عبر المدن الكبرى لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، خاصة ممن يعانون اضطرابات تنفسية، لتخفيف الضغط عن المستشفيات.
وأمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإطلاق "عملية كبرى" لصيانة وتجديد منشآت وأجهزة التموين بالأكسجين بالمؤسسات الاستشفائية، واقتناء وحدات إنتاج متنقلة للأكسجين "فوراً" دعماً للمستشفيات الكبرى، بما يساعدها على الإنتاج الذاتي من حاجتها.
واستلمت الجزائر دفعة الأولى من 1050 وحدة من مكثفات الأكسجين للاستعمال الفردي، على أن تصل إلى 9 آلاف وحدة تدريجياً.
كما قررت السلطات الجزائرية السماح باستيراد مكثفات الأوكسجين، أو أية أجهزة طبية من دون تراخيص، إذ أعلن بيان لوزارة الصناعة أنه تقرر السماح للخواص استثنائياً باستيرادها، على أن تكون موجهة للاستعمال الشخصي في مواجهة فيروس كورونا، مع إعفائها من الضرائب ومستحقات الجمارك.
وأعادت الجزائر بداية الأسبوع فرض الإغلاق الجزئي في 35 ولاية من أصل 58، تشهد تفشياً واسعاً لفيروس كورونا أهمها الجزائر العاصمة ووهران وورقلة.
كما قررت غلق الشواطئ وأماكن الترفيه في هذه الولايات، مع تعليق نقل المسافرين والنقل بالسكك الحديدية أيام العطلة الأسبوعية لاحتواء الوضع الوبائي.
كما قررت السلطات تسريع وتيرة التطعيم خاصة في الولايات ذات الكثافة السكانية الكبيرة، وتحديد هدف فوري لتلقيح 2.5 مليون شخص في العاصمة، وبنسبة 50% من سكان ولايات وهران، قسنطينة، سطيف وورقلة.